صحيفة أمريكية تسلط الضوء على التداعيات المتوقعة..

كيف سيتعامل "صقور ترامب" الجدد مع الإخوان المسلمين؟

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

وكالات (نيويورك)

سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء على التداعيات المتوقعة لتغييرات البيت الأبيض على جماعات الإسلام السياسي، وخاصة جماعة الإخوان المسلمين.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أقال وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون الشهر الماضي، واقترح تعيين مدير وكالة المخابرات المركزية مايك بومبيو خلفًا له.
واستبدل ترامب، الشهر الماضي، مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر، وعيّن محله جون بولتون، أحد صقور الدفاع والمبعوث السابق في الأمم المتحدة إبّان حكم الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش.

"بومبيو والإسلام"

وقالت الصحيفة الأمريكية إن سجل وزير الخارجية الأمريكي الجديد، مايك بومبيو المعادي تجاه المسلمين وعلاقاته مع الجماعات الدينية دفع أعضاء من لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ إلى إلقاء نظرة فاحصة على توجهاته خلال جلسة استماع منتظرة، الخميس المقبل، قبل إجراء التصويت على ترشيحه.
وذكر التقرير تصريحات بومبيو عقب تفجيري ماراثون بوسطن 2013، حيث كان عضوًا في الكونجرس عن ولاية كانساس، إذ شن بومبيو آنذاك هجومًا حادًا على قادة العالم الإسلامي، متهمًا إياهم بالتواطؤ في مثل هذه الأعمال الإرهابية.

ونقل التقرير عن شاون كيسي، المدير السابق لمكتب الدين والشؤون العالمية في وزارة الخارجية الأمريكية: "إن ما يثير قلقي هو أن بومبيو ترك آثاراً وعبارات مروعة وغير دقيقة ومتعصبة تجاه المسلمين في جميع أنحاء العالم".
وتساءل كيسي عما إذا كان "بومبيو"، بمثل هذه التصريحات والتوجهات، يمكن أن يكون "ممثلاً ذا مصداقية" للعشرات من البلدان ذات الأغلبية المسلمة التي سيضطر إلى التواصل معها كممثل للدبلوماسية الأمريكية.
وبحسب التقرير، يرتبط كل من بولتون وبومبيو بأفراد وجماعات يروجون لافكار لا تعتبر الإسلام دينًا، بل كأيديولوجية سياسية تتسلل إلى الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى بهدف فرض الشريعة الإسلامية على شعوب أوروبا وأمريكا، وبالتالي يزعمون أن المساجد الأمريكية والمنظمات المدنية والقادة وحتى المسؤولين الحكوميين الذين هم مسلمون يشتبه في أنهم من نشطاء جماعة الإخوان المسلمين.
وقالت وكالة المخابرات المركزية، نيابة عن مديرها، في بيان إن بومبيو "عمل على نطاق واسع وبنجاح لتوسيع شراكات وكالة المخابرات المركزية مع الدول في جميع أنحاء العالم الإسلامي." وقالت الوكالة إنه بذلك "أنقذ أرواح المسلمين التي لا تعد ولا تحصى وأضاف الأمن للشعوب الإسلامية في تلك الدول".
ووفقًا لـ"نيويورك تايمز"، عندما طُلب من بومبيو في جلسة تأكيده لمدير وكالة الاستخبارات المركزية في يناير 2017 ما إذا كان سيعادي المسلمين، في ضوء تصريحاته السابقة، أجاب بومبيو أنه يؤمن بوجود توجهات متنوعة في وكالة المخابرات المركزية للتعاون مع الدول الإسلامية التي تقدم معلومات استخبارية للولايات المتحدة الامريكية.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن جون بولتون يشغل منصب رئيس مجلس إدارة معهد جاتسون، وهو مركز أبحاث يضم بانتظام مقالات على موقعه على الإنترنت تروج لفكرة أن البلدان الأوروبية المطلقة، وخاصة بريطانيا، تتعرض لـ "الأسلمة" من قبل المهاجرين المسلمين المعادين.
وعلى الرغم من تصريحات بولتون المعادية للجماعات الاسلامية، لكنه في بعض الأحيان، بدا بولتون يعبر عن وجهات نظر أكثر دقة، وفق التقرير الذي أشار إلى اعتبار "بولتون" اقتراح ترامب، عندما كان مرشحًا، بحظر جميع المسلمين القادمين إلى الولايات المتحدة بالأمر الخاطئ، وذلك على هامش مقابلة اذاعية مع "هيرالد راديو" في عام 2015.
كما نوه التقرير إلى ظهور كل من بومبيو وبولتون بشكل متكرر في البرنامج الإذاعية لفرانك جافني جونيور، رئيس ومؤسس مركز السياسة الأمنية، وهو مركز أبحاث يجادل بأن المساجد والمسلمين في جميع أنحاء أمريكا يشاركون في "الجهاد الشبح" من أجل "أسلمة" البلد من خلال الاستفادة من التعددية الأمريكية والديمقراطية.
ووفق التقرير، توقع العديد من المحللين أن يدفع بولتون وبومبيو إلى إعلان وزارة الخارجية "جماعة الإخوان المسلمين" منظمة إرهابية أجنبية، وذلك يعني أن أي أفراد أو منظمات متهمين بالانتساب يمكن أن يخضعوا للتحقيقات والاستيلاء على الأصول وغيرها من الإجراءات القانونية.
في المقابل، يقول القادة والمحللون السياسيون الأمريكيون إن مثل هذه الخطوة يمكن أن تستخدم لاستهداف الجماعات الإسلامية والمنظمات غير الربحية- حتى تلك التي تعمل على حماية الحقوق المدنية وضحايا جرائم الكراهية.
ويرفض العديد من الخبراء الفكرة القائلة بأن المسلمين الأمريكيين هم طابور خامس هدام، حيث يشكل المسلمون أقل من واحد في المائة من السكان الأمريكيين، وقد جاء كثيرون من المهاجرين إلى الولايات المتحدة هرباً من البلدان الإسلامية المتسلطة؛ فرض الشريعة ليست على جدول أعمالهم. وقد ندد زعماء المسلمين الأمريكيين بالدولة الإسلامية التي هددتهم بالموت.
وبصفته عضو الكونجرس، شارك بومبيو في رعاية تشريع يعين جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية. وحين أصبح مدير وكالة الاستخبارات المركزية، حذر محللون في الوكالة من أن مثل هذا التصنيف سيكون غير حكيم، حسب ما أوردته مجلة "بوليتيكو"، لكن كان لا يزال هناك حماس لهذا العمل.
وفي مقابلة تلفزيوينية سابقة، صرح بولتون في برنامج إذاعة في يوليو من العام الماضي: "لماذا لا تتدخل الولايات المتحدة في العمل على إعلان جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية أجنبية؟"، وحاولت "نيويورك تايمز" التواصل مع بولتون، من خلال المتحدث باسمه، لكنه رفض العليق.
وأصدرت 6 منظمات يهودية ليبرالية الأسبوع الماضي بيانًا يحذر فيه من أن تعيين بولتون "خطير". ومن بين اعتراضاتهم: "هذا الاستعداد لدعم التعصب ضد المسلمين ينتهك القيم اليهودية والديمقراطية الأساسية للتسامح والمساواة والاحترام".
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن أرسلان سليمان، المبعوث الخاص لمنظمة التعاون الإسلامي أثناء إدارة أوباما، قوله إن تسمية جماعة الإخوان المسلمين جمعية إرهابية أجنبية سيكون منافيًا للواقع، لأن الجماعة نتشرة في عدة بلدان مختلفة حول العالم، في مصر، ففي الأردن، لا تزال المجموعة تشارك في السياسة الانتخابية.