خفايا واسرار القرارات الأخيرة..

تقرير: مساعٍٍ رئاسية لتمكين الإخوان من السيطرة على الجنوب

 تدمير مصافي عدن يعني ان مأرب قد تكون المتحكم  الجديد بالجنوب

فريق التحرير
فريق تحرير صحيفة اليوم الثامن

أصدر الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي قرارات جمهورية (ليل الاثنين)، قضت بتعيين نجيب منصور حميد العوج وزيراً للتخطيط والتعاون الدولي، والمهندس محمد عبدالله صالح ناصر العناني وزيراً للكهرباء والطاقة"؛ في قرارات أكدت نفوذ رجل الاعمال احمد صالح العيسي المتهم بالوقوف وراء تدمير مصافي عدن أحد اعرق مقدرات دولة الجنوب.

ليس ثمة ما هو جديد في جملة القرارات الجمهورية التي أصدرها الرئيس عبد ربه منصور هادي مساء الاثنين، سوى تدوير وزراء حزب التجمع اليمني والتي أطاح بموجبها باثنين من وزراء حزب التجمع اليمني للإصلاح بالإضافة إلى محافظ محافظة شبوة سوى القرار الذي عين بموجبه المحامي علي هيثم الغريب وزيرا للعدل خلفا للقاضي جمال محمد عمر الذي توفي الأسبوع الماضي .

قرارات، وصفتها مصادر سياسية "بأنها تكريس للفساد وتكريم للفاسدين بترقيتهم لتولي مناصب رفيعة في وقت قالوا بأن الجميع كان ينتظر قرارات إصلاح جذرية تصب في مكافحة الفساد وتطهير الوزارات من الفاسدين اللذين تلطخت ايديهم بالفساد غير ان القرارات جاءت مخيبة للآمال وداعمه لقوى الفساد التي عاثت في البلاد فسادا على مدى السنوات الماضية .

وفي تفاصيل ما وصفها البعض بالقرارات الكارثية فقد أجرى الرئيس، عبدربه منصور هادي، الاثنين، تعديلات وزارية في الحكومة شملت ثلاث حقائب وزارية، إضافة لتعيينات مهمة في مناصب عليا بالدولة، حيث تم تعيين، نجيب العوج، وزيرًا للتخطيط والتعاون الدولي، بديلًا عن الوزير السابق، محمد السعدي، وكذلك تعيين محمد عبدالله العناني، وزيرًا للكهرباء والطاقة، خلفًا للوزير السابق، عبدالله الأكوع.

وقالت مصادر مقربة من الحكومة ان التعديل الوزاري استبدل وزراء اصلاحيين بأخرين من نفس الحزب، وهو ما يؤكد ان التنظيم الإخواني أصبح الحزب الحاكم للشرعية في اليمن"؛ وهو الحزب الذي دخل في تحالفات رسمية مع الحوثيين ويسعى نحو تسوية سياسية تقبل بالحوثيين شركاء في حين انه يرفض أي شراكة للجنوب الذي عمد التنظيم على تدمير مقدراته بمشاركته لنظام صالح في حرب اجتياح الجنوب الأولى قبل ان يستكمل ما بدأت بتدمير اخر مقدرات دولة الجنوب وهي مصافي عدن، التي كافئ الإخوان مسؤول التدمير العوج بوزارة سيادية.

وتشير مصادر مقربة إلى ان وزير الكهرباء الجديد يعد أحد اذرع العيسي السابق في مصافي عدن وتكليفه بوزارة الكهرباء الهدف منه الاستحواذ على المنحة السعودية المقدمة لدعم التيار الكهربائي في العاصمة، والذي يطمح العيسي في الحصول على حق حصري في توريده الى عدن.

وبين العيسي والأحمر، يطمح الإخوان الى السيطرة على الجنوب، حيث تمكن الأحمر من تعيين احد قادة تنظيم الإخوان محافظا لشبوة، فيما استكملت قواته السيطرة على وادي حضرموت، وسط مؤشر على قرب إزاحة محافظ حضرموت الجنرال فرج البحسني الذي يعتزم الأحمر الإطاحة به من منصب كقائد للمنطقة العسكرية الثانية ومحافظ حضرموت وتعيين احد القيادات الإخوانية بديلا عنه.

ويعتقد الأحمر ان الإسراع في السيطرة على القرار السلطوي في محافظة الجنوب سيعجل بفرض السيطرة عسكرية من خلال قوات مأرب التي يجري اعدادها لمهمة احتلال الجنوب الجديدة.

وتقول مصادر في الرئاسة اليمنية ان هادي ترك السلطة والقرار لنجله جلال هادي ونائبه علي محسن الأحمر والشيخ احمد العيسي، حيث أصبحت قراراتهم الأخيرة تمكين واضح لتنظيم الإخوان والمدعوم من بعض الدول الإقليمية.

وتؤكد التوجهات الأخيرة للأحمر ان مشروع الأقاليم الستة لم يعد له أي قبول ولم يعد محل نقاش خاصة في ظل الحديث عن تسوية سياسية قد تبقي الحوثيين طرفا رئيسا في الشمال وهو ما يعني ان الإصلاح يسعى للسيطرة على الجنوب، فيما بعض الجنوبيين لا يزالوا منشغلين بمهاجمة المجلس الانتقالي الجنوبي في حين ان بلادهم تسقط بشكل سريع في يد قوات الاحتلال اليمني مجددا.

فالشرعية التي يعتقد بعض مناصريها من الجنوبيين انها تحارب المجلس الانتقالي، باتت اليوم تعمل وبشكل علني ضد الجنوب بهدف احتلاله مرة أخرى، ولكن هذه المرة بعيدا عن خديعة الأقاليم الستة، فالتمدد العسكري الشمال صوب الجنوب بات يقترب بشكل سريع من السيطرة على ساحل حضرموت وابار شبوة وميناء عدن.

فهادي الرئيس الذي وقف الجنوبيون الى جانبه، بات اليوم يسعى للانتقام منهم، من خلال تدمير مقدرات الدولة في عدن، فالمصافي التي كانت تعد اخر مؤسسات الجنوب تمكن الجنرال الأحمر من تدميرها لمنح مأرب حق تكرير النفط بدلا من عدن، وهو ما يعني ان مأرب قد تكون في المستقبل القريب الحاكم الفعلي للجنوب، من خلال النفط والغاز الذي سوف يصدر من آبار شبوة صوب مصافي مأرب البديلة لمصافي عدن التي نجح العيسي في تدميرها.