رسالة إلى «ريشة شغف»..

ريم عبدالغني.. قلم رشيق تجسد في حبها للشام واليمن

المهندسة السورية ريم عبد الغني

ذكرى المصفري

قبل أيام كانت سوريا الحبيبة على موعد مع معرض "الكتاب الثلاثون" في «مكتبة الأسد الوطنية». مناسبة كانت على موعد جميل احتفلت فيه المهندسة السورية ريم عبد الغني، زوجة الرئيس اليمني السيد علي ناصر محمد، في إصدار كتابها الجديد «ريشة شغف».
وفي هذة المناسبة الطيبة، سعدت برسائل الرئيس علي ناصر محمد، الشخصية، التي وصلتني، وتحوي صوراً من المناسبة الجميلة، خصوصاً وأن هذا الكتاب يأتي بعد عدة روايات وكتب أصدرتها الأديبة الرائعة، ريم، ومنها «حضرموت حضارة لا تموت» في العام 2015، ورواية «وهج روح» في العام 2012، ورواية «في ظلال بلقيس»، والكثير من كتبها ورواياتها الجميلة، وأهم كتاب تعمل عليه حالياً، موسوعة عن تاريخ المساجد والفن المعماري والتاريخي في اليمن، في تريم ومدن حضرموت.
للمهندسة ريم عبدالغني، الفضل الكبير في اعتماد التراث المعماري اليمني من ضمن المواقع الثراتية العالمية في منظمة «يونيسكو»، وقدمت الكثير من الأعمال، جسدت حبها وشغفها باليمن.
وتميزت المرأة والزوجة والكاتبة والمهندسة الرائعة، ريم عبدالغني، بقلمها الرشيق، وتجسد في حبها للشام واليمن، الذي تخطى كل الحواجز والشعاب، والطرق وإشارات الظلام، والتحدي. تحب تاريخها وتراثها العربي، وتنبش فيه في كل مرة ذرة ذرة، وتحاول جاهدةً أن تزيح عنه غبار السنين وانكسارات الزمن الرديء.
جعلت ريم من نفسها مدافعةً مستميتةً لهذا التاريخ الذي طُمر تحت أنقاض هزائمنا وضعفنا وانكسارنا وتواطؤنا أمام من أرادوا لأمتنا الزوال والاندثار، وآثرت نفسها أن تحمله على عاتقها، تمحو عنه الغبرة، وتخرجة إلى الأجيال والعالم، تفاخر به، وتقدمه رسائل سلام لهذا العالم المعقد، الذي لم يعد يهتم إلا بلغة الأرقام، واللهث نحو المستقبل، وعدم الاكثرات بالماضي، ولا بالتاريخ، ولا يعترف إلا بما يرى ويسمع.
لعبت ريم عبدالغني، دوراً كبيراً ونشيطاً، بل من باب الأمانة، تجاوزت كثيراً من اليمنيين في تقديم التراث والفن المعماري اليمني للعالم، وجعلت من نفسها صوتاً مدافعاً بقوة ومستميتاً لهذة القضية، وأوصلت صورة اليمن لكل مسامع الدنيا، بأن اليمن تاريخ وأصل وموطن الحضارات العربية الأولى، ووثقت ريم، نشاطها وتاريخ اليمن وتاريخ سوريا في شهاداتها العلمية والأدبية وندواتها الثقافية، وفي كل المنابر والمحافل المحلية والعربية ودولية، وهي تستحق للأمانة، وسام الشرف من الدرجة الأولى من اليمن، وأتمنى أن يصدر هذا التكريم من قبل المشير الرئيس عبدربه منصور هادي، فهذا استحقاق شرعي ومطلوب للسيدة التي بذلت مساعي طيبة وعظيمة تشبه جهود كل النبلاء من محبي اليمن الطيب.


وقد لا يعلم الكثير أن المهندسة ريم عبدالغني، تترأس أكبر مركز ثقافي ثراتي هندسي «مركز تريم للعمارة والتراث للحضارات الانسانية والفن المعماري في اليمن والشام»، وأعطى المركز جهوداً لتراث حضرموت في تريم.
عملت السيدة ريم، ومعها الرئيس علي ناصر محمد، من خلال هذا المركز، في تقديم تاريخ اليمن والشام كما يليق بهذا التاريخ العظيم، لا يألون جهداً في تقديم اليمن للعالم، يمن الحضارة الانسانية والاسلامية، وبلد العرب الأول في العمارة والبنايات الشاهقة، ومن المخجل أن نرى غير اليمنيين يهتمون بشأن بلدنا اليمن، ونحن نتصارع ونتسابق ونتنافس في الوطن في كيفية تقديم الألم والتجريح والتمزق لبعضنا وللأرض الطيبة.
ومن حسن حظ السيدة ريم عبدالغني، أنه كان إلى جانبها السيد الرئيس علي ناصر، رمزنا الطيب ومصدر فخرنا، واجهةٌ إجتماعية وسياسية وأدبية نعتز بها كثيراً، وكم نحن فخورين، ونتمنى أن نراه في مدينتنا عدن، مدينة السلام والمحبة والإخاء. تلك المدينة التي شهدت في عهد الرئيس ناصر عصرها الذهبي اليتيم، وكانت في أروع حلتها وأجمل أيامها ولياليها تألقاً، وبعد خروجه من السلطة، أنطفأت شموع عدن وذهبت أنوارها.
وفي هذا الظرف الذي تمر به عدن، تحتاج إلى رجاحة عقلٍ واتساع صدرٍ و صبرٍ وحلم، كالذي يتميز به الرئيس علي ناصر، ليعيد لها ملامحها و بهجتها وتشرق عدن «بنور ربها».
ولعل اليمن، كافئت المهندسة ريم نظير حبها لتاريخ اليمن، أن أعطتها هدية رائعة من أرض طيبة، بأن يكون أنيسها ورفيقها الرئيس علي ناصر محمد.
أبناء اليمن سعداء بهذه الإنسانة المتخمة بحب اليمن وتراثه، ونبادلها الوفاء بالوفاء، وهذا عهد أبناء اليمن مع كل من يحب اليمن، خصوصاً وأن ريم، أجهدت نفسها وقضت سنوات من عمرها تجمع كل أشتات التاريخ الذي بعثره اليمنيون، وتبحث في مكنوناته عن تاريخ اليمن، وتنبش في أمجاده وثراته وتفاخر بها بين الأمم.