قصة قصيرة..

احلام تحت الرمال

ظلوا راجلين على الطريق بجانب الرمال

أحمد أدريس

لم يكن عادل في يوم من الايام يتصور ان هده الرمال التي كانت محاطة بمدينته الحبيبة والتي كان يلهو على ترابها وهو صغير واقرانه من ابناء المدينة انها في يوم سوف تبتلع احلامه هده الرمال التي عندما اصبح.يافعا وعند غروب الشمس كان يستلقي عليها وتلامس ايديه رمالها الخفيفة الناعمة الباردة وكانت عينيه الى السماء كان يحلم فوق هده الرمال بكل شيء يحلم بان يتفوق في الدراسة وفعلا تفوق واتى با اعلى نسب التفوق كان يحلم بان ينتشل والديه الى مستوى افضل في العيش الكريم وكان له ذلك وكان يحلم بان يجد وظيفة وهو المهندس المجتهد في دراسته فتوظف بجداره عن اجتهاد علمي صادق كان يحلم ان يتزوج الفتاة الجميلة التي دائما يحلم بها وهو يراها من بعيد وعينيه تراقبها بشوق ولهفة واستحياء حتى كان له ذلك تفوق توظف حتى ذهب الى خطبة الفتاة التي كان يحلم بها وهو على الرمال البارده بالقرب من مدينته كان عادل ذو اخلاق ومن اسره عزيزه وذو علم....

تم الزواج بعد ان عرفت الفتاة ان هدا الشاب هو الدي كان ينظر اليها بااستحياء وكانت معجبة بااخلاقه ظل عادل فترة من الزمن وهو سعيد ويراى كل هده المعطيات.قد تحققت واصبح الان على مشارف شهور قليله حتى يصبح اب وفي ليلة حمراء بكى فيها القمر عندما كان الليل في منتصفه وعادل واسرته ابيه وامه وزوجته الحامل كانا في سبات عميق كان يحلم عادل انه سوف يكون اب ويتصور هل سيكون بنت اوولد واذا بنت سوف يسميها على اسم امه واذا ولد على اسم ابيه تيمنا وعرفانا لهما وقبل ان يفوق من حلمه هدا فاذا به يسمع اصوات القدائف وهزيج الطائرات وقرقعة الرصاص فاذا به ينظر من النافدة فيراى مدينته تحترق لم تتوقف اصوات القدائف ولاهزيج الطائرات وهي تحلق فوق مدينته الحبيبه

ينادي عادل جاره حسين ماذا يحدت ياحسين قال لاادري ولكن يجب ان نرحل فقد قصفت بيوت قريبه منا قال حسين يجب ان نرحل مع بزوغ الفجر اشتد القصف على هده المدينة الطيبه واهلها البسطاء احرقت المدينة ولايعرف اهلها ماالدي يجري ومن الفرقاء في القتال ومن يقصف من لم يعرف عادل غير ان يرحل هو واسرته وعند بزوغ الفجر تم الرحيل ترك كل شي غير الملابس التي عليهم وبعض الوتائق الهامه ولم يجد اي وسيله نقل غير انهم سوف يظلوا راجلين حتى يجدو سيارة على الطريق كان عادل يتالم وهو يراى التعب والانهاك باديا على والديه المسنان وزوجته الحامل....

ظلوا راجلين على الطريق بجانب الرمال الدي كان عادل يعشقها ويحلم بكل شي فوق رملها هاهو اليوم ينظر اليها ويتمنى عليها ان تكون راوءوفة به كان عادل يمشي في المقدمه وفي الخلف امه وابيه وزوجته واذا بقديفة تحط وسط ابيه وامه وزوجته وترديهم يلتفت الى الخلف بعد سماعه ذوي الانفجار فيراى دخانا ويهرع الى الخلف فاذا به يراى والديه وزوجته ملطخين بالدماء فضل صامت توقف الزمن بالنسبة له وهو يراى اعز الناس ممزق تاكد عادل بانهم فارقوا الحياة ولم يجد اي وسيله غير ان يدفنهم تحت الرمال هده الرمال الحبيبة التي اليوم في بطنها كل احلام عادل تدفن احلام عادل وهو لايعرف لماذا القتال في مدينته الطيبه ومن يقاتل من غير ان الرمال البارده التي كان يحلم فوقها وهو مستلقي عليها لم تعد باردة.