القاهرة ومكة والطائف وصنعاء وموسكو..

تقرير: "المصالحة الفلسطينية" ملخص 12 سنة من الفشل!

المصالحة الفلسطينية

واشنطن

يبدو أن الفلسطينيين ضاقوا ذرعًا بأكبر فصيلين على الساحة السياسية والنضالية، بفعل الانقسام المزمن بينهما الذي يمتد لقرابة 12 سنة متواصلة، حدثت فيها كثير من التحولات والتغيرات العالمية دون أن يتمكن الفصيلان من التصالح وعقد الوحدة الوطنية.

آخر محطات الفشل الذريع في مسلسل المصالحة بين حركتي فتح وحماس، كانت في العاصمة الروسية موسكو؛ إذ فشلت الفصائل في الخروج باتفاق معلن، ما دفع بحالة غضب شعبي كبير على مواقع التواصل.

جولة روسيا ليست الأولى؛ إنما سبقها 12 جولة في عواصم عربية عدة، جرى خلال بعضها توقيع اتفاقات لكنها ظلت حبرًا على ورق، مع استمرار حالة التدهور على الصعيد الداخلي الفلسطيني، جراء هذا الانقسام.

نستعرض لكم هنا أبرز محطات المصالحة على مدار 12 سنة التي آلت كلها للفشل.

 

اتفاق القاهرة 2017

في مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2017، نصب الفلسطينيون أمالًا كبيرة بعد توقيع اتفاق للمصالحة بين حركتي فتح وحماس في العاصمة المصرية القاهرة، وبموجب الاتفاق عادت الحكومة الفلسطينية لتسلم مهامها في قطاع غزة.

وجرى الاتفاق بعد جهود مضنية بذلتها المخابرات المصرية بين الحركتين على تمكين الحكومة الفلسطينية، لتقوم بمهامها في قطاع غزة بشكل كامل.

كما نص الاتفاق على توجه رؤساء الأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية إلى غزة لعقد لقاءات مع مسؤولي الأجهزة في القطاع، لدراسة سبل تسلم مهامهم.

وبشأن ملف الموظفين الذين عينتهم حركة حماس، فقد جرى الاتفاق على تخويل اللجنة القانونية والإدارية التي شكلتها الحكومة الفلسطينية مؤخرًا، بوضع الحلول لقضية موظفي غزة الذين تم تعيينهم في المؤسسات الحكومية بالقطاع خلال فترة الانقسام.

إلا أن الآمال سرعان ما تبددت بعد محاولة اغتيال رئيس الحكومة رامي الحمد الله لدى وصوله قطاع غزة من جهة معبر بيت حانون.

انهار الاتفاق تمامًا، وعادت حالة التراشق الإعلامي وتبادل الاتهامات بين الفصيلين كالمعتاد.

 

اتفاق الشاطئ 2014

في 23 أبريل/نيسان 2014، وقعت فتح وحماس اتفاقًا جديدًا للمصالحة ينص على تشكيل حكومة وحدة في غضون خمسة أسابيع، تليها الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في غضون 6 أشهر.

وفي 2 يونيو/حزيران 2014، وافق الرئيس محمود عباس على حكومة الوحدة التكنوقراطية الجديدة برئاسة رئيس الوزراء رامي الحمد الله.

إلا أن الاتفاق فشل بعد اتهام حركة حماس للحكومة بتجاهل قطاع غزة، مقابل اتهامات من فتح بتعمد حركة حماس وضع العراقيل أمام عمل الحكومة في القطاع.

 

إعلان الدوحة 2012

عاصمة أخرى استضافت ماراثون المصالحة المتعثر، وهذه المرة كانت الدوحة؛ ففي فبراير/شباط 2012، وقع الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس آنذاك خالد مشعل اتفاقًا لتنفيذ بنود المصالحة التي وقعت في القاهرة في أبريل/نيسان 2011.

وفي مارس/آذار 2012، صرح الرئيس عباس أنه لم تكن هناك خلافات سياسية بين حماس وفتح، إذ توصلوا إلى اتفاق على منصة سياسية مشتركة وعلى هدنة مع “إسرائيل”.

لكن، في 1 أبريل/نيسان، وصف تنفيذ المصالحة بأنه متعثر مع عدم إحراز أي تقدم في مخطط الانتخابات.

 

اتفاقية القاهرة 2011

في 27 أبريل/نيسان 2011، أعلنت الفصائل توصلها لاتفاق بوساطة من مصر لتشكيل حكومة مؤقتة مشتركة، مع إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في عام 2012.

في 4 مايو/أيار 2011، وفي حفل أقيم في القاهرة، وقع الاتفاق رسميًا رئيس السلطة محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس آنذاك خالد مشعل.

ونص الاتفاق على تشكيل حكومة انتقالية من التكنوقراط للتحضير للانتخابات التشريعية والرئاسية للسلطة الوطنية الفلسطينية خلال سنة واحدة، كما سمح بدخول حماس إلى منظمة التحرير الفلسطينية وإجراء انتخابات لهيئة صنع القرار التابعة للمجلس الوطني الفلسطيني.

في يونيو/حزيران من العام ذاته، جرى تعليق المفاوضات الخاصة بتشكيل حكومة الوحدة بسبب الخلافات حول من سيكون رئيس الوزراء، إذ أصرت فتح على استمرار سلام فياض، وكان مرفوضًا من حماس، كما اختلفت الحركتان حول شكل مقاومة الاحتلال.

 

محادثات القاهرة 2009

جولة أخرى جرت بعد عدوان الاحتلال على غزة في عام 2009، إذ بدأت حماس وفتح في حينه محادثات جديدة في القاهرة في فبراير/شباط 2009. وفي 7 مارس/آذار 2009، قدم رئيس الوزراء سلام فياض استقالته لتمهيد الطريق لتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وتوصل الطرفان إلى حل توافقي بشأن مسألة أجهزة الأمن الفلسطينية والاتفاق على إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية، إلا أن مشاكل فيما يتعلق بشروط حكومة الوحدة الوطنية ظهرت، وتوقفت المحادثات.

 

إعلان صنعاء 2008

عاصمة جديدة استضافت المتخاصمين، كانت هذه المرة العاصمة اليمنية صنعاء، ففي 23 مارس/آذار 2008، وقعت حماس وفتح إعلانًا للمصالحة في صنعاء، نص على عودة قطاع غزة إلى حالة ما قبل يونيو/حزيران 2007.

وظهر الخلاف حول التفسير على الفور؛ ففي حين قالت فتح إن على حماس أن تتخلى عن سيطرتها على غزة أولًا، طالبت الأخيرة بإعادة حكومة الوحدة بقيادتها.

وفي 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2008، أوقفت محادثات المصالحة الفلسطينية التي كانت مقررة في القاهرة بعد أن أعلنت حماس مقاطعتها.

 

اتفاق مكة 2007

كان هذا الاتفاق الأول من نوعه بعد أحداث الانقسام الدامية عام 2007، ونص الاتفاق على وقف الاشتباكات بين حركتي فتح وحماس في قطاع غزة وتشكيل حكومة وحدة وطنية.

لكن سرعان ما فشل الاتفاق وتجددت الاشتباكات المسلحة بين الفصيلين في قطاع غزة.