استشهاد 15 عسكريًا مصريًا..

هل مازالت أفاعي داعش تزحف في سيناء؟

الدول العربية أدانت الهجوم على حاجز الجيش المصري

عاطف عبداللطيف

يوم حزين خيم على مصر في خسة جديدة من أيادي الإرهابيين الخونة، بعد استشهاد 15 من رجال الجيش المصري بينهم ضابط، شيعت جنازاتهم، اليوم الأحد، من مسقط رأسهم بالقاهرة والمحافظات، إثر استهداف عناصر تابعة لتنظيم داعش الإرهابي، كمين جودة 3 بالقرب من سور مطار العريش بشمال سيناء.

وقال المتحدث العسكري باسم الجيش المصري العقيد أركان حرب تامر الرفاعي -في بيان أمس- إن قوات الكمين نجحت بمساعدة عناصر الدعم في التصدي للهجوم الإرهابي وقتلت 7 من المتطرفين، فيما سارعت القوات الجوية المصرية والخاصة بتطويق المنطقة وشن حملات واسعة لتعقب الفارين من الدواعش.

فيما أعلن تنظيم داعش الإرهابي عبر وكالة أعماق للأنباء التابعة له مسؤوليته عن الهجوم الذي وقع في شمال سيناء، صباح أمس السبت، وأسفر عن استشهاد 15 عسكريًا مصريًا.

إدانات

وتوالت ردود الفعل التي تدين وتندد بالحادث الإرهابي من الدول العربية والأجنبية، رافضة الحادث البشع، مؤكدة تجديد الدعم لمصر في حربها على الإرهاب وضرورة الضرب بيد من حديد على أيدي المتطرفين والإرهابيين.

وكان في طليعة الدول العربية التي أدانت الهجوم على حاجز الجيش المصري في العريش كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والبحرين والكويت، فضلًا عن إدانات دولية عديدة.

تكتيكات التفريق

اعتمد تنظيم ما يعرف بـ"ولاية سيناء" على حروب وتكتيكات كثيرة في حربه -التي تعود لسنوات- مع الجيش والشرطة في مصر، ولجأ إلى الوعيد والتعقب بالقتل والذبح والنكاية في الأولاد والممتلكات لأجل التفريق وتجنب تحالف مواطني العريش وشمال ووسط سيناء مع قوات الجيش والشرطة كي لا يسقط التنظيم -الذي ينتمي بعض عناصره إلى أبناء تلك المناطق ومنهم شادي المنيعي وكمال علام وبعض أبناء القبائل السيناوية- بين شقي الرحى.

وكثيرًا ما لجأ التنظيم إلى إمضاء سياسة التفريق بين الجيش والشرطة وأهالي سيناء والعريش وصلت إلى حد تفخيخ المنازل وإتلاف الزراعات والقتل والخطف والتصفية الجسدية بالرصاص والسكين لمن يراهم متعاونيين مع الجيش والشرطة، فيما حذر حسام الرفاعي، البرلماني عن مدينة العريش، من وجود مؤامرة للوقيعة بين أبناء سيناء وباقي الشعب المصري، مضيفًا لابد من التصدي لهذه المؤامرة التي تشارك فيها بعض وسائل الإعلام، مطالبًا بضرورة تفعيل القانون على المتورطين في هذه الفتنة. وقال الرفاعي، إن أبناء سيناء يقفون بجانب قواتهم المسلحة في دفاعهم عن الإرهاب. 

خطر مضاعف

ثمة أمر آخر قد ينذر بالخطر بعد سقوط ممالك داعش في سوريا والعراق على التوالي وانتهاء التنظيم إلى حد كبير في الدولتين اللتين شهدتا أكبر تجمع لعناصر التنظيم الإرهابي وسقوط دولته المزعومة على الأرض وتلاشي كل مفردات ومقومات الكيان الفعلية التي طالما تشدق بها المتطرفون في بياناتهم وأدواتهم الإعلامية يعزز فرص نزوح المتطرفين والتابعين إلى أراضي مازال لـ"داعش" تواجد فيها ما يضاعف فرص المخاطر القادمة والمحتملة على الدول التي لا زال داعش ينشط فيها من بينها مصر التي ينشط فيها ما يعرف بـ"ولاية سيناء" المبايع لتنظيم داعش.

وقال منير أديب الباحث -في شؤون الحركات الإسلامية، في تدوينة عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أمس السبت- لم تعلن جهة موثوق بها على وجه التحديد المنطقة التي انتقل إليها متطرفو داعش الذين انتقلوا بشاحنات قبل أيام، ما يعني أن هناك فرصة كبيرة لانتقال الدواعش الفارين من جبهات قتال خسروها في سوريا والعراق إلى أراض جديدة لا زالوا يتمتعون فيها ببعض الأمل في التواجد والتهديد.