تجويع اليمنيين سلاحهم..

تقرير: هل استفاقت الأمم المتحدة ضد مخططات الحوثيين

سياسة التجويع

إسلام محمد

بعد سنوات من الأداء الضعيف -الذي كثيرًا ما وصل إلى درجة التواطؤ مع الميليشيات الحوثية الإرهابية- خرج مسؤولو الأمم المتحدة عن صمتهم أمام جرائم الميليشيات المدعومة إيرانيًّا ليحمّلوا الانقلابيين مسؤولية تجويع ملايين المواطنين اليمنيين.

وأعلن «مارك لوكوك»، وكيل أمين عام الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية: «يمكننا أن ننقذ عددًا هائلًا من الناس في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين، ولكننا بحاجة إلى مساعدة من السلطات التي تسيطر على تلك المناطق، إن أحدًا لا يكسب من ذلك الوضع، ولكن ملايين الجوعى يعانون».

ورغم تكرار تعهدات مبعوث الأمم المتحدة لليمن «مارتن جريفيث»، بجعل الحوثيين يلتزمون بالاتفاقات المبرمة والانصياع للاعتبارات الإنسانية فإن شيئًا لم يحدث على أرض الواقع، بل حاول الإرهابيون المدعومون من نظام «الملالي» اغتيال المشرف الأممي على الهدنة الجنرال الهولندي «باتريك كاميرت»، خلال تفقده للواقع الميداني في شوارع اليمن.

فيما كررت الميليشيات الانقلابية، قصف صوامع الغلال وتدمير كميات ضخمة من المخزون كانت تكفي لإطعام مئات الآلاف من المواطنين، لمدة شهر على أقل تقدير؛ حيث تعرضت صومعتان للمواد الغذائية للقصف بقذائف هاون في منطقة تسيطر عليها الحكومة الشرعية، ودمرت النيران الناجمة عن القصف، كمية هائلة من الأغذية الشهر الماضي.

ويعدُّ هذا الانتقاد الأممي سابقة هي الأولى من نوعها، بعد تمادي الميليشيات في منع وصول طواقم الإغاثة لمستودعات الحبوب داخل مدينة «الحديدة»، التي يوجد بها حبوب تكفي لإطعام 3.7 مليون شخص لا يجدون قوت يومهم.

وقال «لوكوك» : «إن كميات الحبوب تلك مخزنة في صوامع في مطاحن البحر الأحمر منذ أكثر من 4 أشهر، وقد تتعرض للتلف، فيما يشرف نحو 10 ملايين مواطن في أنحاء البلاد على المجاعة».

وعلى ما تم، شنّت مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، عملية نوعية تستهدف ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران في العاصمة اليمنية «صنعاء»، وأكد العقيد «تركي المالكي» المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية، أن عملية الاستهداف تتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية، وأن قيادة القوات المشتركة للتحالف اتخذت كل الإجراءات الوقائية والتدابير اللازمة لحماية المدنيين.

سياسة التجويع

من جهته، أعرب الباحث المتخصص في شؤون الحركات الشيعية، محمد عبادي، عن اعتقاده أن الميليشيات تمارس سياسة تجويع ممنهجة كي تفتح الطريق أمام التدخل الدولي؛ ما يؤدي إلى تعطيل تقدم قوات المقاومة والجيش الوطني، تحت ذريعة حماية المدنيين من ويلات الحروب، بينما يستغل الحوثي هذا التدخل لمواصلة حربه ضد المدنيين، فهو في النهاية ميليشيا وليس دولة ذات مسؤولية.

وأضاف في تصريح لـ«المرجع»، أن الميليشيات تسببت في تجويع مئات الآلاف من اليمنيين، إضافة إلى أعداد الجرحى والمصابين والقتلى وحرمان المواطنين من الغذاء والمساعدات بممارستها أسوأ الانتهاكات منذ سيطرتها على تلك البقاع التي انقلبت على السلطة الشرعية فيها، قبل أن تنجح قوات التحالف وتحرر ما يزيد على 90% من الأراضي.