منع نفوذ الإخوان بعد تحريرها...

الرئيس اليمني في الإمارات لتفاهم حاسم بشأن الحديدة

الإمارات لن تقبل بانتقال الحديدة من الحوثيين الى الاخوان

أبوظبي

أعلن التحالف العربي في اليمن الاثنين انه سيمنح فرصة اخيرة لحل دبلوماسي قبل البدء بعملية تحرير الحديدة في حين ذكرت حكومات اوروبية ان "الهجوم بات وشيكا" لاستعادة ميناء المدينة، المدخل الرئيسي للمناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين.

في الاثناء، يزور الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أبوظبي الثلاثاء غداة اجتماع مع وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد في جدة بالسعودية.

ووصلت تعزيزات كبيرة لقوات المقاومة اليمنية باتجاه مدينة الحديدة (غرب) التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون، بحسب ما اعلنت مصادر عسكرية يمنية الثلاثاء.

وبدأت المقاومة اليمنية بارسال تعزيزات هامة من الرجال والمعدات الى خط المواجهة الرئيسي الذي يبعد اربعين كيلومترا جنوب الحديدة، بحسب المصادر.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاثنين إن المنظمة الدولية تقوم بدبلوماسية مكوكية "مكثفة" بين جماعة الحوثي الموالية لايران من جهة ودولتي الإمارات والسعودية من جهة أخرى في مسعى لمنع الهجوم على ميناء الحديدة.

ويمثل الميناء المطل على البحر الأحمر شريان الحياة لملايين الأشخاص ويستقبل معظم الواردات التجارية والمساعدات الإنسانية التي تأتي لليمن، في حين انه يشكل ايضا مدخلا للاسلحة المهربة ومنطلقا لهجمات في البحر الاحمر.

وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا مغلقا الاثنين بناء على طلب بريطانيا للاطلاع على الوضع بعد اندلاع قتال عنيف قرب الحديدة يومي الجمعة والسبت.

وقال غوتيريش للصحفيين "نجري في اللحظة الراهنة مشاورات مكثفة. آمل أن يصبح بالإمكان تفادي معركة الحديدة".

وحذرت حكومات أوروبية مانحة في رسائل بعثتها إلى منظمات أهلية في اليمن يوم السبت من أن "الهجوم العسكري يبدو وشيكا الآن".

وجاء في الرسائل "لإماراتيون أبلغونا اليوم أنهم سيمهلون الأمم المتحدة و(شركائها) ثلاثة أيام لمغادرة المدينة".

الإماراتيون أبلغونا اليوم أنهم سيمهلون الأمم المتحدة و(شركائها) ثلاثة أيام لمغادرة المدينة

وأكد دبلوماسي غربي "مهلة 72 ساعة يمكن أن يضمنوا (الإماراتيون) خلالها أنهم لن يتحركوا".

وردا على سؤال حول مهلة الثلاثة أيام للمنظمات غير الحكومية قال العقيد تركي المالكي المتحدث باسم التحالف في مؤتمر صحفي في الرياض "نحن نعمل بالقنوات المفتوحة ومستمرون بالتواصل مع المبعوث الأممي إلى اليمن لإعطاء فرص إلى الحل السياسي".

وأضاف أن الجهود السابقة والحالية للأمم المتحدة "تصطدم بتعنّت الميليشيا الحوثية التي ترفض حلا سياسيا للخروج من الأزمة".

ونقلت الأمم المتحدة عددا من موظفيها الدوليين من الحديدة الاثنين.

وقال غوتيريش إن مارتن غريفيث مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن يقوم برحلات مكوكية بين صنعاء والإمارات والسعودية.

من جهة أخرى، قالت وكالة الانباء اليمنية الرسمية "سبأ" ان الرئيس اليمني التقى في مدينة مكة في السعودية الشيخ عبدالله بن زايد وبحث معه "السير بثبات نحو تحقيق أهداف عاصفة الحزم وإعادة الأمل في التحالف". 

وأضافت الوكالة في أعقاب اللقاء ان هادي سيتوجه الى أبوظبي الثلاثاء في زيارة رسمية لبحث "التطورات المتعلقة بتكثيف الجهود لتحرير باقي المناطق اليمنية".

وأشارت الى ان قرار زيارة أبوظبي جاء بعد مشاورات أجراها هادي مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان.

وتشهد العلاقات بين الامارات وحكومة هادي الذي زار ابوظبي العام الماضي توترا بسبب تأثير جماعة الاخوان المسلمين على مؤسسة الرئاسة اليمنية. 

وقار معلقون ان الامارات تريد ان تضمن عدم وقوع الحديدة في ايدي حزب الاصلاح اليمني التابع لجماعة الاخوان بعد تحريرها من الحوثيين الموالين لايران.

ودعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الاثنين كل الأطراف إلى "أن تلتزم بتعهداتها بالعمل مع الأمم المتحدة".

وأضاف في بيان أنه تحدث مع قادة الإمارات. وقال عن هذه الاتصالات "أوضحت رغبتنا في التصدي لمخاوفهم والحفاظ في الوقت نفسه على حرية دخول المساعدات الإنسانية والواردات التجارية المنقذة للحياة".

ولم يحث بومبيو الإماراتيين صراحة على تفادي الهجوم على الحديدة.

من جهته، اشار وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس في تصريحات للصحفيين بالوزارة إلى إمكانية أن تفعل الولايات المتحدة المزيد فيما يتعلق بالإغاثة الإنسانية إذا طُلب منها ذلك، لكنه قال "حتى الآن لم يُطلب منا عمل أكثر مما نقوم به بالفعل".

ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن دبلوماسي غربي قوله إن هناك "محاولتين أخيرتين" سعيا لمعرفة ما إذا كانت توجد أي فرص لعدم التصعيد ويشمل ذلك خطة "لوقف إطلاق النار مؤقتا" لكن ذلك يتضمن إلقاء الحوثيين السلاح أو ربما مغادرتهم الميناء.

ويعمل غريفيث على خطة سلام تدعو الحوثيين إلى التخلي عن الصواريخ الباليستية مقابل وقف حملة القصف التي يشنها عليهم التحالف بقيادة السعودية بالإضافة إلى التوصل لاتفاق على حكم انتقالي. ومن المقرر أن يطلع جريفيث مجلس الأمن الدولي على نتائج جهوده في وقت لاحق هذا الشهر.

وفشلت جهود سابقة للأمم المتحدة في إنهاء الصراع اليمني المستمر منذ ثلاث سنوات.