تخريب السُفن في الخليج..

الإمارات: الهجمات على الناقلات يحمل "بصمات معقدة"

بولتون: الهجوم على الناقلات قبالة سواحل الإمارات نفذ بألغام بحرية زرعتها إيران

نيويورك

قدمت الإمارات والسعودية والنرويج، الخميس، لأعضاء مجلس الأمن الدولي نتائج تحقيق مشترك حول عمليات التخريب التي تعرّضت لها 4 سفن في 12 مايو في الخليج.

وأبلغت الدول الثلاث مجلس الأمن الدولي أن الهجمات التي تعرضت لها الناقلات يوم 12 مايو تحمل بصمات "عملية معقدة ومنسقة"، وأن إحدى الدول تقف وراء العملية على الأرجح.

وفي وثيقة الإفادة التي قدمتها الإمارات والسعودية والنرويج إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي، لم تتطرق الدول الثلاث إلى الجهة التي تعتقد أنها تقف وراء الهجمات، ، لكنها كشفت أن الألغام المستخدمة في الهجوم تم وضعها على السفن بواسطة غواصين كانوا في زوارق سريعة.

وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون قال الأربعاء في أبوظبي أنه من "شبه المؤكد" أن إيران تقف وراء الهجوم الذي استهدف أربع سفن قبالة سواحل الإمارات.

وقال بولتون في جلسة مع صحافيين في السفارة الأميركية في العاصمة الإماراتية إنه تمت مهاجمة السفن الأربع باستخدام "ألغام بحرية من شبه المؤكد أنها من إيران".

وجاء استهداف السفن بالتزامن مع حملة تهديد ووعيد شنّتها إيران بعد اشتداد الضغوط الأميركية عليها وبعد تصنيف حرسها الثوري تنظيما إرهابيا. وسبق للحرس الثوري الإيراني أنّ هدّد بإغلاق مضيق هرمز ردّا على مساعي الولايات المتحدة لمنع تسويق النفط الإيراني.

وأشارت النتائج الأولية للتحقيق المشترك الذي تجريه الدول الثلاث إلى أن الهجمات تطلبت خبرة في قيادة الزوارق السريعة وغواصين مدربين ثبتوا على الأرجح ألغاما بحرية في السفن بقدر كبير من الدقة تحت سطح الماء بهدف تعطيلها وليس إغراقها.

وقالت الإمارات والسعودية والنرويج في الوثيقة إن التحقيقات لا تزال مستمرة لكن هذه الحقائق تعد دلائل قوية على أن الهجمات الأربعة كانت جزءا من عملية معقدة ومنسقة نفذها فاعل ذو إمكانيات واسعة وهو دولة على الأرجح.

وتعتقد الدول الثلاث أن عددا من الفرق نفذ العملية ونسق تفجير الشحنات الناسفة الأربع جميعها خلال أقل من ساعة.

وأكّدت أبوظبي في وقت سابق أنها تتطلّع لنتائج "حيادية" في التحقيق مؤكّدة أن التحقيق سيستغرق "ما يلزم من الوقت" بعدما كانت أعلنت قبل أسبوعين أن النتائج ستظهر "خلال أيام".

وقال بيان لوزارة الخارجية الإماراتية نشرته وكالة الأنباء الرسمية "إن حرص شركائنا الدوليين على المشاركة في التحقيقات وتضافر الجهود يدعم الحيادية والشفافية في الوصول إلى النتائج المطلوبة وهو ما تتطلع إليه دولة الإمارات".

وأضافت أن التحقيقات المشتركة تأتي لتؤكّد "حرص المجتمع الدولي على حماية أمن الملاحة البحرية وحركة التجارة الدولية و سلامة إمدادات الطاقة".

واستهدفت الهجمات ناقلتي نفط سعوديتين وسفينة إماراتية وناقلة نرويجية دون أن تؤدي لسقوط ضحايا لكنها أججت التوتر بين الولايات المتحدة وإيران خلال وقت تصاعدت فيه حدة التصريحات المتبادلة بينهما.

في المقابل، رفضت إيران أي اتهام لها بالتورط في الأعمال التخريبية التي طالت السفن الأربع.

وقبل ذلك بأيام، أدلى الأميرال الأميركي مايكل جيلداي مدير الأركان المشتركة بتصريحات في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قال فيها إن الحرس الثوري الإيراني مسؤول مسؤولية مباشرة عن الهجمات.

وعلى الرغم من أن وثيقة الإفادة التي قدمتها الإمارات والسعودية والنرويج لم تذكر إيران، فإن دبلوماسيا سعوديا في نيويورك ألقى باللائمة عليها تماما.

وقال السفير السعودي لدى الأمم المتحدة عبد الله يحيى المعلمي إن السعودية تعتقد أن مسؤولية هذا التصرف تقع على عاتق إيران مضيفا أنه لا يوجد شك في هذا الأمر.

واستجابة لمخاوف من هجوم إيراني محتمل على المصالح الأميركية، أرسلت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب 1500 جندي إضافي إلى الشرق الأوسط وقررت الإسراع بإرسال المجموعة الهجومية لحاملة طائرات إلى المنطقة وأرسلت قاذفات وصواريخ باتريوت إضافية.

ووقعت الهجمات قبالة إمارة الفجيرة القريبة من مضيق هرمز الذي يعد ممرا حيويا عالميا لشحن النفط والغاز ويفصل بين دول الخليج العربية وإيران.

وقالت الإمارات والسعودية والنرويج إن الهجمات عرضت الملاحة التجارية وأمن إمدادات الطاقة العالمية للخطر. وتعتزم الدول الثلاث عرض نتائج تحقيقها على المنظمة البحرية الدولية ومقرها لندن.

ويسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى عزل طهران بوقف صادراتها النفطية بعد الانسحاب من اتفاق نووي أبرم عام 2015 بهدف الحد من برنامج إيران النووي. وأرسل ترامب كذلك طائرات حربية أميركية وحاملة طائرات إلى الخليج.

وتتواصل سياسة ترامب الصارمة حيال إيران في الأسابيع التي سبقت الهجمات وذلك بإعادة فرض العقوبات على صادرات النفط الإيرانية دون أي إعفاءات وتصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية أجنبية.

وكرر ترامب هذا الأسبوع أنه يريد الجلوس مع قادة إيران للتفاوض بشأن اتفاق جديد وذلك بعد عام من انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي بين إيران وقوى عالمية لكبح برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الدولية.