القبول بالحوثي كشريك ورفض الحوار مع الجنوبيين..

لماذا تصر حكومة الشرعية على مواجهة الجنوبيين؟

تتهم تقارير يمنية الأحمر نائب الرئيس اليمني بعرقلة تحرير صنعاء

خاص (عدن)

"لا نريد ابادة الحوثيين، ولكن ندعوهم للشراكة"، هكذا أكد رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر في أكثر من تصريح من بينها تصريحاته مع صحيفة اليوم السابع المصرية، والتي جاءت عقب تأكيد وزير الإعلام اليمني في حكومة بن دغر معمر الارياني انهم لا يريدون هزيمة الحوثيين او اقتحام صنعاء، لكنهم يريدون جر الحوثيين الى مفاوضات على قاعدة الشراكة.

لكن الذي بدو مستغربا لماذا تصر حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي المعترف بها دوليا، على مواجهة الجنوبيين الذين هم المنتصرون الوحيدون على مليشيات الحوثي، في حين تعلن قبولها بالحوار مع طرف منهزم في الجنوب وعلى قاعدة الشراكة وربما اعادة قادة من الحوثيين لحكم محافظات الجنوب ان هي نجحت في مساعيها.

تؤكد دول التحالف العربي ان الحوثيين جماعة خطيرة تهدد استقرار المنطقة وانه يجب استئصال هذه الجماعة المرتبطة ايدلوجيا بإيران، العدو الأبرز للمنطقة العربية، في حين ان طرفا في الشرعية يريد الدخول في مفاوضات جدية مع الحوثيين لتقاسم اليمن.

هذا الطرف النافذ في الحكومة الشرعية يتمثل – وفقا لمصادر مسؤولة- في جماعة الإخوان التي يتزعمها نائب الرئيس اليمني علي محسن الاحمر، والتي دخلت في مفاوضات طويلة مع الحوثيين منذ ان اعلن دول عربية وخليجية مقاطعتها لقطر الراعي الرسمي للتنظيم في اليمن والعديد من الاقطار العربية.

ومما يعزز من ذلك هو التأكيد الذي اعلنه زعيم المتمردين الحوثيين عبدالملك الحوثي، والذي أكد في مقابلة مع صحيفة لبنانية "على قبوله وترحيبه بعودة الاصلاحيين الى صنعاء، والعمل على بناء اليمن"، وهي تصريحات تؤكد ان الصفقة السياسية بين الجماعتين قد نجحت ولم يتبق الا الاعلان عنها بشكل رسمي.

وتشير مصادر عسكرية يمنية الى ان جماعة الإخوان التي تسيطر على مأرب سلمت قبل يومين مواقع وأسلحة للحوثيين في بلدة صرواح وجبهة نعم شرق صنعاء، وذلك في اعقاب تحرير القوات الجنوبية بلدة الشريجة في لحج.

مواجهة الجنوبيين

لعبت الحكومة اليمنية على مدى عشرة اعوام على تشتيت وتفرقت الحراك الجنوبي الذي انتفض للمطالبة باستعادة الدولة السابقة، غير انها فشلت هذه المرة، جراء فشلها في تقسيم المجلس الانتقالي الجنوبي الذي اعلن عنه بتفويض شعبي منقطع النظير، فقد حاولت الحكومة اليمنية ضربه عسكريا على غرار ما كانت تفعله قوات صالح ابان الاعوام من 2007 إلى 2010م، وما تلاها في عهد الرئيس هادي.

دعا المجلس الى انتفاضة شعبية لإنقاذ عدن المحاصرة جراء ما تعتقد الحكومة انه اجراء لمنع وقوع الاستقلال او الانفصال كما تسميه، لكن تلك التظاهرة قوبلت بأعمال قمع وحشية استخدمت فيها الاسلحة الثقيلة والمتوسطة، قبل ان تنتفض قوات الشرطة والحزام الأمني لمنع ذلك.

  ترفض الحكومة اليمنية الاعتراف بقضية الجنوب لأنها ترى ان ذلك الاعتراف هو الاقرار بالخطأ الذي ارتكبه الكثير من المسؤولين الذين شاركوا تحالف صالح والإخوان في الحرب الأولى على الجنوب وأبرزهم الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي.

عاد رئيس الحكومة اليمنية المثير للجدل أحمد عبيد بن دغر للحديث عن الوحدة أو الموت، رفضا اي شكل من اشكال الحوار مع الجنوبيين الذين انتصروا واعادوا حكومة هادي من المنفى الاختياري في الرياض للحكم في عدن، لكن وفقا لقادة جنوبيين فأن حكومة بن دغر عمدت على تعطيل الحياة في عدن ومحاربة القادة الجنوبيين، بدعوى انهم انفصاليون ويريدون اعادة اليمن الى ما قبل مايو 1990م.

واعترف نائب رئيس حكومة بن دغر ووزير الخارجية عبدالملك المخلافي في مقابلة مع قناة يمنية ان "الحكومة تحاصر عدن حتى لا يذهب الجنوب نحو الانفصال".

وبرر بن دغر نية حكومته خوض حرب أخرى ضد الجنوبيين قائلا "المجلس الانتقالي الجنوبي يدعو للانفصال ويستخدم السلاح لفرض وجهة نظره على القوى السياسية كافة، وهذه الحالة لا تسمح بالحوار مع طرف يقلد الحوثيين في سلوكهم، لكي نتفاهم ينبغي أن يتخلى المجلس الانتقالي عن سلاحه".

كفى هاشلي: الشرعية تدمر الجنوب وتحافظ على الحوثيين في الشمال

وناقض بن دغر حديثه حيث، قال ان الانتقالي يدعو للانفصال، لكنه في ذات الوقت يقول انه يسعى للسلطة، وهو تناقض اراد من خلاله القول انه مستعد لمواجهة المجلس الانتقالي الجنوبي على مثل ما تتم مواجهة الحوثيين.. لكن السؤال الأهم "هل يقبل بن دغر بالحوار مع المجلس الانتقالي على غرار قبوله بالحوار مع الحوثيين او الترحيب بشراكة  حوثية، رغم الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الانقلابية؟.

تعلق الإعلامية الجنوبية البارزة كفى هاشلي على تصريحات بن دغر " بعد كل مسلسلات الحرب والتدمير يرى بن دغر وجماعته في الشرعية ان الحوثيين قوة يجب ان تحترم ويحسب لها حساب رغم انهم نسفوا الحياة المدنية واعتقلوا وقتلوا ومازالوا ، بينما من وهب بن دغر شرعية وحرر الجنوب يعتبرونه خطرا وقلق على اليمن عامة".

وأوضحت هاشلي في حديث لـ(اليوم الثامن) "منذ اعلان الحوثيين اجتياح صنعاء والشمال خاضع وخانع بمافيهم حزبي المؤتمر الشعبي العام والاصلاح، كان الهدف المشترك للثلاثة الاطراف القضاء على الحراك الجنوبي الشعبي خاصة بعد ثورات الربيع وما شهدته من تغيير شكل لدى الشمال ومن انضم لهم في النظام من جنوبيين ارتبطت مصالحهم بالنافذين في الشمال".

وقالت "مع عاصفة الحزم انتاب الثلاث المكونات قلق كبير وكان لابد لهم من توزيع الادوار ودخل بن دغر هاربا من الحوثيين دون ادنى اعتراض في النقاط الممتدة في الطرق حتى الرياض، وهذا الامر تغافلت عنه شرعية هادي لأنها تمتلئ بنفس المكونات الثلاثة النفعية والرافضة لحل عادل ومنصف للجنوب واهله".

وذكرت الإعلامية الجنوبية "في اغسطس 2015م ومن قناة الشرعية وعلى الهواء كانت لي مداخلة وتحدثت عن احتواء الشرعية على مجموعة قادمة من صنعاء هدفها تعطيل اجتياح صنعاء وتحريرها والحفاظ على الحوثيين وذكرت احمد عبيد بن دغر بالاسم وقلت سيتم تعيينه وسيقومون بدور مساعد لعصابة صنعاء، وبعد ستة اشهر من هذا الحديث لي وبعد معاقبتي عليه طردت من عملي وعينوا بن دغر فعلا ومن يومها وحتى الان وكل شيء في عمل الشرعية يسير باتجاه تدمير الجنوب وتعطيل الخدمات والمحافظة على الشمال وعدم تحرير صنعاء".

وأكدت هاشلي "أن  لعبة الشرعية مكشوفة ولهذا يتبجح الوزراء والوكلاء ورئيس الحكومة عينه يتبجحون باتهام المجلس الجنوبي وجعله عصابة مسلحة فيما من يرسل لهم الصواريخ إلى الرياض يبررون له افعاله".. مشيرة إلى أن "خلاصة ما يحدث ان الشرعية  هي نفسها الانقلاب وما حدث ويحدث وسيحدث هو توزيع ادوار لمنع الجنوب من الاستقلال ويبدو ان التحالف ادرك ذلك متأخرا وجاهرهم به ولهذا يعادونه اليوم علنا دون خجل وحياء ".