الساحل الغربي..

هل يُنهي إعلان الحديدة محايدة معاناة اليمنيين؟

ميناء الحديدة اليمنية

كيان مؤقت وإشراف أممي، كان هذا مقترحًا تقدمت به الأمم المتحدة لطرفي الحرب في اليمن لإنهاء الصراع حول ميناء «الحديدة» الاستراتيجي، والإسراع بإغاثة اليمنيين.

ويمثل ميناء «الحديدة» الذي تسيطر عليه ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، شريان حياة لليمن، لأنه منفذ دخول مساعدات إنسانية وسلع تجارية أساسية للمدنيين.

ويبحث الحكومة اليمنية، وميليشيات الحوثي، في محادثات سلام في السويد التى تتم برعاية أممية من الأمم المتحدة، التوصل إلى حل بشأن الحديدة، وتعز، ومطار العاصمة اليمنية صنعاء، تستهدف التوصل إلى توافق في رؤى الجانبين بشأن أمور محددة  وتقريب المسافات بينهما.

ونقلت وكالة «رويترز»، عن مصادر لم تسمها الثلاثاء، إن الأمم المتحدة قدمت اقتراحًا بسحب أى قوات مسلحة من الطرفين، من «الحديدة» الساحلية وتشكيل كيان مؤقت لإدارة المدينة التي تمثل شريان حياة للملايين.

وقالت المصادر إن مقترح الأمم المتحدة يتضمن تشكيل «لجنة مشتركة أو كيان مستقل» لإدارة المدينة والميناء، فضلًا عن إمكانية نشر مراقبين من الأمم المتحدة، كما اتفق الطرفان على دور للأمم المتحدة في الميناء، لكنهما يختلفان بشأن من يجب أن يملك السيطرة على المدينة نفسها، فيرى الحوثيون أنه يجب إعلان «الحديدة» منطقة محايدة، في حين تريد حكومة هادي السيطرة عليها.

وفي بيان صحفي عبر موقع الأمم المتحدة، قبل يومين، قال مارتن جريفيث المبعوث الدولي لليمن: إن طرفي المحادثات يظهران تحركا إيجابيا في السويد، مشيرًا إلى أنهما يعملان بطريقة جادة وبناءة في مناقشة تفاصيل إجراءات بناء الثقة والحد من العنف ووضع إطار المفاوضات.

تبادل الأسرى

وكخطوة لمحاولة بناء الثقة، تبادل الطرفان الحكومة اليمنية، وميليشيات الحوثي،  الثلاثاء، قائمتين بأسماء نحو 15 ألف أسير ليشملهم اتفاق لتبادل الأسرى، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.

وقال مندوبون عن الطرفين: إن مبادلة الأسرى ستجرى عبر مطار صنعاء، الذي يسيطر عليه الحوثيون شمال اليمن ومطار سيئون الذي تسيطر عليه الحكومة جنوب البلاد، في عملية تشرف عليها الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، فاكد غالب مطلق مندوب الحوثيين، إنه جرى بالفعل مبادلة أكثر من 7 آلاف أسير من كل جانب منهم نحو 200 ضابط من ذوي الرتب الكبيرة.

فيما قال وزير الخارجية في الحكومة اليمنية: إن حكومته قدمت قائمة من  8576 اسمًا لفئات عمالية وناشطين سياسيين وشباب ومعلمين وطلاب وإعلاميين وأطفال وشخصيات قبلية ورجال أعمال وحقوقيين ونساء وأطباء، معتقلين تعسفيًّا ومخفيين قسرًا في معتقلات وسجون الحوثي، وهذه القائمة مفتوحة بحسب الاتفاق لتشمل أي قوائم لاحقة، ليرد الحوثيون على ذلك بإنه سيتم تشكيل لجنة مشتركة للتحقيق بشأن المفقودين.

ويعيش اليمن أزمة إنسانية كبيرة، إذ يواجه 250 ألف مواطن مستويات كارثية للأمن الغذائي، ويهدد انعدام الأمن الغذائي المتسارع في اليمن حياة ما يقرب من 20 مليون شخص، فيما قال برنامج الأغذية العالمي: إن المساعدات الغذائية حالت حتى الآن دون حدوث مجاعة واسعة، لكن البرنامج ذكر أن القتال وارتفاع الأسعار والوضع الاقتصادي المتردي، يدفع الناس إلى حافة المجاعة، وذلك وفقًا لآخر تحليل لسلسلة تصنيف الأمن الغذائي المتكامل الصادر  الخميس الماضي، عن الحكومة اليمنية والأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني.

وأشار برنامج الأغذية العالمي إلى أن توسيع نطاق عملياته في اليمن الذي سيكون أكثر الدول بحاجة لمساعدات  إنسانية في 2019، سيتطلب موارد مالية كبيرة، مشيرًا إلى أن لديه مخزونًا كافيًّا من الأغذية في البلاد في الوقت الحالي، لكنه بحاجة إلى 152 مليون دولار شهريا للحفاظ على زيادة حجم المساعدات العام المقبل.

وأكد البرنامج ضرورة خروج مشاورات السويد بنتائج إيجابية، مضيفا أنه طالما استمر القتال، فسيواجه البرنامج تحديات في الوصول إلى أكثر الناس احتياجا.

المصدر