إعلام السعودية يصف تركيا بداعش الأولى..

أنقرة تتهم الرياض بمعاداتها على خلفية دعمها للإخوان

"معاداة الأتراك" مرض مزمن في الإعلام السعودي - الاناضول

وفاء سيود

شنت وسائل إعلام تركية رسمية هجوما حادا على المملكة العربية السعودية، واتهمتها بمعاداة انقرة التي أقرت بدعمها لتنظيم الإخوان المسلمين المصنف على قوائم الإرهاب، ودولة قطر المتمردة على جيرانها، معتبرة ان هجوم الإعلام السعودية على حكومة رجب طيب اردوغان تأتي في سياق الهروب من واقعة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي الذي قتل في سفارة بلاده باسطنبول.
ونشرت وكالة أنباء الاناضول التركية تحليلا للكاتب خليل جيليك، قال ان معاداة الاتراك بات مرضا مزمنا للإعلام السعودية، حيث أوضح ان " تسريع وسائل الإعلام السعودية من وتيرة معاداتها لتركيا في الآونة الأخيرة، بات معلوما لدى الكثيرين، حيث زادت لغتها العدائية، واتهاماتها وافتراءاتها تجاه أنقرة، خصوصا بعد وقوف تركيا إلى جانب قطر في مواجهة دول الخليج العربي التي فرضت حصارا على الدوحة".
واعتبر الكاتب ما وصفه بتعدي وسائل الإعلام السعودية بأنه وصل لدرجة تجاوزت تحريف الحقائق التاريخية، من خلال وصفها الإمبراطورية العثمانية بـ"دولة داعش الأولى"، وهو ما شكّل القطرة التي أفاضت الكأس.
وقال الكاتب إن صحيفة عكاظ السعودية اتهمت تركيا بالوقوف وراء مجرزة المسجدين في نيوزيلندا.
وبحسب الكاتب فقدادعى الظاهري تورط تركيا في مجزرة المسجدين، ما دفعها للتحرك فورا عقب الهجوم، وتوصل إلى استنتاج "خارق" مفاده بأن أردوغان استغل الحادثة ليظهر بمظهر الرئيس المسلم الوحيد الذي يهتم بمشاكل المسلمين.

وفي الصحيفة حملت عنوان "السياحة في إسطنبول، والقتل في نيوزيلندا"، للكاتب محمد الساعد، حاول فيها تأليف رواية جريمة من خلال طرح عدة تساؤلات مثل "الأسباب التي دفعت منفذ الهجوم لزيارة تركيا"، و"لماذا لم يزر بلدا إسلاميا آخر ولماذا تركيا بالذات"، و"هل منفذ الهجوم عميل مزدوج".
وقال الساعد "ما الذي جرى في إسطنبول قبيل قيام الإرهابي بجريمته، وكيف قضى أيامه فيها وبمن التقى ومع من نسق، لماذا لا تعلن تركيا عن تسجيلاتها الأمنية للقاتل، أم أن الأمر سرا، وماذا يعني أن يقضي قاتل المصلين ما يقارب 45 يوما في تركيا، ماذا كان يفعل في عاصمة الإخوان المسلمين الجديدة؟".
وقال الكاتب "إن السعودية والإمارات منزعجتان من تواجد تركيا في أراضي الدولة العثمانية سابقا، وعلى رأسها الشرق الأوسط وإفريقيا، إذ تسعى أبوظبي على وجه الخصوص لزرع العراقيل أمام أنقرة في كل خطوة تتخذها في المنطقة، وآخر هذه الأمثلة وقع في كل من الصومال، والسودان، وليبيا، ويعد معاداة العثمانية وتركيا السلاح الأهم لديها في الحفاظ على أنصارها، والقوميين العرب".
وقال "إن معاداة العثمانية لدى بعض الأطراف في العالم الإسلامي تتعرض للانتكاس في فواصل زمنية محددة، بشكل أصبح مألوفا للجميع، ما يجعلها تفتقد للتفاعل المطلوب، وعلى سبيل المثال، يمكن تصنيف تغريدة وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، التي اتهم فيها فخر الدين باشا بسرقة أموال المدينة المنورة".
وأكدت الاناضول في مقالة الكاتب خليل جيليك "أن التوجه الجديد في معاداة العثمانية هو قيام وسائل الإعلام السعودية والإماراتية باستضافة أشباه المؤرخين وجعلهم يعملون على تضليل الشارع العربي من خلال استهداف الدولة العثمانية ورموزها بادعاءات باطلة".
يبدو أن الإعلام السعودي والإماراتي ربط تشبيه الدولة العثمانية بتنظيم داعش، بسبب مواقف تركيا من الإخوان المسلمين، وقطر، وقضية مقتل خاشقجي، ففي هذا الإطار، شارك الكاتب الكويتي سلطان الأصقه في حملة التضليل، حيث ادعى في برنامج على قناة روتانا خليجية السعودية، أن الدولة العثمانية ليست دولة خلافة، إنما دولة احتلال، وأنه لم يسبق لسلطان عثماني زيارة بيت الله الحرام للحج أو العمرة، وأن أرطغرل بن سليمان شاه ليس بطلا تاريخيا، إنما مقاتل مأجور.
وواصل تحريفه الحقائق عندما زعم أن شروط الخلافة لا تتوافر في الدولة العثمانية، وأنها دولة احتلال وليست فتوحات، وأنها احتقرت العرب عبر التاريخ، وكانت تسمي أهالي نجد التي ينحدر منها آل سعود، بـ"قاذورات الخوارج، والحشرات"، حسبما أفاد
وعقب هذا البرنامج التلفزيوني، ازدادت وتيرة استهداف الدولة العثمانية في الإعلام السعودي، حيث نشر الكاتب خالد عباس طاشكندي، في صحيفة عكاظ، سلسلة من الافتراءات.
وزعم طاشكندي أن "اسم مؤسس الدولة العثمانية ليس عثمان وأصلها غير معروف، وتاريخ تأسيسها مبهم، وأن عددا من القادة المسيحيين قادوا حملات الجيش العثماني في أوروبا، وأنها تشكلت نتيجة اجتماع مجموعات من الغزاة، وأن سليمان شاه ليس جد عثمان الأول، وأصلهم يعود إلى المغول".
وعاد الكاتب المدعو بـ"هاني الظاهري" إلى الواجهة بمقالة أخرى، بعنوان "دولة داعش الأولى 1299- 1923"، ادعى فيها وجود شبه كبير بين الخلافة العثمانية و"خلافة داعش"، ثم جاء بالحديث على ذكر الإخوان.
في الواقع إن الهم الرئيسي لأشباه الكُتاب، ليس الدولة العثمانية بحد ذاتها، إنما جماعة الإخوان المسلمين، وقطر، وداعمهما أردوغان.