قصة قصيرة

الإهداء إلى كل من فقد أمه.. رائحتها

عيد الأم 21 مارس

ولاء عمران (القاهرة)

سنوات كثيره مضت ..لكنه مازال ينتظرها , وينكش في وجوه المارة لعله يجد ملامحها , لم يأبه بالإهانات التي كان يتلقاها وطرده من أتوبيسات النقل العام ووصفه بالمتحرش فقد كان يغوص وسط الركاب ليشمشم لعله يجد رائحة عرقها الممزوج برائحة البنفسج التي أدمنها , حينما كانت تحتضنه وتقبله عنوة.

 

مازال يستشعر أنفاسها ويسمع صدي صوتها يناديه من بعيد فيجري ,,ولكن يعود بخيبة الأمل

خمسة وثلاثون عاما مرت وهو يحتضن وسادتها كل ليلة وينتظر شروق الشمس ليجري علي الشباك منتظرا قدومها أول الشارع وهي تحمل البصل الأخضر وطبق الفول الذي يتصاعد منه البخار علي وجهها فيزيده وهجا , وحينما تقترب تجده واقفا علي عتبة الباب منتظرا قبلة الصباح

 

لم يجد مبررا لاختفائها وبعدها عنه, لم يغضبها يوما .. أقسم لها أنها فقط من سيسكن قلبه وعقله، لم يمل الانتظار وظل يؤكد أنها حتما ستعود ..لم يبالي بمصمصة الشفاه حولة والدعاء له بالشفاء، طال غيابها فتزوج ,, وليلة زفافه شعر بالخيانة فبكي, واحتضن وسادتها ونام، وحينما أشرقت الشمس جري علي الشباك منتظرا قدومها ,, لامته نظرات زوجته .. فنهنه في البكاء , وأخرج صورتها وصرخ وسألها ..هل رأيتيها ؟هل قابلتك في يوم ما , فقد أخبروني منذ طفولتي أنها خرجت لتأتي لنا بالفول والبصل الأخضر ولكنها لم تعد.