(اليوم الثامن) تبحث في خفايا بناء الجيش وتدمير لواء مكافحة الإرهاب..

تقرير: هل سعت "السعودية" لتحجيم هادي لمصلحة الأحمر؟

هادي لا يمتلك قوة عسكرية وتحجيمه مسألة لا تفسر الا بسؤال لماذا يمتلك الأحمر قوة عسكرية ضخمة

فريق الابحاث والدراسات
فريق البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات

في الـ10 من أكتوبر تشرين 2015م، وبعد مرور نحو شهرين على تحرير العاصمة عدن من قبضة المليشيات الحوثي، اصدر الرئيس اليمني الانتقالي قرارا جمهوريا قضى بتشكيل لواء "قوات خاصة ومكافحة إرهاب".

وجاء في ديباجة القرار الذي حمل الرقم 88 لسنة 2015م، مادة أولى " يتم تشكيل لواء القوات الخاصة ومكافحة الارهاب في عدن، ومادة ثانية " يعين العميد / عادل علي بن علي هادي قائدا للواء القوات الخاصة ومكافحة الإرهاب.

ظل لواء قوات مكافحة الإرهاب في يرابط في معسكر "الفتح" لنحو عام، قبل ان يتم نقله إلى السعودية، بهدف التأهيل والتدريب لافراد على المهام القتالية في مكافحة الإرهاب.. لكن ماذا حصل.

مصدر عسكري في قيادة اللواء، يؤكد لـ(اليوم الثامن) "ان قوات مكافحة الإرهاب التي شكلت بقرار جمهوري وعين لها هادي قائدا مواليا له، قد تفككت بعد غضب سعودي حيال رفض منتسبو اللواء الدخول في الحرب ضد الحوثيين بمحافظة صعدة الشمالية.

يبدو الأمر مثيرا، هل السعودية بالفعل فككت اللواء نتيجة رفض الجنود الجنوبيين القتال في مناطق الشمال، يقول المصدر "القرار الجمهوري بتشكيل لواء قوات خاصة ومكافحة إرهاب في عدن، كان واضحا لا لبس فيه، لكن ربما السعودية رأت ان هناك قوات أخرى تشكلت في عدن وقامت بدور كبير في محاربة الإرهاب، لكن يظل قرار تفكيك لواء مكافحة الإرهاب، لغزا سعوديا، لن يستطيع أحد فكها الا القيادة السعودية العسكرية.

يتحدث احد الجنود لـ(اليوم الثامن)"انهم تعرضوا للسجن في السعودية قبل ان يتم ترحيلهم دون أي مستحقات إلى الخارج".

ومساء الخميس، أدلى ضابط صف في لواء القوات الخاصة "ان لم يتم إعادة تجميع اللواء".. مشيرا الى ان الكثير من افراده وهم متدربون بشكل جيد، قد ألتحقوا بألوية عسكرية في الجيش".

وقال "كان أول قرار عسكري يتخذه هادي بتشكيل قوات مكافحة إرهاب فشل أو افشل، ربما هناك من لا يرغب في ان تكون هناك قوة حقيقية تتبع الرئيس هادي، وتدافع عن ما تحقق من انتصار في عدن والجنوب".

ولفت مصدر عسكري مقرب من ألوية الحرس الرئاسي الى ان لم يتبق مع هادي الا لواء واحد يقوده العميد سند الرهوة، اما بقية الوحدات التابعة للحرس الرئاسي فهي تتبع النائب علي محسن الأحمر، مشيرا الى ان قائد لواء قد استقالته مؤخرا للرئيس هادي، احتجاجا على ما يقوم به بعض الموالين للشرعية والذين أصبحوا يتحكموا في المال العسكري ويصرفون مخصصات الجيش وفق ما يرونه مناسبا لتوجهاتهم".

وحاول محررو (اليوم الثامن) التواصل مع العميد عادل هادي قائد قوات الخاصة للتعليق على أسباب تفكك لواء القوات الخاصة، لكن دون جدوى.

ويعتقد خبراء ومحللون سياسيون تحدثوا حصريا لـ(اليوم الثامن) "ان السعودية لا ترغب في وجود رئيس قوي يمتلك ثقل عسكري في الجنوب المحرر او في مأرب"، فالقوات التي بنتها السعودية في عاصمة الإخوان الجديدة لا تخضع اطلاقا للرئيس هادي، بل ان هذه القوات تتمدد عسكريا بما يخالف مشروع الرئيس في دولة الأقاليم الستة التي يريد هادي فرضها على الجنوبيين.

 
تقرير: "الوديعة" المنفذ المحتل.. كيف يقتل الأحمر المدنيين؟ 

تحتل قوات موالية للنائب علي محسن الأحمر ميناء الوديعة البري والتابع لمحافظة حضرموت، فيما بدأت عملية تمدد عسكري وسيطرة على حقول النفط في ريف بيحان شبوة، والتي يحاول الأحمر ضمها إداريا وعسكريا على مأرب.

ويفسر الخبير والباحث السياسي الجنوبي أنيس الشرفي "عدم امتلاك هادي لقوة عسكرية إلى ان هادي هو من ارتضى ان يكون ضعيفا"؛ دون قوات تحميه، الأمر الذي يفسر ان اطاحة هادي برموز جنوبية لعبت دورا كبيرا في الحرب ضد الحوثيين، جاء برغبة من حلفاء هادي الجدد الذين نجحوا إلى حد كبير في عزل هادي (جنوبا)، بعد ان استغلوا القرار الجمهوري في عزل القيادات الجنوبية المناهضة لتنظيم الإخوان شريك الحرب على بلادهم في صيف العام 1994م.

 

الشرفي: هادي رهن مستقبل حكمه بمستقبل حزب الإخوان اليمني

 

وقال الباحث أنيس الشرفي "إن الرئيس هادي رهن مستقبل حكمه بمستقبل حزب الإصلاح التابع للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، حتى أصبح اليوم خطاب الحزب ومواقفه وخطاب ومواقف وقرارات الشرعية بمثابة وجهان لعملة واحدة، إذ غدت الشرعية مجرد واجهة لتمثيل وخدمة أجندات حزب الإصلاح وارتباطاته الإقليمية والدولية".

أنيس الشرفي: "احياء البرلمان اليمني" يؤسس لعزل هادي ومحاكمته

ويعرج الشرفي إلى محاولة عقد جلسة للبرلمان اليمني في حضرموت، والتي يرى انها لا تؤسس للإطاحة بهادي ولكن ربما وضعه تحت طائلة المحاكمة الجنائية.

وقال "إن قبول الرئيس وتسليمه بحسم الجدل القائم بشأن رئاسة مجلس النواب لصالح النائب سلطان البركاني، الذي يرفض القبول بشرعية الرئيس هادي فإن القبول بأمر من هذا القبيل يعد بمثابة التسليم بإنهاء حقبة هادي كرئيساً شرعياً، ليس هذا فحسب، بل قد يصل بهم الأمر إلى وضع الرئيس هادي تحت طائلة المحاكمة الجنائية".

وأكد الخبير والباحث الجنوبي "أن هادي آثر أن يرهن مصادر قوته المتمثلة بشرعيته وقراره وسلطته السياديين في أيدي نائبه علي محسن الأحمر وحزب الإصلاح وبعض المقربين من الرئيس ذاته المرتهنون هم الآخرون لنائبه، وهذا أصبحت قواته ومصادر قوته السياسية والاجتماعية مخيرة بين القبول بالارتهان للأحمر أو مواجهة التهميش والإقصاء التصنيف من قبل الشرعية بوصفها خارجة على الدولة".

  
تقرير: إخونة البرلمان اليمني.. التمهيد للإطاحة بهادي 

وحول ما اذا كان للسعودية مصلحة من اضعاف الرئيس المعترف به دوليا، قال الشرفي "قد يكون للسعودية مصلحة من إضعاف هادي لكن لن يكون لها مصلحة من عزله أو نقل صلاحياته إلى نائبه علي محسن الأحمر، إذ أن ولاء الأحمر وحزبه مرتبط بأجندات إقليمية توائم مشروع الأخونشيعية المرتبط بـ (تركيا وقطر وعبرهما بإيران) أكثر من ارتباطها بالسعودية التي ينظر إليها قادة الأحزاب وتتعامل معها باعتبارها حليف مؤقت فرضته الضرورة للحيلولة دون ضرب نواة قوتهم التي تعاملت مع التحالف من منطلق التكسب وبناء قوة عسكرية متحزبة مؤدلجة تخدم مصالح الإخوان المسلمين وتركيا وقطر وإيران في المنطقة".

الرئيس هادي يتوسط قيادات من قوات التحالف العربي خلال حفل عسكري في قاعدة العند الجوية - أرشيف

وأضاف "الحقيقة إن وجد تعاون من بعض قيادات الإخوان العاملة في مؤسسات الدولة بالمملكة العربية السعودية مع ما ترمي إليه أهداف تنظيم الإخوان المسلمين أو حلفاءها، فإن ذلك الأمر لا يعني اتفاق القيادة العليا بالمملكة بما تحاول جماعة الإخوان الترويج له، إذ أن موقف السعودية من ملف الإخوان المسلمين وصريح، إذ ترى المملكة في تنظيم الإخوان المسلمين بوصفه تهديد كبير للأمن القومي العربي".

بكر أحمد: هادي يعتقد ان قوته في ضعفه

بكر أحمد: هادي لا يمتلك أي قوة عسكرية او حتى وسيلة إعلام تطرح وجهة نظره

من ناحيته، قال بكر أحمد وهو كاتب ومحلل سياسي "إن هادي هو أكثر شخص يعرف اين سينتهي مستقبله، هو يدرك بان لا شعبية له، ويدرك أيضا بان هذه الحرب هي الحل الوحيد لمد فترة تواجده على السلطة، فأي حل سياسي حقيقي سيقتضي بالضرورة انهاء فترة حكمه غير الشرعية والتي تجاوزت حدها المنصوص عليه توافقيا، وان من يشرعن بقائه هي الحرب فقط ولا شيء غير الحرب".

وأضاف بكر في حديث لـ(اليوم الثامن) "أن تراس شخص لا يعترف بشرعية هادي لمجلس النواب، يدل بان الرجل اضعف من أي يقرر أو يحدد، اصبح يتواجد في عالم منفصل تاركا كل الأمور تدار من قبل شبكة احكمت سيطرتها عليه".

وقال "هادي يعتقد ان قوته في ضعفه، لذا لم يهتم رغم انه كان بإمكانه إنشاء قوة عسكرية جديدة من الصفر تدين بالولاء له، ولكن ولسبب كنا نتوقعه ترك هذا الأمر لنائبه علي محسن الذي استطاع ان يقيم جيشا متكامل العدد والعدة تدين بالولاء له، ومن يعرف هادي سيدرك أيضا ان محدودية مقدرته تقف مانعا امام القيام بأعمال كبيرة مثل بناء جيش وطني او خلق تكتلات حرة".

 
تحليل: إخوان اليمن.. ذراع قطر وإيران في مواجهة السعودية 

وأضاف "أنت لو اخبرت أي احد بان هادي لا يمتلك صحيفة او إذاعة او قناة تلفزيونية تقوم بطرح وجهات نظره، لما صدقك احد، بينما نائبه لديه كل هذا، بل أيضا سخر الإعلام الرسمي لتمجيده بطريقة كبيرة ودائمة، لكن في النهاية لا أحد اضعف هادي غير هادي، ومع ذلك لا خيار أخر امام التحالف لأنه يمثل الشرعية التي على أساسها قامت الحرب".

هادي لا يمتلك اي سلطة على حكومة مأرب التي تتمدد عسكريا بما يخالف مشروع الرئيس - أرشيف

علي رجب: هادي يريد كسب اتباع الرئيس الراحل

أما علي رجب وهو صحافي وباحث مصري متخصص في شؤون اليمن، فقد كانت له وجهة نظر ربما مختلفة عن بكر أحمد، حيث قال "إن تعيين   البركاني تشكل عملية توازن القوى داخل مؤسسات الدولة اليمنية هادي الرئاسة والأحمر الذي يشكل الإخوان جزء منها بالإضافة إلى سطوته على المؤسسة العسكرية اليمنية".

علي رجب: هادي يسعى لإحداث توازن في الرئاسة اليمنية وكسب ثقة ودعم الإمارات

وأضاف رجب لـ(اليوم الثامن) "إن البركاني يمثل حزب المؤتمر وتيار الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، وهو قوى  تشكل  توازن  في  موازين القرار اليمني  لما يشكله البرلمان اليمني من رمزية دستورية، كذلك  مواقف  البركاني  من حزب الإصلاح  تجعله  حائط صد لتغلغل الإخوان في مؤسسات الدولة اليمنية".

وتابع رجب حديث "رغم  خلافه مع  هادي  وعدم اعترافه بشرعيته في مرحلة من مراحل الصراع اليمني، إلا  أن هادي  قد يكون هو صاحب  ترشحه لرئاسة  البرلمان  لتحقيق  أكثر  من هدف  كسب تيار صالح  له في صراع السلطة والنفوذ مع خصمه ورفيقه  ونائبه على محسن الاحمر. . تحجيم الإخوان فتيار صالح وثقل البركاني يشكلان قوة كبيرة في مواجهة "ألاعيب" الإخوان في السلطة ويضمن عدم انقلاب و"غدر" من قبل الإخوان في السلطة".

وقال رجب ان "هادي يسعى من خلال منح سلطان البركاني رئاسة البرلمان اليمني، إلى كسب دعم وثقة من دولة الإمارات في ظل تشكك الإمارات من تحركات هادي ومحابته للإخوان فيضمن ورقة تيار صالح في المؤتمر الشعبي العام وبين الشعب والقبائل اليمنية القوة الأهم في مواجهة الإخوان، ونؤكد أنه جزء من توازن القوى داخل مؤسسات الدولة اليمنية ومنع سيطرة الإخوان على كل المؤسسات بما يتيح لعبة التوازنات بين القوى اليمنية وهي لعبة سياسية كان يجيدها الرئيس السابق صالح".