ما علاقة إيران!

ماذا تريد السعودية من كيان البحر الأحمر؟

قوة اتحادية جديدة تسعى السعودية لقيادتها

وكالات

قوة اتحادية جديدة تسعى السعودية لقيادتها في المنطقة، بعد إعلانها اتفاقًا لتأسيس كيان لدول البحر الأحمر وخليج عدن، فيما يبدو أنه توجه لحلف إستراتيجي سيكون له أبعاد وآثار ملموسة حال نجاح الاتفاق في الوصول إلى أرض الواقع.

مادا تريد السعودية من وراء هذا الكيان؟ وأي دور سيضيفه على المنطقة مستقبلًا؟ وماذا يمكن قرائته من خلف هكذا خطوة جيوسياسية؟

 

تفاصيل الكيان

يضم الكيان الجديد إلى جانب السعودية دول مصر والسودان وجيبوتي واليمن والصومال والأردن، ووفقًا للإعلان فإن الهدف المعلن هو تعزيز الأمن والاستثمار والتنمية لدول الحوض.

جاء هذا على لسان وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، الذي قال إن “إنشاء كيان بين الدول الواقعة على البحر الأحمر والقرن الإفريقي، يعزز التعاون الاقتصادي والبيئي والأمني الذي يهم كل دولنا”.

“أعتقد أن هذا الكيان سيساهم في تعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة، كما أنه سيساهم في تعزيز التجارة والاستثمار بها، ويربط اقتصادنا مع بعض”، أضاف الجبير.

ومن بين الأهداف المعلنة أيضًا أن “هذا الكيان سيساهم في إيجاد تناغم في التنمية بين دولنا في هذه المنطقة الحساسة، وبالتالي يساهم في منع أي قوى خارجية من القيام بدور سلبي في هذه المنطقة الحساسة”، كما قال الجبير.

وتم الاتفاق بعد لقاء العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز مع وزيري خارجية مصر سامح شكري، والسودان الدرديري محمد الدخيري، ووزيري الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بجيبوتي محمود علي يوسف، والصومال أحمد عيسى عوض، ونائب وزير الخارجية اليمني السفير محمد بن عبد الله الحضرمي، والأمين العام لوزارة الخارجية وشؤون المغتربين في الأردن السفير زيد مفلح اللوزي، الموجودين في الرياض، لبحث إنشاء كيان للدول العربية والإفريقية الواقعة على البحر الأحمر وخليج عدن.

 

صد الخطر الإيراني 

خلال العقد الأخير، استحوذت سياسة مواجهة طهران بشكل كبير على توجهات وتحركات دول الخليج العربي، وحدثت عديد من التغيرات في المنطقة جراء هذه السياسة، لعل أبرزها الحرب الطويلة والمستمرة في اليمن.

يرى خبراء أنه ونظرًا لعدم وجود بوادر لنهاية الحرب في اليمن لصالح أي طرف، ومواصلة إيران تثبيت وجودها في البلد المجاور للسعودية، عبر حليفها المسلح متمثلًا بالحوثيين، فإن السعودية تسعى من وراء هذا الحلف إلى تحقيق هدف إبعاد إيران عن التوغل في المنطقة العربية.

وتنقل قناة DW الألمانية الناطقة بالعربية عن خبراء قولهم: “إن الدعوة السعودية في هذا الوقت تأتي من أجل تحويل منطقة البحر الأحمر من مرتع للقرصنة، وصراع النفوذ، ودوامة الحروب، إلى جسر مهم للتواصل بين الحضارات”.

ويحمل اختيار جغرافية الكيان بضمه دول حوض البحر الأحمر أهدافًا بارزة، كون البحر الأحمر يعد أحد أهم طرق الملاحة الدولية التي تنقل نحو 15% من التجارة العالمية، وتواجه الملاحة فيه تهديدًا إيرانيًا مباشرًا.

ويعيش في الدول المطلة على البحر أكثر من 200 مليون نسمة.

“المملكة تحاول تأسيس قوة جديدة لمواجهة التحديات الراهنة التي تواجهها المنطقة، عبر تحقيق التنسيق والتكامل اللازمين بين الدول العربية والإفريقية المشاطئة للبحر الأحمر”، قال الخبراء.

كما ينطوي اختيار دول مثل الصومال وجيبوتي والسودان، على محاولة سعودية لمنع إطلاق إيران يدها الساعية للتوسع في هذه الدول، حيث الفقر وحالة عدم الاستقرار.

 

قوة جديدة مؤثرة

في حالة الدول العربية، كشفت حالة عدم الاستقرار والتجاذبات التي حدثت جراء حروب العقد الأخير، عن إستراتيجية تقوم على أساس: الدولة القوية تلك التي تملك حليفًا قويًا.

ووفق خبراء، فإن حلفًا كهذا الذي تعد السعودية لإقامته، يمكن أن يشكل قوة اقتصادية وعسكرية لا يستهان بها، بوجود مصر، الدولة الأبرز.

ولا يمكن إغفال حالة الانقسام التي ضربت مجلس التعاون الخليجي، كعامل للبحث عن أحلاف أخرى أكثر أهمية.

وبالإضافة للقوة التي تأخذ طابع التأثير، فإن الاتحاد يمكنه تشكيل قوة اقتصادية وازنة، تستطيع فرض حالة استقرار في المنطقة.