الحرس الثوري الإيراني..

قناعة أميركية راسخة بتورط إيران في هجوم بحر عُمان

إيران تهدد امدادات النفط والأمن الملاحي الإقليمي والدولي

واشنطن

نشرت البحرية الأميركية، الجمعة، تسجيلا مصورا يظهر قاربا قالت إنه للحرس الثوري الإيراني أثناء اقترابه من إحدى ناقلات النفط التي استهدفت أمس الخميس في خليج عُمان.

وقال الجيش الأميركي إن الفيديو الذي التقط بواسطة طائرة أميركية يوثق عملية إزالة أفراد من الحرس الثوري للغم لم ينفجر خلال الهجوم على جانب ناقلة النفط التي هوجمت في بحر عمان، ما يؤكد تورط إيران في الحادثة.

وقال المتحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأميركي بيل أوربان، في بيان "عند الساعة 4:10 مساء بالتوقيت المحلي اقترب قارب دورية تابع للحرس الثوري الإيراني من الناقلة كوكوكا  وجرت ملاحظة وتسجيل إزالة لغم لم ينفجر من كوكوكا كاريدجس (مرفق التسجيل المصور)".

واعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الجمعة أن الهجوم على ناقلتي نفط في بحر عمان بالخليج "يحمل بصمات" إيران مستندا إلى شريط فيديو نشره البنتاغون.

وقال ترامب لشبكة فوكس نيوز "إيران قامت بهذا الأمر"، مضيفا "نرى السفينة مع لغم لم ينفجر وهذا يحمل بصمات إيران".

ونفت طهران مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع الخميس قرب مضيق هرمز ولم تعلن أي جهة أخرى مسؤوليتها.

وبدد الرئيس الأميركي مخاطر قيام إيران بتنفيذ تهديداتها السابقة بإغلاق مضيق هرمز الذي يعتبر ممرا حيويا لإمدادات النفط العالمية، لفترة طويلة.

وقال ترامب "لن يقوموا بإغلاقه، لن يغلق، لن يغلق لفترة طويلة وهم يعلمون ذلك. ولقد أُبلغوا بذلك بأشد العبارات".

وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أعلن اعتبارا من الخميس أن "حكومة الولايات المتحدة تعتبر أنّ جمهورية إيران الإسلامية مسؤولة عن هجومي اليوم في بحر عمان".

وقال مصدر إن الانفجار في الناقلة "فرنت ألتير" التي اشتعلت فيها النيران وتصاعد منها عمود من الدخان ربما كان بسبب لغم ممغنط. وتم انتشال أفراد طاقم الناقلتين دون إصابات.

وقال يوتاكا كاتادا رئيس الشركة المشغلة لناقلة النفط اليابانية "كوكوكا كوراجوس"، للصحافيين أن "أفراد الطاقم قالوا إن السفينة أصيبت بجسم طائر"، مضيفا "قالوا أنهم رأوه بأعينهم".

وأوضح "تلقينا تقريرا يفيد أن شيئا ما حلق باتجاه السفينة ثم وقع انفجار وثقبت" ناقلة النفط.

وكان كاتادا صرح الخميس أن السفينة التي كانت تنقل مادة الميثانول، تعرضت لهجومين متتاليين على ما يبدو. وقال إنه بعد الهجوم الأول "ناور البحارة لمحاولة الهرب لكن السفينة استهدفت مجددا بعد ثلاث ساعات" وأصيبت هذه المرة.

واندلع حريق وأصيب أحد أفراد الطاقم الذي تم إجلاؤه بجروح طفيفة.

وقال الأسطول الخامس الأميركي الذي تستضيفه البحرين إنه ساعد الناقلتين بعد تلقيه نداءي استغاثة.

وحمّلت الولايات المتحدة أمس الخميس، إيران المسؤولية عن استهداف الناقلتين. وقال وزير الخارجية مايك بومبيو إن إيران هي من المسؤولة عن هذا الهجوم الذي يشكل تهديدًا للسلم والأمن الدوليين، وهجومًا صارخًا على حرية الملاحة، وتصعيدًا غير مقبول للتوتر من جانب إيران".

 وأيدت بريطانيا التقييم الأميركي الذي يدين إيران. وقال وزير الخارجية جيريمي هنت الجمعة، إنه ليس هناك ما يدعو لعدم الاقتناع بالتقييم الأميركي بأن إيران وراء هجوم على ناقلتي النفط الذي جد في خليج عمان.

وأوضح هنت لهيئة الإذاعة البريطانية "سنجري تقييمنا الخاص المستقل. لدينا إجراءاتنا لعمل ذلك (لكن) ليس هناك ما يدعونا لعدم تصديق التقييم الأميركي.. حدسنا يدعونا لتصديقه لأنهم أقرب حلفائنا".

وحذرت إيران مرارا من أنها قد تغلق مضيق هرمز الاستراتيجي إذا لم تتمكن من بيع نفطها بسبب العقوبات الأميركية.

وزادت التوترات أكثر منذ تحرك ترامب في بداية شهر مايو/أيار لإجبار عملاء النفط الإيرانيين على خفض وارداتهم إلى الصفر أو مواجهة عقوبات مالية شديدة من الولايات المتحدة.

وفي مايو/أيار قالت إدارة ترامب إنها سترسل مزيدا من القوات إلى الشرق الأوسط للتصدي لما تعتبره تهديدا بهجوم محتمل من إيران.

ووصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الحادث على تويتر بأنه "مريب" ودعا إلى حوار إقليمي لتجنب التوتر. وفي تغريدة لاحقة على تويتر وصف ظريف المزاعم الأميركية بأنها في إطار "دبلوماسية التخريب".

وانخفضت صادرات النفط الإيرانية إلى نحو 400 ألف برميل يوميا في مايو/أيار من 2.5 مليون برميل يوميا في أبريل نيسان العام الماضي.

وقال فاتح بيرول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية اليوم الجمعة، إن الهجمات التي تعرضت لها الناقلتان تهدد أمن الطاقة العالمية، حيث أثارت الحادثة مخاوف بشأن تقلص تدفقات الخام في أحد أهم مسارات الشحن العالمية مما دفع أسعار النفط للصعود 4.5 بالمئة.

وقال بيرول للصحفيين "هذا مبعث قلق كبير لأمن الطاقة العالمية، لأمن النفط العالمي ولأسواق الطاقة العالمية". وأضاف "نراقب الأحداث على نحو وثيق للغاية" قائلا إن الوكالة مستعدة للتحرك إذا ومتى كان ذلك ضروريا.