عرض الصحف العربية..

تقرير: جولة محمد بن سلمان العربية وقمة العشرين

صحف

أبوظبي

سلطت الصحف العربية الضوء على المحاولات اليائسة للتأثير على العلاقات العربية السعودية، على خلفية الأحداث التي خلفها مقتل جمال خاشقجي، والتي بلغت ذروتها بمحاولة دق الإسفين بين الرياض وتونس بمناسبة زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الأخيرة، في طريقه إلى قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين، بعد جولة عربية حملته إلى الإمارات، والبحرين، ومصر، في انتظار محطات أخرى بعد عودته من الأرجنتين.

وبحسب صحف صادرة اليوم الخميس، نجحت السعودية رغم هذه المحاولات التي تصدى لها خاصة الإخوان الإرهابيين، في مصر أو في تونس، إلى عكس التيار، بمشاركة الأمير محمد بن سلمان على رأس وفد بلاده في قمة تاريخية بالعاصمة الأرجنتينية بيونس أيرس، ليعطي الدبلوماسية السعودية زخماً وقوة دفع جديدة على عكس توقعات بعض الأطراف.

التطبيل بالحريات
انتقد تقرير لموقع "الحرة" الإلكتروني اليوم، ازدواجية المعايير لدى نقيب الصحافيين التونسيين ناجي البغوري، الذي كان من أبرز المنتقدين لزيارة الأمير محمد بن سلمان إلى تونس، الذي ظهر أول أمس،  في قصر الرئاسة السورية من دمشق ضيفاً على الرئيس السوري بشار الأسد، على رأس وفد يضم ممثلين عن "الصحافيين العرب" أحد أكثر الأنظمة وحشية وقمعاً للصحافيين.

واعتبرت الصحافية جويس كرم أن مقتل خاشقجي فتح المجال واسعاً المزايدات السياسية مفتوحة شرقاً وغرباً متسائلة عن مواقف النقيب، من دماء الصحافيين العرب الذين قتلوا على يد النظام السوري قبل الحرب وخلالها؟ متساءلة هل أن معركة البغوري تقتصر على قضية جمال خاشقجي أم هي ضد طرف إقليمي معين؟

الحراك التونسي
ومن جهتها قالت صحيفة "الصحافة" التونسية، إن بعض الجهات المعروفة في تونس، حاولت التأثير على زيارة ولي العهد السعودي إلى تونس، للزج بالبلاد "في في جحيم صراع المحاور من قبل من فَتَكَ بعُذْرِيَتهمْ النّضالية والثورية، المال القادم من وراء البحار والصحارى".

وذكر الهاشمي نويرة في مقاله، هذه الجهات غياب بزيارة "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي نفذ في حكمه أكبر المجازر في صفوف الصحفيين ومناضلي المجتمع المدني، فضلاً عن سياسته الدمويّة تجاه الأكراد وهو ما دفع إلى الاعتقاد بأن اللّوبي القطري تحرك بقوة ومعه لوب الاخوان، وحركة النهضة، وكلّ من انغمس قليلاً أو كثيراً في لعبة المصالح الانتهازية والمادية تحديداً".

واختتم نويرة بتأكيد أن "زيارة ولي العهد السعودي تعتبر نجاحاً ديبلوماسياً كبيراً في تصحيح مسار الديبلوماسية التونسية التي فقدت هويتها إبان حكم الترويكا، بقيادة حركة النهضة، ونجاحاً للسعودية التي قطعت مع الفكر الشرقي التقليدي والانفعالي وفهمت أنه في النّظُمِ الديمقراطية يحدث أن تكون سياسات الدولة محل معارضة أطراف سياسية ومجتمعية".


انقلاب الموازين مع قمة العشرين
وفي السياق ذاته، قال تقرير صحيفة "العرب" اللندنية إن السعودية اليوم تنتقل من موقع دفاعي، تلقت فيه هجمات قاسية من خلال حملات إعلامية واستخباراتية شرسة، إلى تبني سياسة هجومية تعتمد على التحدي الساعي إلى فرض حضور مؤثر عبر شخص لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

ولفتت إلى أن الأمير محمد بن سلمان، عزز في جولته العربية، موقعه الإقليمي عبر دعم عربي أسس لقاعدة صلبة تمكنه من مواجهة زعماء العالم في قمة العشرين أولاً، وكسر حاجزاً نفسياً ودبلوماسياً صنعته وسائل الإعلام على مدار شهرين.

وإذا كانت السعودية في انتظار تحقيق مكاسب من هذه التحركات الجريئة، فإن أكثر الخاسرين سيكون قطر، التي استثمرت سياسياً وإعلامياً وأمنياً في قضية خاشقجي وبمستويات غير مسبوقة، لتحصد السراب.

السعودية.. أفق لا يمكن تجاوزه
وبمناسبة قمة العشرين رأت صحيفة الرياض السعودية، في حضور المملكة الكبير لقمة العشرين تأكيد لدورها الإقليمي والدولي، وأن المملكة "أفُق سياسي ودولي  لا يمكن تجاوزه.

واعتبر عبد الله الحسني في تقرير لـ"الرياض" السعودية، أن الحملة الفاشلة الأخيرة، كشفت "فداحة الخيبة من الأُمية السياسية التي يجبهك بها كثير ممن حولنا سواءً من العرب أو الغرب، وكذلك كمية الحسد غير المبرر من حضور بلادك، السعودية،  بهذه الضخامة والجسارة والقوة والفاعلية والتأثير، وهو حضور مُستَحق لا شك ومُسوغ عقلاً ومعياراً وقيمةً".

وأضاف أنه "ليس مفاجئاً أن تتناوش المناكفات السياسية من هنا وهناك ضد المملكة، تبعاً للاختلافات والتباينات في وجهات النظر التي تنطلق من خلفيات عقدية واجتماعية وموروثات وحضارة وغيرها، إلا أنه من غير المعقول لبعض الأفراد أو الدول غارقة حتى أذنيها في قضايا اجتماعية وفقر وبطالة وترهيب مجتمعي وغياب للعدالة وأدنى شروط الحياة الكريمة ويأتي في النهاية، وبكل صفاقة وفجاجة،  لينتقد سلوك" السعودية وقيادتها.