المواقع الروسية في طرطوس وفي حميميم..

صراع الموانئ بين إيران وروسيا ينتقل إلى بانياس

لكل من روسيا وإيران أهداف إستراتيجية تظهر مدى عمق الخلافات بينهما

دمشق

كشفت مصادر دبلوماسية عن قلق روسي من سعي إيران لإنشاء قاعدة عسكرية جديدة في سوريا وهذه المرة في مدينة بانياس المطلة على البحر المتوسط والتابعة لمحافظة طرطوس.

وسبق وأن أبدت طهران اهتماما بالمدينة ذات الموقع الاستراتيجي، ووقعت مع دمشق في العام 2017 مذكرة تفاهم تشمل إنجاز جملة من المشاريع بها في عدة مجالات بينها الطاقة.

ونقلت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية مؤخرا عن مصدر دبلوماسي قوله إن بانياس قد تصبح في المستقبل هدفا عسكريا لطهران. وربط الأمر بناقلة النفط الإيرانية التي وصلت إلى ميناء المدينة في 5 مايو الحالي.

وأعرب الدبلوماسي عن خشيته من أن يكون لإنشاء قاعدة إيرانية بين المواقع الروسية في طرطوس وفي حميميم عواقب بعيدة المدى.

وظهرت في السنوات الأخيرة بوادر خلافات بين روسيا وإيران في سوريا يعزوها محللون إلى التنافس الجاري بينهما على حصد أكبر عدد ممكن من المكاسب، خاصة على البحر المتوسط.

وتدعم كل من إيران وروسيا نظام الرئيس بشار الأسد، ويجد الأخير نفسه في موقف صعب حيال كيفية التعاطي مع تضارب المصالح وطموحات الحليفين.

وتلفت الصحيفة الروسية إلى أنه في حال منحت دمشق حق إدارة ميناء بانياس لطهران، سيكون الميناء الثاني لها على البحر المتوسط من أصل ثلاثة موانئ في سوريا هي: اللاذقية، وبانياس، وطرطوس.

وكانت إيران استحوذت على ميناء اللاذقية، وستستلمه فعليا في أكتوبر القادم، وأثار ذلك غضب الجانب الروسي الذي بات ينظر إلى الوجود الإيراني على الساحة السورية كتهديد لمصالحه على المدى البعيد.

في المقابل أعلنت موسكو في أبريل الماضي عن ترتيب عقد مع الحكومة السورية يتضمن استئجار ميناء طرطوس لمدة 49 عاما.

ويكتسي ميناء بانياس أهمية استراتيجية، فهو يتوسط قاعدة حميميم، والقاعدة العسكرية الروسية في طرطوس، كما أن هناك خط أنابيب للنفط يربط العراق بميناء بانياس، وبالتالي قد يكون للأمر علاقة بمحاولات الالتفاف على العقوبات الأميركية وتصدير النفط الإيراني من بانياس عبر العراق.

وحذر مصدر آخر للصحيفة الروسية، من أن نشاط إيران في منطقة بانياس يمكن أن يكون له تأثير مزعزع للاستقرار ليس فقط للمنطقة، بل للقوى التي تحاول تحقيق الاستقرار فيها، فيما بدا إشارة إلى روسيا.

وشدد المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، على أنه من الضروري مراقبة ما يحدث حول ميناء بانياس، لأنه في المستقبل يمكن أن يصبح قاعدة عسكرية لإيران تطل على البحر المتوسط.