من هم الموافقون على اقصاء الجنوب..

هل أعلن "غريفيث" انتصار حلفاء الشرعية على الجنوبيين؟

قيادات من الجنوب محسوبة على قوى يمنية عمدت على تقديم رؤية تزعم رفض الجنوبيين لخيار استعادة دولتهم

فريق الابحاث والدراسات
فريق البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات

أعلن المبعوث الدولي الى اليمن مارتن غريفيث ان جنوبيين اعلنوا رفضهم في ان يستعيد الجنوب دولته السابقة، دون ان يكشف عن هوية من هم الجنوبيون الذين التقاهم.

وقال غريفيث في مقابلة مع صحيفة الشرق الاوسط السعودية " إنه من الضروري أن يدرك الجنوبيون ما سيحدث في المشاورات، ولاحقاً في المفاوضات لأنها ستؤثر فيهم، وإن مسألة مستقبل الجنوب لن يتمّ التفاوض بشأنها في هذه المشاورات، بل ستكون جزءاً من نقاش يمني في المرحلة الانتقالية".

وأضاف "لقد شرحنا ذلك للجنوبيين، وقد أوضحنا ذلك لجميع المعنيين وهم يوافقون على ذلك"، وهو ما يؤكد ان الأطراف التي التقاهم المبعوث الدولي ربما كانوا مقربين من حكومة الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي الذي يرفض الاعتراف بالقضية الجنوبية، التي يعد جزءا من مشكلتها، جراء مشاركتها في قيادة القوات التي اجتاحت الجنوب في العام 1994م.

وقال المبعوث البريطاني :"بصفتي مبعوث الأمم المتحدة أؤمن بسيادة ووحدة وأمن أي دولة، التي هي قيم الأمم المتحدة، فإننا لا ندعم الانفصال".

لكنه استدرك وقال "نحن لا ندعم أي انفصال ما لم يكن نتيجة عملية توافقية داخل تلك الدولة العضو، لذلك نحن بالفعل نأخذ الرأي القائل إن وحدة اليمن مهمة، وهي فعلاً كذلك، إذا انفصل اليمن اليوم فسيكون ذلك كارثياً".

وكان الزعيم الجنوبي عيدروس الزبيدي قد حذر المبعوث الدولي من مغبة اقصاء الجنوبيين وعدم اشراكهم في أي تسوية سياسية، لكن مصادر سياسية عليمة أكدت لـ(اليوم الثامن) "إن قوى يمنية متحالفة قدمت رؤية للمبعوث الدولي عن طريق شخصيات جنوبية موالية لها، تضمنت الرؤية عدم موافقة هذه الاشخاص على ان الجنوب جزء من مشكلة يمنية داخلية، في حين ان تلك الشخيصات وما تضمنته من رؤية وضعت الحوثيين الاقلية الانقلابية في مكانة افضل من قضية الجنوب.

وعبرت المصادر عن سخطها حيال الدور الذي دعمه الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي، والهادف الى اقصاء أي صوت جنوبي.

وقال مصدر سياسي في القاهرة إن قياديا في ائتلاف الشرعية ابلغه الاسبوع الماضي ان الشرعية نجحت في ازاحة المجلس الانتقالي من أي مشاركة في المفاوضات القادمة كممثل للجنوب.

وألمح المصدر إلى ان القيادي الجنوبي الذي اعلن تحالف مع حكومة هادي ضمن ما عرف حينها بائتلاف الشرعية، أكد على الدور الذي قامت به قيادات جنوبية في ازاحة المجلس الانتقالي.

وعلى الرغم من ذلك، ظهر رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بخطاب قوي، كشف فيه عن خيارات المجلس الانتقالي في الدفاع عن القضية الجنوبية.

ويبدو ان الزبيدي كان يدرك ما قامت به الحكومة الشرعية، والتي أقصت الحلفاء السابقين الجنوبيين من كل شيء، قبل ان يشكلوا كيانا جنوبيا للدفاع عن القضية الجنوبية، في ظل الاستهداف المستمر من بعض القوى اليمنية المتحالف مع حكومة هادي.

وقال مصدر سياسي في الرياض ان "الحكومة الشرعية اعتبرت المجلس الانتقالي، انقلابيين، لكنها ترفض ان يشاركوا في أي مفاوضات، على عكس الحوثيين الذين تدعوهم ليل نهار".

ولفت المصدر في حديث طلب منه من محرر اليوم الثامن، إلى ان هادي يقاتل الجنوبيين دفاعا عن مشروع الاقاليم الستة، لكنه لا يدافع عن شمال اليمن المحتل من قبل الحوثيين الذين دمروا اليمن وقتلوا البشر والحجر، في سبيل رفضهم لهذا المشروع كما اعلنوا".

ولفت الى ان الخطاب الاعلامي للحكومة الشرعية ضد الجنوبيين، منذ نحو عام تأكيد على ان الحكومة لا تريد أي صوت للجنوب، لأن لها ارتباطات ترى انه ليس من الضروري ان يكون للجنوب حكما ذاتياً.

وفسر المصدر تصريحات المبعوث الدولي بأنها اشارة للجنوبيين بفرض خياراتهم على الارض، لأنه يقول لهم نحن لن ندعم الانفصال لكن متى ما كان ارادة من الداخل فلن نقف ضده.

ودعا المصدر الى ضرورة التقاط هذا التصريح من المبعوث الدولي، والتأكيد على ان من حق الجنوبيين فرض خياراتهم.

وترفض حكومة الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي والقوى المتحالفة معها أي حلول للقضية الجنوبية، ومنها تلك التي اقرها مؤتمر الحوار اليمني الذي عقد عقب وصول هادي الى سدة الحكم خلفا للرئيس السابق علي عبدالله صالح.

وعلى الرغم من اعلان هادي فتح صندوقا ماليا ضخما لمعالجة قضايا الجنوب، الا ان ذلك الصندوق ذهب ادراج الرياح، فيما تقول تقارير اخبارية يمنية ان اموال قدمتها قطر  لمعالجة القضية الجنوبية قد ذهبت إلى خزينة تنظيم الإخوان المسلمين.

وأعلنت الدوحة  في (نوفمبر/ تشرين الثاني) 2013م، تقديم نحو 350 مليون دولار لمعالجة أوضاع الجنوبيين الذين سرحتهم حرب تحالف (صالح والإخوان)، غير ان هذه الأموال لم تذهب  لمعالجة "مظالم الجنوبيين"، بل ذهبت إلى جيوب التنظيمات الإخوانية.

وكانت إدارة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قد أعلنت عن انشاء صندوق لمعالجة قضايا الجنوبيين الذين تم تسريحهم اثر الحرب التي شارك فيها هادي إلى جانب قوات صالح والإخوان بقيادة النائب الحالي علي محسن الأحمر.

وأطلقت إدارة هادي في العام 2013م  صندوقاً بقيمة 2،1 مليار دولار لإعادة عشرات الآلاف من الجنوبيين إلى وظائفهم، حيث سرح نظام صنعاء أكثر من 100 ألف موظف جنوبي من وظائفهم أغلبهم عسكريون، من قوات جيش الجنوب الذي هزم في الحرب.

 

كان رئيس النظام الحالي عبدربه منصور هادي حاضرا على توقيع اتفاقية الهبة القطرية، التي وقعها عن الجانب اليمني وزير التخطيط (الإخواني) محمد السعدي ومن الجانب القطري وزير الخارجية خالد العطية.

ويرى مهتمون انه على الرغم من نشوة حلفاء الشرعية الذين تتقاطع مصالحهم مع الحوثيين، بإقصاء الجنوبيين، الا ان ذلك يؤكد أحقية الجنوبيين في فرض مشاريعهم ولو كان ذلك بقوة السلاح.

فالشرعية التي قاتل الجنوبيون دفاعا عنها وسمحوا لها بالعودة، لا تريد أي حل للقضية الجنوبية ما لم يكن ذلك عن طريق مشروع يبرر الحوثيون حربهم انها قامت من اجل رفضهم لها، فهل تريد الشرعية حربا أخرى في الجنوب المحرر من الحوثيين لفرض مشروع، لم تستطع هذه الشرعية ان تفرضه على محافظات شمال اليمن التي يحتلها حلفاء إيران.