بعد مقتل زعيم قبلي من “الجربا”..

توتر بين قبيلة شمر والأيزيديين في نينوى العراقية

أحد شيوخ قبيلة شمر

إرم

تصاعدت حدّة التوتر بين قبيلة شمر في محافظة نينوى وفصائل مسلحة من المكون الأيزيدي في سنجار، وذلك إثر مقتل زعيم قبلي ومرافق له، أمس الثلاثاء، اتهمت فيه “شمّر” مجموعات أيزيدية مدعومة من الحشد الشعبي.

واغتال مسلحون يوم أمس، أحد شيوخ قبيلة شمر، الشيخ خليل محمد الجربا، وعضو مجلس قضاء البعاج نايف خليل، بإطلاق نار عليهما عندما كانا يستقلان سيارة عضو المجلس الشخصية قرب مدينة دوميز في قضاء سنجار، غرب الموصل.

واتهم زعيم قبيلة شمر عبد الله عجيل الياور مجموعة أيزيدية تابعة للحشد الشعبي بأنها “تطعنهم بالظهر” وتقف خلف عمليات الاغتيالات التي تطال المسؤولين والشخصيات الاجتماعية في قبيلته، آخرها كانت عملية اغتيال مسؤول محلي من قضاء البعاج في نينوى، والشيخ خليل محمد الجربا.

وقال الياور في بيان: “ندين ونستنكر قيام مجموعة مجرمة في منطقة دوميز في سنجار ضمن قاطع الميليشيات الأيزيدية باغتيال الشيخ خليل محمد الجربا، ونايف خليل الشمري، عضو مجلس قضاء البعاج”، مضيفًا أنه تم “الاتصال مع رئيس هيئة الحشد الشعبي وقائد عمليات نينوى، لإبلاغهما بالحادث، واتخاذ الإجراءات الفورية”.

بدوره قال مصدر محلي من محافظة نينوى إن قبيلة شمر وجهت أفرادها بأخذ الحيطة والحذر خلال مرورهم بمناطق النفوذ الأيزيدي تحسّبًا لعمليات انتقامية مماثلة، وضرورة حمل السلاح لكل الأشخاص.

وبحسب المصدر، الذي تحدث لـ”إرم نيوز” من نينوى، فإن هدف الأيزيديين من شن تلك الهجمات هو لزعمهم أن القبائل العربية هي من تسببت بمسألة “سبي” الأيزيديات إبان اجتياح تنظيم داعش لمدينة الموصل عام 2014، فضلًا عن وجود رغبة بإعادة العائلات العربية النازحة إلى مناطق غربي نينوى، خاصة تلك التي تتمتع بعلاقات وطيدة مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، إذ ترى بعض الفصائل المسلحة الأيزيدية أن بارزاني ساهم بدخول داعش إلى مناطقهم عندما أمر بانسحاب قوات البيشمركة.

ورغم توقف العمليات العسكرية في تلك المناطق إلا أنها ما زالت تشهد واقعًا أمنيًّا مرتبكًا، حيث تسود التوترات والخلافات بين الميليشيات الأيزيدية التي تتبع بعضها تركيا، وأخرى بارزاني، فيما تتلقى أخرى دعمًا من الحشد الشعبي.

من جهته قال عضو مجلس محافظة نينوى خلف الحديدي إن “هذا الاستهداف له أغراض سياسية، ويأتي بعد أيام على زيارة مجلس المحافظة إلى البعاج لإعادة النازحين إليها، لكن هذا الحادث جاء لبث الرعب بين الأهالي وعدم السماح لهم بالعودة”.

وأضاف الحديدي، في تصريح صحفي، أن “هناك ميليشيات أيزيدية متنفذة وخارجة على القانون في سنجار تحاول إثارة الفتنة بين العرب والأيزيدية من خلال إرباك الوضع في غرب الموصل وخاصة البعاج وشمال جبل سنجار، لتحقيق مكاسب شخصية على حساب عودة الأهالي النازحين”.

تحذيرات من اقتتال

بدوره، يرى الخبير في الجماعات المسلحة، هشام الهاشمي، أن الخلافات بدأت تتوسع في جنوب سنجار والبعاج، وغير مستبعد أن تتوسع الخلافات إلى حرب مستمرة بين العشائر والحشد الأيزيدي كعمليات ثأرية.

وأضاف الهاشمي في تعليق له على الأحداث الجارية هناك أن “تنظيم داعش سيسعى لاستثمار خلافات العشائر مع الحشد الأيزيدي، خاصة وأن عشائر شمر باتت ترفض علنًا ممارسات الأيزيديين، خاصة بعدما قاموا باستفزاز ومهاجمة مواطنين من شمر في أطراف جنوب سنجار”.