الشاعر لا يلتفت بأثر رجعي..

على سبيل المثال، لا الشِّعر !

الشاعر المغربي عبد اللطيف الوراري

عبد اللطيف الوراري (المغرب)

الكتابة وحشة.
*
الغياب حُجّة الذاكرة.
*
الشِّعر مَصْل اللغة.
*
التسلّي مع الحقيقة درس الاستعارة
*
قارئ الشِّعر شاهد زور.
*
الصيغة النهائية خيبة عظيمة.
*
المُسوَّدة، يا للفضيحة!
*
الشاعر لا يلتفت بأثر رجعي.
*
أثر القصيدة هو ما حُذِف منها.
*
الشّكْل؛ هذا آخر الدُّفوعات!
*
القافية، من يتذكّر البيت بعدها؟
*
من يغفر للشِّعر ذنوب المعجم؟
*
البيت الأول صافرة إنذار بالبشارة.
*
الصفحة الشعرية جهاز كشف الكذب.
*
النّظْم شرطة عمليّات سرية.
*
لا إيقاع، لا شعر.
*
العَروض ميتافيزيقا في نزهة.
*
التكرار خليّة نحو.
*
الجناس هارمونيكا في فم أدرد.
*
المعادل الموضوعي؛ أعتقد أنّي سمعت به!
*
الغموض كمَنْ يدفع عن نفسه تهمة السخاء.
*
الماء الذي ضاع من الشعراء، من يسمعه في رحم القصيدة؟
*
الضمائر الشخصية تبادل خسائر.
*
الذاتية عقيدة منبوذين.
*
الأنا تصفية حساب.
*
حروف العطف صفُّ متدرّبين في سلك المطافئ.
*
العموديّ نعرفه؛ لكن ما هو الأفقيّ؟
*
لولا زوائد النصّ الشعري لم ندرك جوهره.
*
البساطة نتاج تقشُّف بلاغي.
*
الشِّعر الذي يتحرك بالنثر تعبيرٌ عن أزمة شكل طبيعية.
*
الشِّعر الذي يتعكّز على النثر. ليس لي ما أقول في الأمر.
*
الأنا في القصيدة هي كلّ عقدة إيقاعية، 
ثم تحاول ـ بلا جدوى ـ أن تنجو منها.
*
البياض في الشِّعر بُخاراتٌ.
*
علامات الترقيم ثُريّات في ليل القصيدة.
*
إذا وجدتُ إلا الفاصلة شاردةً من أوّل الكتاب، أغلقْتُه. 
علامات الترقيم وحدها كتابة.
*
في أكثر المرّات أتحاشى استعمال (أيضًا) و(كذلك)؛
ليس لشكلهما المنبور فحسب، بل لأنهما يلويان عنق الكلام إلى الخلف،
فيكون على ما يأتي دَيْنٌ لسابق.
*
أنا الشاعر لا يكتب أي شيء يخطر على باله،
بل يبتكر هويته دائمًا من صميم اللغة وسداها.
*
أعظم ما في القصيدة بسبب هشاشته، 
هو أناها الذي يتكلّم إلى أنا آخر.
*
إلى آخَره، إلى آخِره..
تقول القصيدة التي تُكتب بيدٍ، وتمّحي بأخرى.
*
«الأنا هو الآخر»؛ السيرة المتخيّلة شعرًا.
*
التعاقد الشِّعري؛ 
أن يحتفظ الشعر بوهجه الداخلي، 
ولا يخذل قرُّاءه في كل وقت.
*
التقاعد الشعري؛
أن يظل أحدهم يذكر بتاريخه الشعري،
وكيف اعتزل الناس ودخل السجن بسببه.
*
الشِّعر ليس شيئًا إذا لم يلتقط الصرخة التي أطلقها 
أحدهم في مكان ما.
*
الشعر مثل الهواء؛ 
إذا داخلهُ اللون اختنق.
*
«واحرّ قلباه»؛ 
عقدة ذنب المتنبي في دَيْن كلّ قصيدة.
*
في القاهرة، رأيت عبد الصبور 
ما زال يقرأ (مأساة الحلاج) على المارة.
*
وجدتُ الشعراء يدفعون لليأس أقساط الأمل.
*
يشدّون التجاعيد كلمةً كلمةً
في وجه الحياة الجهم.
*
ليس شاعرًا من يُهادن السُّلطة في أساس حدسه الشعريّ.
*
القصائد وعدٌ. 
انكثه دائمًا، لكي يُحبَّك الشعر.
*
الشعر في كلّ مكان، والشعراء أخطأوا القصد عندما أرادوا نقله.
*
إلّا طريق الشعر فإنّها من المجهول.

شاعر مغربي