القضية الجنوبية..

تقرير: لمصلحة من محاولة إظهار "الحراك الجنوبي" مقسم؟

اظهار الحراك الجنوبي منقسما قد يسهل للأحمر السيطرة على محافظات حضرموت وشبوة والمهرة وسقطرى

فريق التحرير
فريق تحرير صحيفة اليوم الثامن

على مدى عشرة أعوام، رددت الكثير من القوى السياسية اليمنية الزعم ان الحراك الجنوبي الذي ينادي باستقلال الجنوب ليس موحدا او انه لم يتفق بعد على قيادة موحدة، الأمر الذي شتت القضية، وسهل لتلك القوى اليمنية ضربها، قبل ان تعيد الحرب العدوانية التي شنها الشماليون في أواخر مارس (آذار) من العام 2015م، لتوحد الجنوبيين مرة أخرى، في مواجهة عدوان جديد هدفه الهيمنة على بلادهم.

كان المجلس الانتقالي الجنوبي تجربة فريدة في تأريخ الجنوب الذي يعلن فيه الشعب تأييده لاختيار قيادة موحدة للتحدث باسم الجنوب، وذلك في اعقاب مساعي الحكومة اليمنية فرض مشروع الاقاليم الستة.

وهو المشروع الذي تطمح من خلاله حكومة مأرب الإخوانية الى السيطرة على شبوة وحضرموت، مستغلة وجود، خيار "دمج اقليمين مع بعض"، وهو ما يعني ان اقليم حضرموت ومأرب قد يصبح اقليما موحدا، وهو ما يعني ان شبوة وحضرموت وجزيرة سقطرى والمهرة قد تصبح تابعة لمأرب بموجب دستور دولة الاقاليم الستة التي اقرتها حكومة هادي دون التشاور مع الجنوبيين.

تشير العديد من المصادر السياسية في الرياض لـ(اليوم الثامن)، إلى أن نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، استطاع خلال الشهر الماضي من الحصول على تأييد قبلي وسياسي في حضرموت مستغلا علاقته بقيادات تنظيم الإخوان المسلمين في المحافظة الجنوبية الكبرى.

تسيطر قوات الأحمر على منفذ الوديعة الذي يدر المليارات شهريا وتذهب الى خزينة البنك المركزي في مأرب، وهو البنك الذي رفضت حكومة مأرب تبعيته لبنك عدن المركزي عقب نقله من صنعاء.

وقالت وكالة الانباء اليمنية سبأ ان قياديا في الحراك الجنوبي كلفه نائب الرئيس اليمني بعقد لقاءات مع مندوبي بعثات اجنبية وسفراء دولة اوروبية معتمدين لدى اليمن، لتقديم صورة عن الوضع في الجنوب، والتأكيد على وجود انقسام جنوبي جنوبي على قضية الجنوب.

ونشرت وكالة سبأ الرسمية التي يشرف عليها صحافيون تابعون للأحمر، خبرا قالت ان وفدا من قيادات المجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي برئاسة، رئيس المجلس، فؤاد راشد، ألتقى في العاصمة السعودية الرياض، بالسفير الفرنسي لدى صنعاء، كريستيان نستو.

وبحسب الوكالة فقد استعرض "راشد تطورات الأوضاع والمستجدات السياسية المتعلقة بقضية الجنوب خاصة واليمن بشكل عام والحوارات الجارية لتوحيد الموقف الجنوبي عبر توحيد مكوناته".

وقالت الوكالة اليمنية ان "السفير الفرنسي أكد على أهمية توحيد كافة مكونات وفصائل الحراك الجنوبي لتحقيق الحل العادل للقضية الجنوبية".

وقالت قيادات في الحراك الجنوبي بعدن انه "كان الأحرى بالقيادي فؤاد راشد ان يطلع السفير الفرنسي على قضية الجنوب ويشدد على ضرورة حلها، دون ان يتطرق الى وجود خلافات وتباينات بين الجنوبيين والقوى الجنوبية".

وأكد القيادي سالم حيدان في تصريح لـ(اليوم الثامن) "أن راشد المقيم في السعودية بات ينفذ اجندة، تنفذها قيادات حراكية مرتبطة بإيران ومنفصلة عن الواقع، وقد شاهد الجميع تحركات هذه القيادات في حضرموت وشبوة ومكيراس، وهي تحركات الهدف منها ضرب قضية الجنوب الى الابد، خدمة لأجندة عدائية للجنوب".

وقال حيدان "إن مخطط ضرب قضية الجنوب بات واضحا والجميع لديه الادراك بكل ما يقوم به هؤلاء خدمة لأسيادهم، في صنعاء".

وأكد حيدان ان "بعض القيادات الحراكية تسعى لتتويه الشارع الجنوبي وغض الطرف عن ما يقوم به المحتل اليمني في وادي حضرموت وفي بيحان شبوة".. مطالبا القيادي فؤاد راشد ان كان مع قضية الجنوب ان يتخذ موقفا من قوات علي محسن الأحمر في وادي حضرموت والتي تقتل ابناء الجنوب بشكل يومي، ناهيك عن ما يقوم به المحتل اليمني من مخططات استيطان في اراضي الجنوب المحررة.

وحول من له المصلحة في اظهار ان الحراك الجنوبي بات مقسما، قال العقيد صالح علي العوذلي "المستفيدون من ذلك هم اصحاب مشاريع التقسيم، من يريدون تقسيم الحراك هم ذاتهم الذين يسعون لتقسيم الجنوب وضم جزء منه على مأرب وربما الجزء الأخر على تعز وإب".

وأكد العوذلي وهو قيادي عسكري جنوبي متقاعد "أن هناك مخطط يقوم به الأحمر للسيطرة عسكريا على شبوة وساحل حضرموت بعد ان تمكن من السيطرة على الوادي".. مشيرا الى ان الحضارم لا يدركون ابعاد ذلك، الا بعد ان يصبح الأحمر المتحكم في كل شيء".

وزعم القيادي في ائتلاف الشرعية عبدالكريم السعدي "ان المجتمع الدولي أصبح لديه مبررا لعدم التعاطي مع قضيتنا بجدية، وهو ما اسماه بالتشرذم الجنوبي.

وقال "لكي نضع قضيتنا في الموضع الذي تستحقه يجب علينا أن نتقارب ونتفق على القواسم المشتركة ونخرج بممثل واحد للجنوب وقضيته لان تعدد الممثلين يعني الإقرار منا وأمام العالم بأننا نعيش حالة صراع قد يرى فيها العالم خطرا على مصالحه وبالتالي يؤجل النظر في قضية الجنوب".