تواصل أعمال العنف على الوضع الإنساني..

غارات روسية على إدلب رغم إعلان وقف إطلاق النار

تصعيد جديد

لندن

لم يدم طويلا وقف إطلاق النار من جانب واحد الذي أعلنت عنه موسكو في إدلب، حيث قتل عشرة مدنيين على الأقل بغارات روسية جديدة استهدفت ليلا شمال غرب سوريا.

وتدور منذ فجر الاثنين اشتباكات عنيفة بين قوات النظام السوري من جهة وهيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها من جهة أخرى في ريف حماة الشمالي الذي يخضع مع محافظة إدلب ومناطق محيطة لاتفاق هدنة روسي-تركي.

جاء ذلك فيما قالت وزارة الدفاع قولها الاثنين إنها صدت هجوما بطائرة مسيرة وصاروخ على قاعدتها الجوية الرئيسية في سوريا في مطلع الأسبوع واتهمت مقاتلي ما كان يعرف باسم جبهة النصرة بالمسؤولية عن الهجوم.

ونسبت الوكالة للوزارة قولها إنها أسقطت ستة صواريخ أطلقت على قاعدة حميميم في محافظة اللاذقية السورية.

وتتزامن المعارك مع غارات روسية وقصف كثيف لقوات النظام يطال مدناً وبلدات عدة في المنطقة.

وأفاد المرصد عن مقتل عشرة مدنيين، بينهم خمسة أطفال وأربع نساء، جراء غارات روسية ليل الأحد استهدفت بلدة كفرنبل ومحيطها في ريف إدلب الجنوبي الغربي.

واستهدفت إحدى الغارات وفق المرصد، محيط مشفى في البلدة، ما تسبّب بخروجه من الخدمة.

وقال شهود عيان إن خمسة منازل على الأقل على أطراف كفرنبل تضررت بشكل كلي أو جزئي جراء القصف، بالإضافة إلى تضرر شاحنة بيضاء اللون كانت متوقفة قرب منزل استهدفه القصف، وخلّفت إحدى الضربات حفرة كبيرة.

وروت أم واصل (72 عاماً) التي ارتدت عباءة حمراء وحجاباً يطغى عليه اللون الأسود أنها نجت من القصف الذي استهدف منزلها وتسبب بدماره جزئياً، إذ كانت تلبي دعوة إلى العشاء لدى أقرباء لها. وأضافت "ظنوا أنني تحت الركام.. جئت ليلاً لأجد المنزل خراباً"

وكان المرصد أحصى مقتل ستة مدنيين آخرين بينهم سيدة وطفلتها وثلاثة أشقاء رجال جراء قصف لقوات النظام على إدلب ومحيطها.

جاء ذلك بعيد إعلان مركز المصالحة الروسي بين أطراف النزاع في سوريا أن قوات النظام بدأت منذ منتصف ليل 18 مايو وقفاً لإطلاق النار "من طرف واحد".

وشهدت وتيرة الغارات والقصف تراجعاً في الأيام الثلاثة الأخيرة، من دون أن تتوقف كلياً، وفق المرصد وسكان في ريف إدلب الجنوبي، قبل أن تتجدد ليلاً بشكل كثيف.

من جانبها، حذّرت الأمم المتحدة خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن من خطر حصول "كارثة إنسانيّة" في إدلب، إذا تواصلت أعمال العنف.

وتتهم دمشق تركيا الداعمة للفصائل المقاتلة بالتلكؤ في تنفيذ اتفاق سوتشي الذي نجح بعد إقراره في سبتمبر بإرساء هدوء نسبي في إدلب ومحيطها. إلا أن قوات النظام صعّدت منذ فبراير وتيرة قصفها قبل أن تنضم الطائرات الروسية إليها لاحقاً. ومنذ نهاية أبريل، بلغت وتيرة القصف حداً غير مسبوق منذ توقيع الاتفاق.