حكايات يومية..

"بيروت سيتي".. تضم أربع مواهب نسائية جديدة

ظاهرة خاصة بين الأعمال الدرامية اللبنانية

ناهد خزام

مسلسل “بيروت سيتي” الذي عرض أخيرا على قناة “إم بي سي 4” يمثل ظاهرة خاصة بين الأعمال الدرامية اللبنانية، تتمثل فرادته في اعتماده بالكامل على مجموعة من الوجوه الجديدة التي يخوض بعضها تجربة التمثيل الدرامي لأول مرة.

والمسلسل أيضا يمثل التجربة الأولى في الإخراج الدرامي للمخرج اللبناني سيرج أوريان، وهو مخرج إعلانات وأفلام تسجيلية وفنان تشكيلي. أما دور البطولة في المسلسل فتتشارك فيه كل من ساشا دحدوح وسنتيا صموئيل وليا أبوشعيا ودانييلا رحمة، والأخيرة، أي دانييلا رحمة كانت قد عرض لها في موسم رمضان الماضي مسلسل “تانغو” مع النجمين باسل خياط وباسم مغنية، غير أن تصويرها لمسلسل “بيروت سيتي” سبق مشاركتها في مسلسل “تانغو”، ما يجعل من دورها في هذا العمل أول تجاربها التمثيلية، وهو أمر ضروري للحكم على تطور أدائها كفنانة تخطو أولى خطواتها نحو النجومية.

ودانييلا رحمة وجه مألوف على شاشات التلفزيون، فقد اشتهرت بتقديمها لبرنامجي “آراب كاستنغ” و”إكس فاكتور”، كما عملت لفترة كعارضة أزياء، وهي تحمل أيضا لقب ملكة جمال اللبنانيات المغتربات لعام 2010. التجربة الدرامية الأولى لرحمة تبدو مبشرة بالفعل، فهي وجه يتمتع بالحضور والموهبة الفطرية، وقد أدت في هذا المسلسل دور “يارا” الفتاة المغتربة التي تعود أخيرا إلى وطنها بعد قضاء معظم حياتها في الولايات المتحدة، وتعمل مهندسة ميكانيكية، كما تحب الرياضات العنيفة كالملاكمة وركوب الدراجات النارية.

وتحاول الفتاة التي لا تتقن قراءة العربية البحث عن تاريخ عائلتها بمساعدة شقيق صديقتها “ربيع” (جاد سعد)، تستطيع يارا جمع شمل عائلتها من جديد، كما تتطور العلاقة بينها وبين ربيع إلى قصة حب من طرف واحد بعد أن صرح لها بحبه، فتجد نفسها في مأزق حقيقي بين مشاعرها نحوه كصديق وبين شعوره الجارف نحوها.

واستطاعت رحمة عبر دورها في هذا المسلسل أن تؤكد من جديد على موهبتها الفطرية وقدراتها التمثيلية، وهي بلا شك ستمثل أحد الوجوه الواعدة خلال السنوات القادمة في الدراما اللبنانية والعربية بشكل عام، عليها فقط أن تعمل على تطوير موهبتها التمثيلية تلك، وأن تتجنب الاعتماد قدر الإمكان على مقوماتها الأنثوية، والتي تم توظيفها على نحو مفتعل في بعض مشاهد المسلسل.

أما ساشا دحدوح وهي إعلامية ومقدمة برامج وعارضة أزياء، وشاركت في مسابقة ملكة جمال لبنان عام 2007، فتؤدي هنا دور “نادين” وهي امرأة مطلقة وأم لطفلة صغيرة، كما أنها تدير أحد بيوت الأزياء، وتتعايش نادين مع ظروفها المعقدة، فتحافظ على علاقة جيدة بطليقها رامي (أسامة العلي) وهي تكافح بمفردها من أجل الحفاظ على عملها.

 

وتمثل دحدوح دور المرأة القوية القادرة على إدارة شؤونها بنجاح، رغم العواصف والعراقيل التي تحيط بها، في نفس الوقت الذي لا تتخلى فيها عن دورها كأم، وهو نموذج موجود في حياتنا العادية، استطاعت ساشا دحدوح أن تعبر عنه ببراعة تحسب لها.

ومن جانبها تقدم سنتيا صموئيل دور “كارلا” الفتاة العاشقة للفوتوغرافيا والتي تطمح لتأسيس عملها الخاص بعيدا عن والدها رجل الأعمال، كارلا هي فتاة متحررة اختارت العيش بمفردها بعيدا عن والديها، كما تربطها علاقة غرامية مع مديرها في العمل “جيمي” (مارك حاتم).

وسنتيا صموئيل التي تخوض تجربة الوقوف أمام الكاميرات لأول مرة في حياتها عبر هذا المسلسل، إلاّ أنها رغم ذلك تمتلك من الحضور والموهبة ما يؤهلها لتكون أحد نجوم المستقبل، وهي تعد إحدى مفاجآت هذا المسلسل. وخاضت صموئيل من قبل مسابقة ملكة جمال لبنان، كما شاركت أيضا في مسابقة ملكة جمال الكون وعملت لفترة في مجال الأزياء.

أما ليا أبوشعيا فهي تلعب هنا دور الفتاة “روز” التي تنتمي لعائلة متوسطة ومحافظة تتكون من أمها وجدتها وأخيها، كل ما يهم أسرة روز هو البحث لها عن عريس مناسب، لكنها لا تلقي بالا لكل ذلك وتشغل وقتها بالرياضة، وتستعد لخوض أحد الماراثونات، في الوقت الذي تتطور فيه علاقتها بصديقها القديم المختلف عنها في الديانة. والدور الذي تؤديه أبوشعيا هو دور بسيط وهادئ، غير أنه يحمل مفاجأة صادمة في نهاية المسلسل.

نحن إذا أمام أربع مواهب جديدة ستنضم بلا شك إلى نجوم ونجمات الدراما اللبنانية خلال السنوات القادمة، خاصة أنهن أظهرن في أول تجاربهن التمثيلية قدرة ملحوظة على جذب انتباه المشاهد لأدائهن وحضورهن أمام الكاميرا.

وتشارك الفنانات الأربع مجموعة من الفنانين الشباب بعضهم يخوض مجال التمثيل أيضا لأول مرة، من بينهم مارك حاتم في دور جيمي، وهو أحد نجوم “ذا فويس” في نسخته الفرنسية، والفنان الشاب جاد سعد في دور ربيع والذي مثل أحد الوجوه المتميزة في المسلسل، بحضوره وخفة ظله اللافتة.

مسلسل “بيروت سيتي” عمل يحمل جمالياته الخاصة على مستوى المَشاهد والكادرات المنتقاة بعناية، إلى جانب العفوية في الحوار بين الشخصيات، وهو يقدم نموذجا من الحياة اليومية لأربع سيدات لبنانيات من دون تعقيد أو مبالغة.