الإعلان عن مناورات مشتركة مع الأردن..

استراتيجية إماراتية: امتصاص التصعيد لا يغفل حماية أمن الملاحة

حريصون على حماية أمن المنطقة ومصالح الدول العربية

أبوظبي

تعاملت الإمارات بهدوء مع حادثة استهداف السفن الأربع، وهي تنتظر نتائج التحقيقات لإعلان موقفها بشأن الجهة المنفذة. لكنها تمضي، بالتوازي وبشكل عملي، لضمان أمن الملاحة، وهي استراتيجية عبرت عنها تصريحات لولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أكد فيها حرص دولة الإمارات على ضمان حرية الملاحة البحرية وإمدادات النفط العالمية في المنطقة.

ويتزامن هذا مع اعتزام الولايات المتحدة نشر قوات إضافية في الشرق الأوسط لردع إيران التي باتت تقف وراء تهديد أمن الملاحة سواء بشكل مباشر عن طريق الحرس الثوري أو عبر وكلائها في المنطقة بدءا بالحوثيين.

وقال ولي عهد أبوظبي إن الإمارات تعمل على التنسيق مع الدول العربية حيال التطورات الجارية بما يضمن المصالح العربية ويحفظ الأمن والاستقرار الإقليميين ويضمن حرية الملاحة في منطقة ذات أهمية استراتيجية للعالم كله.

وأعرب الشيخ محمد بن زايد، في لقاء جمعه بالعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، عن حرص الإمارات على حماية أمن المنطقة ومصالح الدول العربية في ظل تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران.

وأشار ولي عهد أبوظبي إلى أن الإمارات والأردن سيجريان تدريبات عسكرية مشتركة في الإمارات في المستقبل القريب.

وتسعى الإمارات لتشريك مختلف دول المنطقة في حماية أمن الملاحة وإمدادات النفط، وهي استراتيجية ذكية تحول المخاطر في المياه الإقليمية إلى تحد أمني لدول المنطقة كلها وليس السعودية أو الإمارات، وهو ما يخرج بالأزمة من بعدها الثنائي ويجعل إيران تقف على حقيقة أن استهداف إمدادات النفط سيجعلها بمواجهة دول الإقليم، فضلا عن بقية دول العالم التي تستورد النفط القادم من الخليج.

وتسحب هذه الاستراتيجية من إيران المزاعم التي تصور القلق الإقليمي من أنشطتها على أنه خلاف مع السعودية، فيما تتجه التطورات لتجعل إيران بمواجهة أوسع خاصة أنها تهدد مصالح حيوية لدول المنطقة.

وتجري الإمارات، التي لم تتّهم إلى الآن أي جهة بالوقوف خلف استهداف السفن الأربع قبالة ميناء الفجيرة، تحقيقا بمشاركة السعودية والنرويج وفرنسا والولايات المتحدة.

وسبق أن أكّد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش أن بلاده ملتزمة بخفض التصعيد في المنطقة، معتبرا في الوقت نفسه أنّ الوضع صعب بسبب التصرفات الإيرانية.

لكن الرغبة في امتصاص التصعيد لا تخفي أن للإمارات خبرة جيدة في ضمان أمن الملاحة وسبق وأن أجرت مناورات مختلفة ولديها تجارب في اليمن والصومال، ومن هنا يأتي قرار المناورات مع الأردن.

وفيما التزمت الإمارات والسعودية سياسة ضبط النفس والرهان على الضغوط الدولية لدفع إيران إلى وقف الاستفزازات التي تطال المنشآت والسفن النفطية، يرسل الإيرانيون ووكلاؤهم في المنطقة رسائل عكسية خاصة مع استمرار المتمردين الحوثيين في محاولاتهم لاستهداف مواقع سعودية حساسة مثل مطار نجران الخميس.

وأعلنت السعودية، الخميس، أنها اعترضت ودمرت طائرة مسيرة محمّلة بالمتفجرات أطلقها المتمردون اليمنيون على مطار نجران في جنوب المملكة.

وبدأ صبر الولايات المتحدة ينفد بسبب الاستفزازات الإيرانية في المياه الإقليمية أو عبر وكلائها، وسط حديث متزايد عن استعدادها لنشر قوات إضافية في الشرق الأوسط.


واجتمع باتريك شاناهان القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي وقادة الأركان مع الرئيس دونالد ترامب لبحث “المسارات المقبلة” مع إيران، وفق ما نقلت وسائل إعلام أميركية، وهو ما يؤشر إلى نوايا تصعيد، خاصة أن البيت الأبيض لازم الصمت وشدد مسؤولوه على أن واشنطن لا تميل إلى خيار الحرب.

وقال المبعوث الأميركي الخاص لإيران، براين هوك، الخميس، إن التهديدات الإيرانية لا تزال قائمة، وإن الرئيس ترامب، “من سيتخذ قرارا عسكريا بشأن إيران”، كاشفا عن أن بلاده “لديها معلومات أكيدة أن إيران كانت تخطط لشن هجمات على الولايات المتحدة أو حلفائها”.

ومن شأن خروج إدارة ترامب عن صمتها أن يبدد رهانات إيران على أن واشنطن تضغط فقط، وأنها لا يمكن أن تخوض مواجهة عسكرية.

وذكر مسؤولان أميركيان أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تدرس طلبا من الجيش لإرسال نحو 5000 جندي إضافي إلى الشرق الأوسط وسط تزايد التوتر مع إيران.

وقال المسؤولان اللذان طلبا عدم نشر اسميهما إن القيادة المركزية الأميركية هي التي قدمت الطلب، لكنهما أضافا أن هذا الطلب لا يزال قيد الدراسة على طاولة البنتاغون.

وأشار أحد المسؤولين إلى أن طبيعة القوات المطلوبة ستكون دفاعية. وسبق أن دفعت الولايات المتحدة بتعزيزات عسكرية إلى مياه الخليج العربي من بينها حاملة طائرات وقاذفات بي-52 وصواريخ باتريوت.

وأطلع مسؤولون رفيعو المستوى من الأمن القومي الأميركي البنتاغون على خطة لإرسال الآلاف من الجنود الإضافيين إلى الشرق الأوسط، في إطار ردع إيران في ظل التوترات المتزايدة بين واشنطن وطهران.

وأكد المسؤولون الأميركيون أن واشنطن قد ترسل القوات المذكورة على دفعات، لمواصلة ردع طهران مع تعزيز التواجد العسكري في المنطقة حال اقتراب ضربة عسكرية.

وأكد شاناهان جدية المعلومات الاستخبارية التي استندت إليها الإدارة الأميركية لتبرير إرسال حاملة طائرات وقاذفات بي-52 وبارجة وبطارية صواريخ باتريوت من أجل التصدي لتهديدات إيرانية محتملة.