قطر الندى تحب حورية..

"حور" الأرستقراطية الحالمة

تقفي أثرها والإبحار خلفها

بيروت

تبقى الأنثى جداراً لا يحس ولا يشعر، حتى تشقها نظرة حب، وإشعاعة نظرة، فتنشأ في تلك اللحظة مدينة كاملة من الحياة، بأرضها وسمائها وناسها؛ والرواية هنا "أحببت حورية" للكاتبة قطر الندى عبدالله مبنية كلها على حدث النظرة الأولى، تلك النظرة التي غيرت حياة بطلة الرواية "حور" أو حورية البحر – هذا ما تُكني به نفسها - نظرة واحدة سكنت ذاتها وأخذتها إلى بلاد ما وراء الشمس، إلى أرض الأحلام العجيبة لتسبح بخيالها هناك.. حيث نظمَّ لها القدر ذلك اللقاء وشيئاً ما في داخلها يقول لها إنّه قدرها، الذي ستعيشه أجمل حبٍّ ساقه الله إلى قلبها من دون أن تعرف من يكون!
هي حكاية "حور" الأرستقراطية الحالمة، والكائن الأنثوي المتعدد المواهب والطموح. حديثة عهدٍ بالتخرج من قسم الأزياء في باريس، وحلمها أن تصبح مصممة أزياء عالمية. التحقت بأهم دور الأزياء في العالم ونجحت. وفي إحدى رحلاتها إلى الخارج ستلتقي بأحدهم صدفة، إنه "عروة" الذي سيصبح الرفيق الأزلي لحياتها لقد ساقه القدر إليها عندما كانت في زيارة إلى متحف بيناكوتيك وسط ميونخ والذي يضم العديد من لوحات الرسام بيتر بول روبنز. 
كان "عروة" هناك.. وكانت "حور" أيضاً.. وقفا أمام نفس اللوحة، لوحة الرسام بيتر بول وأطالا التأمل فيها، والوقوف أمامها. هي نظرت إليها بقلبها، وهو نظر إليها بعينيه، ذلك أن كل واحد منهما اتبع حدسه؛ فهل ستكون تلك اللوحة وذلك الحدس سبباً لبداية قصة حب جميلة؟  

رواية عربية
الأرستقراطية الحالمة

- أنها الروائية قطر الندى عبدالله التي جعلت من معنى الحب قيمة جمالية مضافة، تتأسس عليها الحياة. لن يشعر قارئ هذه الرواية بألم وفرقة وانتظار ولوعة، سيشعر بجمال الحياة والبشر وسيعرف عالماً آخر أكثر رقياً فيه من الفن والموضة والموسيقى والإبداع الكثير.
من أجواء الرواية نقرأ:
"بعد أن تأسرك عيناها تقرر في حين غفلة منك تقفي أثرها والإبحار خلفها، لتجد نفسك في قلب المحيط تائهاً، فتعلم حينها أنك أقحمت نفسك في طريق لا رجعة منه، لا تكاد تلمس قدماك قاع البحر ولا تصل يداك إلى السماء. لا وجود لشواطئ في بحور عالمها، ولا خرائط ولا اتجاهات أربع ولا حتى نجوم تهتدي بها لترشدك مكانها، فلا تملك إلا خياراً واحداً هو الإبحار مدى الحياة باحثاً عنها، ودليلك إليها هو اتجاه بوصلة الحب التي تحملها في قلبك، فمن قاع البحر يمكنك لمس السماء، فقط عندما تجدها، فالغوص في أعماقها حياة لحياتك".     
صدرت الرواية عن الدار العربية للعلوم ناشرون وجاءت في 176 صفحة.