عرض الصحف العربية..

من وراء اختفاء "خاشقجي" وماذا يريدون من المملكة؟

صحف عربية

الرياض

يتواصل الجدل وتفاعل قضية اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي في تركيا، وتتواصل الردود عليها، بين أصوات العقل والتريث، وأخرى متحاملة من أجل أهداف سياسية وأجندات خاصة.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأربعاء، كشف اختفاء خاشقجي مكانة السعودية وصلابة موقفها في  محيطها العربي والخليجي، رغم المساعي التركية ومحاولات بعض الأطراف الغربية، بمساعدة قطرية صريحة، للنيل من المملكة وابتزازها أو التأثير عليها، وتحويل قضية المختفي لسلاح فعال لضمان ابتزاز المملكة.  

أصوات العقلاء
وقالت صحيفة "الرياض" في افتتاحيتها، إن "الحكم على الأمور قبل تبيان حقيقتها يكون مبنياً على الأهواء دون الحقائق فيصبح ذلك الحكم هباءً منثوراً".

وأضافت الصحيفة في تعليقها على التطورات التي تعرفها هذه القضية منذ أسبوع،  أن "الأصوات العاقلة المتزنة التي اصطفت إلى جانب المملكة ضد الحملة الإعلامية التي نتجت عن قضية الإعلامي جمال خاشقجي، تعرف أنها وقفت إلى جانب الحق وأن ذلك أمر مفروغ منه، فهي تعرف المواقف السعودية حق المعرفة وتعرف أن المملكة تعمل على جعل العالمين العربي والإسلامي يتبوءان المكانة اللائقة بهما، دون كلل أو ملل، لتحقيق ذلك الهدف دون منّة على أحد، بل تفعل ما تفعل انطلاقاً من واجبات التزمت بها أمام نفسها قبل الآخرين، وهذا أمر ليس بالجديد على السعودية". 

خط أحمر
وفي مقال نشرته صحيفة "الوطن" البحرينية، اعتبر الكاتب فريد أحمد حسن، أن ما حصل أخيراً مؤلم ومرفوض، بعد "تحول السعي لكشف غموض اختفاء صحافي سعودي إلى السعي للإساءة إلى المملكة العربية السعودية وقادتها، ما يثير الكثير من التساؤلات عن حقيقة ما يحدث وعن الذين يقفون وراءه والمستفيدين منه".

وأكد الكاتب أن السعودية "خط أحمر"، رغم التقارير الإعلامية أو "ما تبثه قناة الجزيرة القطرية، التي اعتبرت موضوع خاشقجي فرصة العمر التي إن ضاعت قد لا تأتي مطلقاً، حيث لم تتوقف عن التهجم على السعودية منذ اللحظة التي أعلن فيها عن بداية قصة خاشقجي، ووصل بها الأمر أنها تركت كل الملفات التي تعودت على تناولها وتفرغت لهذه القصة، وهو نفسه الذي تفعله فضائيات أخرى تابعة لقطر ولإيران ولمن هم تحت كنفهما".

رُب ضارة نافعة
وعلى العكس تماماً من هذه المقاربة قال الكاتب مهدي مصطفى،  في "الأهرام العربي" المصري، إن قضية خاشقجي، كشفت عورات كانت خافية على البعض و كشفت "بجلاء أن الأتراك والغرب، يختلفون في كل شيء، ويتفقون على كراهية العرب، وشطبهم من الخريطة".

وقال مهدي مصطفى: "سيان أن تكون صديقاً أو عدواً، فلك وقت مناسب للحساب، تتحول فيه إلى شيطان وجزار وقاتل، وتستحق إنزال العقاب، فقط عودوا إلى سجلات الباشا محمد علي، واقرأوا فيها عن تحالف آل عثمان وأوروبا لحصار التجربة المصرية الناهضة".

وأضاف الكاتب "كأن جمال خاشقجي علامة على قيام الساعة، من أنقرة ولندن وباريس وبرلين إلى واشنطن والدوحة، الموسيقى واحدة وكلمات الأغنية واحدة والمطرب واحد، وجمهور الحفل واحد، وطبعاً قطر موسيقار الأجيال وموزع اللحن وناشر الأغنية، ووكالات الأنباء الغربية، لا ترى حاجة لقصة رسمية، ولا أدلة موثقة، فقط تحتاج إلى خيال مصادر مجهولة، لمؤلف سينمائي بارع، وبوق كالجزيرة، موكول بتدمير ما تبقى من العرب، العاربة والمستعربة، باسم أخوية مجهولة النسب، تعيش على سفك، وامتصاص الدماء".

لا للابتزاز
ومن جانبه، أشار الكاتب عويد الصليلي، في مقال نشرته صحيفة "الشاهد" الكويتية، أن هذه القضية برمتها لا تخرج عن إطار الصراع على الثروات والمكاسب الاقتصادية، مشيراً إلى قوة اقتصاد المملكة العربية السعودية،بفضل ثروته النفطية الضخمة، ليجد في القضية ما يُبرر النظر إليها من هذه الزاوية.

واعتبر الكاتب أن "تحول اختفاء الصحافي جمال خاشقجي إلى مادة رئيسية في الإعلام الغربي، الذي لعب دوراً مشبوهاً لإثارة الرأي العالمي ضد السعودية، بطريقة لم نر مثلها تجاه العديد من القضايا التي يعج بها العالم، يؤكد أن تلك القضية أريد منها الإضرار بمكانة المملكة ودورها الحيوي في المنطقة والعالم الإسلامي".

وأضاف "صحوة الضمير العالمي تجاه اختفاء خاشقجي، وسط ما يعج به العالم من مشارق الأرض ومغاربها من قتل وإبادة لشعوب بأكملها دون أن يرف له جفن، يؤكد كذلك أن الموضوع ليس دفاعاً عن مبدأ وإنما الأمر يتعلق بالابتزاز والضغط على السعودية، وتصفية حسابات وأحقاد تاريخية".