(اليوم الثامن) تفتح باب البسط العشوائي في عدن.. 

تقرير: "مارينا".. حين تكون السلطة رهن المال

جانب من اعمال البسط على متنفس عمارة مارينا

خاص (عدن)

لم يكن يدرك سكان عمارة مارينا كورت في حي المعلا ان السلطة والقانون سيقفان في صف المعتدي على العمارة التي تركها الاحتلال البريطاني لعدن لتكن شاهدة على النظام والقانون الذي كان سائدا هنا في عدن، قبل ان يأتي من بعد هذا الاحتلال ليستخدم السلطة والقانون في النهب والتعدي على الأملاك الخاصة والعامة.

عمارة مارينا كوت نموذج حي على واقعة الفوضى التي يقول مسؤولون أمنيون إنها مفتعلة من قبل بعض الاطراف المسؤولة في حكومة بن دغر، والهدف من ذلك مناوئة الأطراف الجنوبية التي تخوض حربا ضد هذه الفوضى.

(اليوم الثامن) تقصت هذه الحقيقة واستوضحت هذه القضية والمزاعم الأمنية عن دور الحكومة اليمنية في ذلك، وتبين بالوثائق ان مسؤولين على علاقة وثيقة برئيس الحكومة اليمنية وقفوا عاجزين امام حالة الاعتداء على اراضي الدولة في عمارة مارينا كوت، وفي طليعتهم القائم باعمال محافظ عدن احمد سالمين الذي بينت الوثائق انه لم يقم باي اجراء يردع المعتدي على حرم العمارة.

ما هي قضية عمارة مارينا كوت؟

عمارة سكنية تقع في حي حافون بالعملا شيدت في عهد الاستعمار البريطاني لعدن وصرفت على سكان العاصمة مثلها مثل غيرها من العمائر في مدينة عدن.

قام احد النافذين بالبسط على (الباركنج) الواقع امام العمارة وبسط عليه، دون ان يمتلك أي حق.

بينت الوثائق ان المعتدي لا يمتلك أي شقة في العمارة غير انه يسكن في شقة (صهره) المغترب في الولايات المتحدة الأمريكية، وقام بالبسط والبناء في المكان المخصص للعب الاطفال وموقف السيارات الخاصة بسكان العمارة.

وقد ناشد أهالي حي حافون القائم باعمال محافظ العاصمة أحمد سالمين وقف البسط العشوائي على متنفس في الحي، لكن دون أي تحرك حقيقي.

وقال هالي الحي إن المدعو (محمد أحمد سلمان) قام بالبسط على حوش عمارة مارينا كورت، وهو متنفس عام لأبناء العمارة والحي، وقام باستحداث البناء عليه.

وأفاد أهالي حي حافون بأن أعمال البناء العشوائية تلك قد تم مواجهتها من قبلهم والوقوف ضدها وأنهم تقدموا بشكاوى للسلطة المحلية بالمحافظة والمديرية وبلاغات لشرطة المعلا لوقف تلك الاعتداءات على حوش العمارة الذي يعد متنفسا لهم ولسرهم ويشكل بيئة امنة وصديقة لأطفالهم.

واوضحوا ان المدعو (سلمان) تجاهل كل الاوامر الصادرة من النيابة والجهات المسئولة بوقف الاعتداء على المتنفس العام لأهالي الحي.. مشيرين الى انه يستقوي بعناصر مسلحة تتبع جهازا امنيا بالمديرية.

واكد أهالي حي حافون بالمعلا ان الباسط على المتنفس العام للحي وصل به الامر الى ان يوقف اعمال الرصف التي تنفذها الاشغال العامة في الحي، وانه عمد الى احضار اطقم لقوة امنية تتبع شرطة المعلا وقام بإيقاف اعمال الرصف بقوة السلاح.

وقالوا انه عمد الى ذلك العمل الذي وصفوه "بالبلطجة والاستقواء بالمسلحين الذين يفترض انهم يمثلون النظام من اجل ان يستحوذ على ذلك المتنفس العام قبل ان تصل اعمال الرصف اليه".

وتحدث اهالي الحي عن الممارسات التي اقدم عليها نائب مدير شرطة المعلا وافراد بالشرطة بشان هذا الامر ووقوفهم الى جانب المعتدي على الحق العام والباسط على المتنفس الخاص بهم، اضافة الى، تعاملهم المسيء مع بعض سكان الحي ممن تقدموا ببلاغات وشكاوى ضد الاعتداء على متنفسهم العام.

وقالوا اننا نستغرب هذه الممارسات من قبل نائب مدير شرطة المعلا الذي يفترض انه يمثل جهازا امنيا يحمى الحقوق ويصونها ويردع المعتدين والبلاطجة والفوضى التي اصبحت تملأ مدينة عدن بسبب مثل هؤلاء المسئولين.

وناشدوا القائم بأعمال محافظة عدن احمد سالمين والسلطة المحلية في مديرية المعلا سرعة التدخل ووقف اعمال الاعتداء والبسط على المتنفس العام ومتابعة اعمال الرصف، لكن دون أي تحرك رغم مواصلة المعتدي الاعتداء على العمارة والبسط عليها.

سكان العمارة يفضحون المعتدي: يمتلك عقد انتفاع مزورا

سكان العمارة افادوا ان المعتدي يمتلك عقد انتفاع مزور ابرم في تاريخ الـ28 من مارس 2015م، وهو اليوم الذي انهار فيه كل شيء في عدن جراء العدوان الحوثي على البلاد، وكانت حينها كل مرافق الدولة معطلة الأمر الذي يقول سكان العمارة  إنه يؤكد رضوخ بعض المسؤولين لأموال المتنفذ المعتدي على الأرضية التي تعتبر من أملاك الدولة.

واستغرب مهتمون سبب صمت القائم بإعمال محافظ العاصمة وعجزه  عن اتخاذ أي اجراء حيال الاعتداء، الذي لم يستهدف سكان العمارة فقط بل اوقف اعمال الرصف في الشوارع.

واقعة الاعتداء على حرم عمارة مارينا يكشف التواطؤ الحكومي حيال اعمال البسط العشوائي على الاملاك الخاصة والعامة، فتلك الوقائع تؤكد ان طرفا يقف وراء هذا العبث او ان هناك من يريد الاستفادة من هذه الفوضى لمواجهة القوى الجنوبية التي تطالب بالاستقلال عن صنعاء.

حالة الاعتداء على عمارة مارينا يجب ان تشكل قضية رأي عام وان تكون بداية لحملات تدافع عن الممتلكات وتحمي حقوق الناس من اعمال ابسط والنهب التي تمارسها الكثير من الاطراف.