3450 شخصاً ضحية..

الكلاب الضالة وباء آخر يجتاح صنعاء

كلاب ضالة

وكالات

يشكو مواطنون في العاصمة صنعاء الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي من انتشار الكلاب الضالة في مختلف الشوارع والأحياء بشكل غير مسبوق.

ويخشى سكان أحياء العاصمة صنعاء من الخروج منفردين ليلاً مع بروز ظاهرة انتشار الكلاب الضالة بطريقة تثير الرعب وتشكل تهديداً للسكان والبيئة في ظل انتشار الأوبئة والأزمة الإنسانية وتدهور العديد من الجوانب الخدمية الحكومية.

ويناشد السكان سلطات مليشيا الحوثي بعمل الإجراءات اللازمة للقضاء على الكلاب التي باتت منتشرة في أحياء العاصمة صنعاء بشكل مخيف وباتت تهدد حياة الناس وتعرضهم للخطورة دون جدوى.

آلاف الضحايا

وتوفي العشرات من المواطنين بداء الكلب جراء انتشار الكلاب الضالة وعدم توفر اللقاح اللازم لعلاج مثل هذه الحالات.

ويقول موظف في البرنامج الوطني لمكافحة داء الكلب التابع لوزارة الصحة العامة الخاضعة لمليشيا الحوثي إن المراكز وثقت أكثر من 3450 شخصاً تعرضوا لعضات كلاب ضالة توفي منهم أكثر من 27 شخصا منها 1100 حالة مصابة بداء الكلب جلها من الأطفال في صنعاء الخاضعة لسيطرة المليشيات.

وأشار إلى أن تلك الإحصائية والأرقام لا تعكس حجم المشكلة الحقيقي، نظرا لاقتصارها على الحالات والبلاغات، فيما لا تصل الكثير من الحالات إلى البرنامج ووحدات المكافحة.

وأكد مصدر طبي بالمستشفى الجمهوري في صنعاء أن عشرات الحالات من الأطفال توفوا خلال الأشهر القليلة الماضية بعد تعرضهم لعضات الكلاب الضالة المنتشرة في العاصمة صنعاء.

وأضاف، أن أغلب المستشفيات ترفض استقبال حالات داء الكلب، نظرا لخطورتها، وكذا عدم وجود العلاج أو المصل المناسب والمخصص لعلاج هذه الحالات.

وبحسب المصدر، فإن المترددين على عيادة مكافحة داء الكلب في المستشفى الجمهوري التعليمي بصنعاء ما بين 60 ـ 70 حالة يومياً.

ويقدر مسئولون في البرنامج الوطني لمكافحة داء الكلب، أعداد الكلاب المنتشرة بأمانة العاصمة وضواحيها بنحو 100 ألف كلب معظمها ناقلة للأمراض وتشكل خطراً على المواطنين.

الكلاب.. رعب آخر يقلق السكينة

وبحسب سكان في صنعاء، فإن هذه الكلاب المسعورة باتت تجوب شوارع صنعاء وضواحيها بشكل كبير جدا وغير مألوف وخاصة في الليل.

عبد الخالق الشرعبي من سكان حي السنينة غرب العاصمة يقول إنه أصبح يخشى مهاجمة الكلاب وأصواتها والضجة التي تثيرها في الحي وتجعله يتردد في الخروج في أوقات متأخرة.

ويضيف عبد الخالق، أنه لم يعد يذهب لصلاة الفجر في الجامع المجاور بسبب الكلاب التي تهاجمه في كل مرة ويضطر لرميها بالحجارة والفرار منها، مبدياً خوفه على الأطفال من هذه الكلاب التي أصبحت مسعورة وتشكل قلقاً كبيراً.

ظاهرة خطيرة تتنامى

ويشكل انتشار الكلاب الضالة ظاهرة خطيرة تهدد حياة المواطنين، سيما الأطفال وكبار السن، بالإضافة إلى المخاطر التي تلحق بالبيئة والصحة بشكل عام.

وتتسبب الكلاب أيضا بإزعاج كبير ورعب في بعض الشوارع والأزقة ليلاً وتقوم بالنباح ومحاولة مهاجمة الأشخاص المارين بمن فيهم الأطفال خصوصاً إذا كانوا منفردين.

وتقوم الكلاب بنبش المخلفات في الأرصفة للبحث عن مخلفات طعام لأكلها وتقوم بنثرها مما يتسبب بآثار سلبية بيئية وصحية في شوارع العاصمة في ظل الأزمة المتقطعة التي تعيشها صنعاء تحت سيطرة المليشيات.

وترجع أسباب انتشار ظاهرة داء الكلب إلى توقف تنفيذ الأنشطة والحملات للتخلص من الكلاب الضالة، فضلا عن انتشار القمامة والمخلفات التي تعد سبباً رئيساً لتكاثر الكلاب المتشردة.

وتشير إحصاءات سابقة لوزارة الصحة الخاضعة لمليشيا الحوثي بصنعاء إلى أن هناك ما يزيد عن مليون كلب ضال في عموم محافظات الجمهورية أصبحت أغلبها مسعورة بسبب أكلها لحوم البشر من جثث القتلى في المعارك.