مساع لتقريب وجهات النظر..

السودان: المفاوضات مستمرة أملا في التوصل إلى اتفاق

المجلس العسكري الانتقالي وقوى الاحتجاج في السودان يتفقان على مواصلة التفاوض

الخرطوم

لا زالت المفاوضات بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى المعارضة السودانية تراوح مكانها دون أن تحدد بعد ملامح المرحلة الانتقالية المقبلة.

واتفق المجلس العسكري وقوى الاحتجاج الاثنين على مواصلة التفاوض حول تشكيل مجلس يدير شؤون البلاد، في أولى جلسات التفاوض بين الطرفين بعد توقف استمر ثلاثة أيام.

ويتفاوض الطرفان على تسليم السلطة إلى المدنيين في أعقاب الإطاحة بالرئيس السوداني عمر البشير في 11 أبريل الفائت، ويصر المتظاهرون على فترة انتقالية يقودها المدنيون وهو ما يعارضه الجيش بقوة حتى الآن.

وقال المتحدث باسم المجلس العسكري السوداني شمس الدين كباشي "تمت مناقشة هيكلة السلطة السيادية". وأضاف "تم الاتفاق على مواصلة التفاوض في القصر الجمهوري، آملين الوصول إلى اتفاق نهائي".

في المقابل، لوحت قوى إعلان الحرية والتغيير الاثنين بسلاح التصعيد من جديد عبر العصيان المدني والإضراب السياسي والمواكب المليونية للضغط في اتجاه تسليم السلطة للمدنيين.

وقالت قوى إعلان الحرية والتغيير في بيان أصدرته بالتزامن مع استمرار جلسة التفاوض مع المجلس العسكري لحسم الخلاف حول رئاسة المجلس السيادي ونسب المشاركة فيه، إنها لا تستعجل الانتصار وأوضحت "ولو كنّا على عجلة من أمرنا لدفنت ثورتنا في مهدها".

وأكدت أن النجاحات أو العثرات التي ستتحقق من التفاوض مع المجلس العسكري لا تمثل النهاية، وأشارت إلى أنها خطوة نحو إكمال البناء عبر تحقيق السلام والعدالة والتوافق السياسي.

كما أعلنت أن الاعتصامات والمظاهرات متواصلة في كل أنحاء البلاد إلى حين تحقيق الأهداف المرجوة.

وكانت المحادثات بين الطرفين عُلّقت الأربعاء الماضي 72 ساعةً بقرار من رئيس المجلس العسكري الفريق عبد الفتّاح برهان الذي اعتبر أنّ الأمن تدهور في العاصمة، حيث أقام المتظاهرون متاريس في شوارع عدّة، ودعا إلى إزالتها.

وقبلَ تعليقها بيومين، كانت المفاوضات قد أحرزت تقدّمًا مهمًا، إذ اتُفق الاثنين على فترة انتقاليّة مدّتها ثلاث سنوات وتشكيل ثلاثة مجالس للسيادة والوزراء والتشريع لحكم البلاد خلال هذه الفترة.

لكنّ أعمال عنف حصلت في اليوم نفسه في محيط موقع الاعتصام أمام القيادة العامّة للجيش أودت بخمسة متظاهرين وضابط جيش، شكلت دفعة إلى الوراء للمفاوضات بين الطرفين.

يذكر أن الاعتصام أمام مقرّ القيادة العامّة للجيش هو استمرار للحركة الاحتجاجيّة التي انطلقت في ديسمبر للمطالبة برحيل البشير الذي أزاحه الجيش. ومنذ ذلك، يُطالب المتظاهرون المجلس العسكري بتسليم السلطة إلى حكومة مدنيّة.