انفوجرافيك..

كيف بدت "أزارق الضالع" بعد إغاثة الهلال الإماراتي

الهلال الأحمر الإماراتي يغيث الازارق في الضالع

بسام القاضي

 أعلن الهلال الأحمر الإماراتي عن استمرار تسييره لقوافل المساعدات الإنسانية ولفترة ستة أشهر متتالية وبشكل أسبوعي ضمن تدخلاته العاجلة لإغاثة أهالي مديرية الأزارق، جراء كارثة المجاعة التي تفتك بسكان المديرية بضراوة في محافظة الضالع.


وأكد الهلال الأحمر بأن تدخلاته الإنسانية في المديرية لن تتوقف فقط عند تسيير القوافل والمساعدات الغذائية والإغاثية بل سيشمل إقامة مشاريع احتياجيه للسكان تشمل الجوانب الصحية والتعليمية والمياه والاحتياجات الخاصة وغيرها. 


ويستعد الهلال لتجهيز قافلته الإغاثية الثالثة للأزارق والتي ستتحرك يوم غدٍ الأحد وتشمل ألف سلة غذائية كبيرة و5 أطنان مكملات للسلة، كما تحوي على احتياجات الأطفال المصابين بحالات سوء التغذية (حفاظات، مناديل ناعمة، بسكويت أطفال) ضمن حملته المستمرة التي أطلقها بعنوان “الأزارق في أعيننا” وتستمر لنصف عام.

ولم تكتفِ دولة الإمارات الشقيقة بتدوين اسمها للتاريخ كأول المغيثين لأهالي هذه لمديرية بالضالع جراء كارثة المجاعة التي تفتك بقراها مترامية الأطراف والأفقر في البلاد، بل كانت السباقة في الاستجابة للمناشدات الإعلامية لإنقاذ أهاليها وأطفالها من الموت جوعا، حيث سيرت أول قافلة إغاثية تحوي ألف سلة غذائية كمساعدات إنسانية طارئة لإغاثة الأهالي وسط ترحيب كبير لتلك الاستجابة العاجلة. 

منح مالية

ومع بداية وصول الهلال الأحمر الإماراتي للضالع قام فريقه الميداني بزيارة مركز التغذية العلاجية ومستشفى النصر وتوزيع 30 سلة مكملات أطفال تحتوي “حفاظات، ومناديل ناعمة، وبسكويت” للأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد المرقدين في المركز ومستشفى المدينة الرئيسي.


وشملت أول قافلة إغاثة تستقبلها المديرية ألف سلة غذائية ومكملات للسلة الغذائية المخصصة للأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد ما دون سن الخامسة وعددها 500 سلة مكملة تحتوي “حفاظات، ومناديل ناعمة، وبسكويت أطفال”. 

وتبع ذلك في الأسبوع الثاني تسيير الهلال الإماراتي قافلة إغاثية ثانية بعدد ألف سلة غذائية جديدة وكبيرة الحجم وتحتوي على: دقيق، وأرز بحجم 50 كيلو، ومكملات لها تشمل زيت الطبخ والفول والبقوليات وغيرها من مكملات السلة الغذائية الخاصة بالأطفال المصابين بسوء التغذية. 

وتكفل الهلال خلال قافلته الإغاثية الثانية بمنح مساعدات مالية وسلة غذائية متكاملة وكبيرة لأصعب 25 حالة من أطفال المديرية المصابين بسوء التغذية الحاد وخيم وكذا الأشد احتياجا، وسلمت المساعدات يدًا بيد إلى أمهات الأطفال المستهدفين ضمن مشروع تحسين التغذية لأطفال الأزارق.


وقام فريق الهلال الأحمر الإماراتي خلال تسييره القافلة الثانية بزيارة تفقدية إلى مركز التغذية العلاجي بمستشفى النصر بالضالع، للاطلاع على أوضاع الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد وتقديم المساعدات الإنسانية المالية لكل الحالات المرقدة في المركز بالكامل. 


وثمّن مدير عام مكتب الصحة والسكان بالمديرية د. محمد صالح المقرعي الدور الكبير الذي يقوم به الإخوة في الهلال الأحمر “إمارات الخير” في التخفيف من معاناة أبناء الأزارق وتبنيهم مشروع تسيير قافلة غذائية للمديرية ولمدة 6 أشهر للتخفيف من المعاناة التي يعيشها أبناء المديرية “مديرية الشهداء” والتي تُعد من أفقر مديريات الجنوب، حد قوله.


وأضاف المقرعي في تصريحات لـ«الأيام»: “الأزارق عانت وحرمت من أبسط الخدمات وبشكل متعمد من قبل النظام السابق فلا يوجد في المديرية شيء يذكر سوى بيوت مهدمة وأنين المرضى وآهات الأمهات التي تفقد في كل يوم شهيدا وفقيدا سواء في الجبهات أو داخل البيوت، تفتك بهم الأمراض المزمنة وأطفال يموتون جوعاً بسبب عدم وجود الرعاية الصحية، نظراً لتدهور الحالة المعيشية وارتفاع الأسعار وغلاء المواد الغذائية وانقطاع رواتب الموظفين بسبب الحرب”.


وأضاف: “لا يوجد مستشفى ريفي بالمديرية أسوة ببقية المديريات المجاورة، فلدينا مركزان رئيسيان بالمديرية، الأول في عاصمة المديرية (ذي الجلال) ويستقبل جميع الحالات المرضية وهو غير مؤهل لاستقبال الكثير من الحالات، نظراً لعدم توفر بعض المعدات الصحية، والغرف تعد غير كافية لاتساع جميع المرضى، والمركز الآخر (تورصة الصحي)، والذي يقع أقصى المديرية على مجرى غيل وأدي تُبن”.

وقال مدير صحة الأزارق” “إن مركز تورصة الصحي عبارة عن مجموعة من الخيم والطرابيل التي تبرعت بها منظمة الإنقاذ في العام الماضي لمعالجة حالات الكوليرا التي أصابت العديد من الأطفال في هذه المناطق، ونظراً لتعرضها للأمطار والرياح فقد تقطعت هذه الخيم، فما تبقى منها إلا القليل ويستظل المرضى بداخلها والتي لا تقيهم من الشمس أو الرياح في منظر لا يتوقعه أحد في هذه المنطقة”.


وأشار المقرعي إلى أنهم “في مكتب الصحة والسكان بالمديرية مستبشرون خيرًا بالإخوة في الهلال الأحمر الإماراتي لمساعدتهم في استكمال بناء مركز (تورصة الصحي) وبحاجة أيضاً إلى بناء مركز صحي آخر بالمديرية”، مشيراً إلى أن “هلال إمارات الخير والعطاء والإنسانية كان أول المغيثين للأزارق”، متمنياً من الإمارات “التكفل باستكمال تجهيز مشروع تورصة، والذي من شأنه أن يخلد تدخلهم في كتب التاريخ بماء الذهب”.

تجاوب سريع 

وذهب الأكاديمي والشخصية الاجتماعية المعروفة بالأزارق د. علي البحر إلى القول بأن “استجابة إمارات الخير جاءت تزامنا مع انطلاق الحملة الإعلامية الهادفة والموثقة بالصور والأرقام من واقع المديرية (مديرية الشهداء) تلك الحملة التي تركزت حول الفقر الشديد الذي تُعاني منه الأزارق مترامية الأطراف ذات الكثافة السكانية والمفتقدة لأبسط مقومات الحياة”.

وأضاف “وتسبب هذا الوضع الكارثي والإنسانية بإصابة غالب السكان بسوء التغذية الحاد ووفاة عدد من الأطفال، نتيجة لانعدام الرعاية الصحية لمعالجة أسباب ظهور حالات سوء التغذية، فجاءت تلبية نداء الاستغاثة من دولة الإمارات ممثلة بالهلال الأحمر الذي يُعد أول الواصلين بالدعم الإغاثي إلى المديرية كأول قافلة غذائية متنوعة ثم تلتها قوافل أخرى ومازالت مستمرة حتى اللحظة”. 


وتمنى البحر استمرار الدعم الإماراتي لفترة طويلة والمتمثل بتوفير السلل الغذائية والدوائية لأبناء المديرية وأن يشمل توفير الخدمات الأساسية التي تساعد في الحد من انتشار مرض سوء التغذية الوخيم، مثل بناء وتجهيز مراكز صحية في مختلف مناطق المديرية ويأتي في مقدمتها المركز الصحي (تورصة)، تلك المنطقة التي تُعد من أكثر المناطق حرمانا من الخدمات الصحية وينتشر فيها مرض سوء التغذية بشكل يكاد يعم جميع سكان المنطقة الواسعة وغير ذلك من الخدمات في مجال الطرقات والمياه والتعليم.   

وناشد الأكاديمي البحر الأشقاء الإماراتيين وعلى رأسهم الشيخ محمد بن زايد، بلفتة كريمة لأبنائهم الطلاب الدارسين بمختلف كليات جامعة عدن وبقية الجامعات الأخرى الذين يحاتجون إلى السكن والغذاء ليتمكنوا من مواصلة دراستهم الجامعية، كون الكثير منهم يضطرون إلى ترك الدراسة بسبب الفقر وعدم القدرة على توفير السكن والغذاء رغم قدراتهم ومهاراتهم العلمية بل وتفوقهم على غيرهم، وخير دليل نجاح عدد كبير منهم هذا العام في مختلف الكليات العلمية كالطب والهندسة والعلوم الإدارية ونحوها من الكليات بمختلف تخصصاتها ومجالاتها.


واختتم البحر، وهو أحد أبرز الناشطين والمنسقين لتسهيل وصول الإغاثة للأزارق، حديثه بالقول “لا يسعني بالأخير إلا أن نتقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان للجانب الإماراتي على استجابتهم للإغاثة الإنسانية العاجلة لأبناء المديرية ومواصلة هذا العمل الإنساني النبيل لإمارات الخير والإنسانية”.

مشاريع متعددة

وقعت “هيئة الهلال الأحمر الإماراتي” مع محافظ الضالع اللواء علي مقبل في إطار عام زايد 2018 اتفاقيتي المرحلة الأولى والثانية من عام زايد، والتي شملت عددا من المشاريع في مجالات التعليم والأمن الغذائي والصحة وتقدر بـ 4 ملايين ونصف مليون ريال سعودي.


وتكلل دعم الهلال الأحمر لقطاع التعليم في الضالع في عام زايد 2018 في بناء عدد 3 مدارس جديدة وهي مدرسة الوبح ومدرسة الحازة ومدرسة معشق.

وقام بإنشاء مظلات لثلاث مدارس، وهي مدرسة الجليلة، ومدرسة المشب، ومدرسة عائشة. 

وعمل على إعادة تأهيل سبع مدارس هي مدرسة النهضة بالأزارق، ومدرسة القزعة بالشعيب، ومدرسة 22 مايو بالحذاءة، ومدرسة علي عثمان ناجي بالمركولة، ومدرسة طارق بن زياد بالطفوة، ومدرسة الجيل الجديد بمريس، ومدرسة علي مقبل بوادي مطر، إضافرة إلى بناء قاعة محاضرات بكلية التربية وإعادة تأهيل الصالة الرياضية المغلقة، وقام الهلال الإماراتي في خلال عامي 2016 و2017م بإعادة صيانة وتأهيل 17 مدرسة.


وتواصل دعم الهلال الأحمر الإماراتي للضالع، وكانت أول قافلة غذائية حملت 4000 سلة غذائية في مطلع 2016 م، وأعقبها عدد من القوافل الإغاثية خلال عامي الخير 2017 وزايد 2018 م، كما وزع الهلال الإماراتي في المحافظة لأسر الشهداء والجرحى في مشروع “وصية زايد بأهل اليمن” أضاحي وكسوة العيد في عام 2017 م، إضافة إلى توزيع كسوة العيد لمئات من الأيتام والأطفال في الضالع وكسوة العيد لأسر الشهداء بمناسبة عيد الفطر السعيد حيث استهدفت المكرمة 1225 شهيدا.

وضمن دعم الشباب وقطاع الرياضة شهد محافظة الضالع تنظيم سباق اختراق الضاحية في 2018 م، كما أقام الهلال مشروع إفطار صائم خلال شهر رمضان المبارك في عدد من المديريات وعشرات القرى.


وفي العام 2017 وقع محافظ الضالع السابق فضل الجعدي اتفاقية مكرمة عام الخير والمقدرة بـ 3 ملايين ريال سعودي خصصت للتعليم والطريق.