حكايات تاريخية

الحشاشون يصلون للعالمية ويغتالون الماركيز كونراد دى مونفيرا

صورة لـ الماركيز

وكالات

المركيز "كونراد دى مونفيرا" ملك بيت المقدس الصليبى، أول ضحايا الحشاشين من غير المسلمين، تذكر مصادر تاريخية أن الاغتيال تم بناء على توجيهات ريتشارد قلب الأسد، الذى وصلت العداوة بينه وبين "دى مونفيرا" ذروتها فى تلك الفترة، وانقسم العالم المسيحى بينهما، فأدى مقتل "كونراد" إلى توحد العالم المسيحى تحت لواء "ريتشارد قلب الأسد"، لكن مصادر أخرى تشير إلى أن السلطان صلاح الدين الأيوبى حرض على قتل كونراد، ويرى آخرون أن أسبابا أخرى وراء الحادث الشهير.

 

الحكاية..

اشتهرت فرقة الحشاشين فى ذلك العصر بالقيام باغتيالات دموية لشخصيات كثيرة، وكان اسمها يثير فى نفوس المسلمين والمسيحيين على السواء الرعب والفزع.  

 

ولم تتورع فرقة الحشاشين عن الدخول فى احتلاف مع الصليبيين ومساعدتهم ضد صلاح الدين، وكانوا يستوطنون القلاع الحصينة فى سوريا قرب حلب وحماة، مهادنين للصليبيين من فرسان الهيكل، ومعادين للمسلمين من أمراء حلب والموصل المتعاونين مع صلاح الدين.

 

وفى عام 1191م، أثناء الحملة الصليبية الثالثة، انفصل كونراد دى مونفرات عن ريتشارد قلب الأسد، واعتزل قتال صلاح الدين ورحل إلى صور وأخذ يبعث بالرسائل إلى صلاح الدين يحثه على التحالف معه ضد ريتشارد فى مقابل أن يحتفظ صلاح الدين بالقدس ويحصل كونراد على المدن الساحلية تحت إمرته.

 

لكن صلاح الدين لم يكن مرتاحاً لكونراد، وكان يعرف تمام المعرفة أن كونراد لا يقل خطراً على المسلمين من ريتشارد، بل قد يفوقه، وصلاح الدين لا ينسى أن كونراد هو الذى قاد الصليبيين لحصار المسلمين فى عكا حتى اضطروا للاستسلام والتخلى عن عكا.

 

وفى تلك الأثناء أمر كونراد رجاله بالاستيلاء على باخرة للحشاشين ساقتها عاصفة فى البحر إلى الجنوح على شواطئ صور، وكانت الباخرة محملة بكل غال ونفيس يفتقده كونراد لتقوية مركزه ضد ريتشارد والصرف على جنوده المرتزقة.

 

أمر كونراد بنهب كل ما فى الباخرة وأسر طاقمها، كما تعامل مع رسائل الحشاشين التى يطالبه فيها برد الباخرة وما ومن عليها بغطرسة.

 

وأصدر الحسن الصباح فتواه بقتل كونراد دى مونفرات جزاءً له على تحدى الحشاشين و الاستخفاف بهم.

 

و بعد إصدار تلك الفتوى بسنة واحدة، مشى كونراد فى أحد أزقة مدينة صور إلى قدره الذى ينتظره، وصل كونراد إلى زقاق ضيق يفضى إلى السوق، وعندما بلغ منتصفه وجد راهبين كانا يعملان فى خدمته لأكثر من ستة أشهر، و هما فى الحقيقة اثنان من عناصر فرقة الحشاشين التحقا بخدمة كونراد وتمكنا من كسب ثقته بعملهما المتقن الأمين، وعندما ألقى كونراد عليهما السلام، وقف أحدهما وقدم له رسالة، فلما مد كونراد يده لأخذها، سحب الرجل سكيناً وغرزها فى جنبه، ووثب الثانى على حصان كونراد وطعنه عدة مرات، حتى وقع كونراد من فوق جواده على الأرض وما لبث أن فارق الحياة.

 

قُتل أحد الرجلين بعد الاغتيال مباشرةً، وأُلقى القبض على الآخر الذى ادعى فى البداية أن ريتشارد هو الذى أرسله لقتل الماركيز، و هو الادعاء الذى أهاج عليه أقرباء كونراد فى أوروبا و الموالين له حتى أنهم نصبوا الفخاخ لريتشارد أثناء عودته إلى بلاده ليسجنوه، لكن مع مزيد من الضغط على القاتل اعترف أنه من الحشاشين وينفذ فتوى شيخهم.

 

والحقيقة أن ريتشارد استعان بشهادة الشيخ سنان لتبرئته من تهمة التدبير لاغتيال كونراد، حتى يفرج عنه ليوبولد دوق النمسا، و هو رسالة جديرة بأن نوردها هنا.