عفرين تعمق الغضب الشعبي ضد الرئيس التركي..

انتخابات مبكرة في تركيا لإنقاذ أردوغان

تحسين صورة أردوغان

وكالات (لندن)

 يرى مراقبون للشأن التركي أن الإعلان عن إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة في تركيا جاء نتيجة طبخة تم إعدادها بين حزب العدالة والتنمية الحاكم من جهة وحليفه اليميني حزب الحركة القومية من جهة أخرى، ما يمهد لإحكام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبضته على السلطة لمدة خمسة أعوام إضافية بعد أن قضى 15 عاماً رئيسا للوزراء وبعد ذلك رئيساً.

ويؤكد محللون أن أردوغان، الذي عمل ما في وسعه لتوسيع صلاحيات الرئيس وتجميع السلطات بيده، يريد انتخابات مبكرة للبقاء لأنه غير متأكد من أنه سينجح إذا حدثت الانتخابات في العام القادم، وهو ما يصرف النظر عن حالة الشك في مستقبل الاقتصاد، فضلا عن توسع دائرة الغاضبين على سياساته الخارجية.

وقال الرئيس التركي في تصريحات موجزة أذيعت على التلفزيون الحكومي “قرار إجراء انتخابات مبكرة يعود إلى الموقف في العراق وسوريا بالإضافة إلى الحاجة لاتخاذ قرارات اقتصادية”، في وقت تتسع فيه هوة مناوئي سياساته الخارجية.

وتصاعدت حالة الغضب الشعبي في صفوف أكراد تركيا الذين لا يجدون مبررا لتورط أنقرة في معارك ضد أشقائهم في سوريا والعراق.

وكان الرئيس التركي قد قاد عمليات عسكرية ضد الأكراد في محافظة عفرين السورية تحت يافطة الأمن القومي، ما ورط أنقرة في مستنقع جديد رغم حسمها للمعركة على الميدان. وقال السياسي الكردي البارز والحليف السابق لأردوغان، دينغير مير محمد فيرات، إن محاولة تركيا غزو جيب عفرين الخاضع للأكراد في شمال سوريا قد تحوله إلى “فيتنام تركيا”.

كمال كليجدار أوغلو: نرحب بإجراء انتخابات مبكرة لأننا سنخرج حزب العدالة والتنمية من السلطة

و أضاف محمد فيرات في مقابلة مع موقع “أحوال تركية”، الناطق بالعربية والإنكليزية والتركية، “قد تبسط الحكومة التركية سيطرتها على المنطقة، لكن ذلك سيشبه السيطرة الأميركية في جنوب فيتنام”.

وأدلى أردوغان بهذه التصريحات عقب لقائه بزعيم الحركة القومية اليمينية المتشددة دولت باهجة لي، الذي شكل معه تحالفا انتخابيا، بعد أن دعمه العام الماضي عندما أجرت تركيا استفتاء نص على توسيع صلاحيات الرئيس.

وكان باهجة لي قد دعا الثلاثاء لإجراء انتخابات مبكرة، تجرى هذا العام، قائلا إنها سوف تضع نهاية لمحاولات التسبب في وقوع “فوضى”، في تصريح فاجأ السياسيين الأتراك. وعلق كمال كليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض على الإعلان عن إجراء انتخابات مبكرة بالقول “نرحب بإجراء انتخابات مبكرة لأننا سنخرج حزب العدالة والتنمية من السلطة”.

ويشير مراقبون إلى أن الانتخابات التشريعية والرئاسية المبكرة التي يصبو إليها الرئيس التركي ربما تكون حلا وقائيا مؤقتا مأمولا لديه، وهو الذي يفكر في استغلال الوقت والهروب بأزماته إلى الأمام، ومن ثم البدء بإطلاق رهانات جديدة بناء على مستجدات الواقع.

ويراهن أردوغان على مباغتة الأحزاب المنافسة لحزب العدالة والتنمية وله شخصيا من خلال عرض انتخابات مبكرة تهدف إلى تطويق تراجع شعبيته، كما أنها تربك خطط الآخرين لاستثمار أزماته الداخلية والخارجية في حملات مركزة ربما كانوا يخططون لإطلاقها مع بداية العام القادم.

ويرى محللون أن الرئيس التركي يجد صعوبة في الإقناع بسياساته الداخلية والخارجية حتى داخل حزب العدالة والتنمية، خاصة المحاكمات والاعتقالات التي طالت الآلاف من أنصار حليفه السابق فتح الله غولن، وهم في الأصل جزء كبير من الجمهور الانتخابي لأردوغان والعدالة والتنمية.

وكان البرلمان التركي قد صادق مؤخرا على قانون يعيد تنظيم قواعد الانتخابات وهو تشريع قالت عنه المعارضة من قبل إنه قد يفتح المجال للتزوير ويهدد نزاهة العملية الانتخابية التشريعية والرئاسية.

ويمنح القانون المجلس الأعلى للانتخابات سلطة دمج دوائر انتخابية ونقل صناديق اقتراع من دائرة إلى أخرى، كما سيتسنى تقديم بطاقات اقتراع لا تحمل أختاما من لجان الانتخاب المحلية، و دخول أفراد الأمن إلى مراكز الاقتراع إذا طلب منهم ناخب ذلك.