قلعة وقصر وجامع..

المرية ..تاريخٌ أندلسيٌّ تشابكت في ثناياه ثقافات متعددة

المرية

وكالات

المرية، أسسها عبد الرحمن الناصر لدين الله أو عبد الرحمن الثالث، الخليفة الأندلسي الأول، كبرج دفاعي لمدينة بَجَّانَة (Pechina) الأندلسية، ومن هنا جاء اسمها "المرية بيانة"، ورغم التغيرات التي شهدتها القلعة منذ وقتها، حافظت على تاريخها الأندلسي، الذي خصص له متحف المدينة معرضاً دائماً.

وفي عام 955م، أمر ببناء قلعة ومسجد فيها، كما أمر بتحصين منطقة ما بين القلعة والبحر، حتى أصبحت المرية الميناء الأهم في الأندلس على البحر المتوسط.

جذبت المنطقة البحارة والتجار للاستقرار فيها، وبحسب المصادر الإسلامية، كانت السوق المفضل في المنطقة المسلمة من شبه الجزيرة الأيبيرية، التي ازدهرت وأصبحت مقصد التجّار السوريين والمصريين، والفرنسيين والإيطاليين أيضاً.

في القرن الـ11، تطورت المرية ثقافياً واقتصادياً لتصبح مركزاً للتجارة مع المغرب وشرق البحر الأبيض المتوسط، وفي القرن الثاني عشر، شهدت المدينة تغيراً جذرياً في مكانتها الاستراتيجية بعد أن ضمتها ممالك الشمال (1147 - 1157).

مدخل القلعة من تصوير Antonio Ciendones من مقتنيات Conjunto Monumental de la Alcazaba de Almería

وبعد ثلاثة قرون، نتيجة لسياسة مملكة أراغون التوسعية في البحر الأبيض المتوسط ​​، تنازل حاكم غرناطة عنها عام 1489، لصالح الملك فرديناند والملكة إيزابيل.

زيارة لقلعة المرية

ما يميز قلعة المرية هي قدراتها الدفاعية، وإطلالتها المباشرة على البحر المتوسط، على ما يمسى "خليج المرية"، وتاريخ تلك المدينة التي لعبت دوراً اقتصادياً واستراتيجياً مهماً في العصور الوسطى.

تنقسم القلعة اليوم إلى ثلاثة أقسام: أول قسمين لهما طابع وتصميم إسلاميين، أما في الثالث، فنلحظ ملامح مسيحية.

يبدو القسم الأول من القلعة كأنه حديقة اليوم، ولكنه في العصور الوسطى، كان عبارة عن شوارع ومنازل، بحسب الحفريات الأثرية التي أجريت هناك، علماً بأنه تم الحفاظ على بعض البقايا الأثرية بما في ذلك نظام هيدروليكي من أجل تزويد المنطقة بالمياه (من عمق 70 متراً).

يمكن دخول القسم الثاني من البرج العالي جنوب السور المعروف بـMuro de la Vela، وهو يشكل النواة الأساسية للقلعة وللمدينة وجميع مبانيها ومرافقها، وفيه قصرٌ، ومسجد، وحمامات، ومنازل، تمّ الكشف عنها في الحفريات الأثرية الأخيرة، وتبين أن بعضها يعود للفترة الناصرية (1233م - 1492م).

أما القسم الثالث، فيتكون من قلعة مسيحية، يتم الوصول إليها عبر جسر متحرك، بنيت لتلبية المتطلبات العسكرية، ولدعم السلطة السياسية.