هجوم اثار توترات دبلوماسية وردود فعل عربية..

بوتين ينجو من محاولة استهداف وكييف تصف الادعاء بأنه مختلق بالكامل

تعرض مقر إقامة الرئيس الروسي في موسكو لمحاولة استهداف يوم الاثنين، في حادث وصفته السلطات الروسية بأنه هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية، فيما نفى الجانب الأوكراني هذا الادعاء فورًا.

الرئيس الروسي فلادمير بوتين (أ ف ب)

موسكو

أعلنت السلطات الروسية اليوم تعرض مقر إقامة الرئيس فلاديمير بوتين في العاصمة الروسية لمحاولة استهداف لم تُسفر عن إصابات بشرية، فيما أعربت عدة دول عربية عن إداناتها للحادث، معتبرة أنه تهديد للأمن والاستقرار في روسيا ويشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.

وزعم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن هجومًا بطائرة مسيرة أوكرانية استهدف أحد مقار إقامة الرئيس بوتين يوم الاثنين، وهو ادعاء نفته كييف فورًا. وأوضح لافروف أن الحادث المزعوم وقع في منطقة نوفغورود، مشيرًا إلى أن موقف روسيا التفاوضي سيُعاد النظر فيه ضمن محادثات السلام الجارية الرامية إلى إنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا. وأكد لافروف أن الحادث لم يسفر عن أضرار أو إصابات، لكنه أشار إلى أن القوات المسلحة الروسية اختارت أهدافًا لـ"ضربات انتقامية".

ونفى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذا الادعاء فورًا، واصفًا إياه بأنه "مختلق بالكامل" من روسيا، موضحًا أن الإعلان جاء بعد يوم من لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمدة ثلاث ساعات تقريبًا في ولاية فلوريدا. وأشار زيلينسكي إلى أن المحادثات لم تسفر عن انفراجة كبيرة، لكنه أكد أن الزعيمين اتفقا على أن تضمن الولايات المتحدة الأمن الأوكراني لمدة 15 عامًا، مع إمكانية تمديد هذه الضمانات، في النسخة الأخيرة من خطة السلام.

وقالت وكالات أنباء روسية رسمية إن الأجهزة الأمنية تصدت للهجوم في وقت مبكر من صباح اليوم، مؤكدة أن التحقيقات الأولية تشير إلى محاولة محدودة لم يكن لها تأثير مباشر على حياة الرئيس أو أفراد حراسه. وأوضح مسؤول في الكرملين أن الهجوم على مقرات الدولة يعد انتهاكاً خطيراً، وأن موسكو ستتعامل مع مرتكبيه بكل الحزم القانوني الممكن، مشدداً على أن أي تهديد لمؤسسات الدولة سيقابَل بإجراءات صارمة لضمان الأمن الوطني.

وفي ردود الفعل الدولية، أعربت عدة دول عربية عن إداناتها للحادث، مؤكدة في بيانات رسمية صادرة عن وزارات الخارجية في السعودية والإمارات ومصر وسوريا على موقفها الثابت ضد أي أعمال عنف تهدد القادة أو مؤسسات الدولة. وشددت هذه الدول على ضرورة احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، مؤكدة أن أي محاولات لاستهداف رموز الدولة تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، معتبرة أن الحادث يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية تعزيز التعاون الأمني والدبلوماسي لمنع أي تصعيد محتمل.

وبحسب محللين سياسيين، فإن محاولة الاستهداف، رغم محدوديتها، تحمل أبعاداً رمزية ورسائل سياسية واضحة، إذ تأتي في ظل مرحلة حساسة تشهد فيها روسيا ضغوطاً داخلية متزايدة، خاصة مع التوترات الاقتصادية وانخفاض شعبية بعض السياسات الحكومية، بالإضافة إلى تحديات خارجية على مستوى علاقاتها مع الدول الغربية والشرق أوسطية. ويقول الخبراء إن موسكو ستستغل هذا الحادث لتشديد الرقابة على القادة والموظفين ورفع مستوى التنسيق الاستخباراتي، بينما تؤكد العواصم العربية على أهمية ضبط النفس والدبلوماسية الفاعلة لتجنب تصعيد الأزمة.

وأكد مسؤولون روس أن الحادثة لن تؤثر على جدول أعمال الرئيس بوتين، وأن الدولة مستمرة في إجراءاتها الداخلية والخارجية لتعزيز الاستقرار، مع اتخاذ خطوات وقائية إضافية لتأمين المقار الرسمية والمواقع الحيوية في موسكو والمدن الكبرى. كما شددت الحكومة الروسية على أن التحقيقات ستستمر للكشف عن أي شركاء محتملين للهجوم، مع الإشارة إلى أن الأجهزة الأمنية تعمل بتعاون كامل مع الوكالات الاستخباراتية لضمان منع تكرار مثل هذه المحاولات في المستقبل.

في السياق نفسه، اعتبر محللون أن إدانات الدول العربية تعكس رغبتها في الحفاظ على استقرار المنطقة وعدم السماح لأي تصعيد أمني أن يتحول إلى أزمة دولية، مشيرين إلى أن الحادث يسلط الضوء على الحاجة إلى تعزيز التعاون الدولي في مكافحة أي محاولات تهدف إلى زعزعة الاستقرار في الدول الصديقة، وهو ما يمكن أن يشكل فرصة لموسكو لتأكيد موقفها أمام حلفائها والشركاء الإقليميين والدوليين.