تحالف إرباك التحالف والشرعية

كيف أثار إعلان عدن التاريخي غضب الإخوان وإيران ؟

اتفاق مران 2014

خاص (عدن)

اثار (اعلان عدن التاريخي) الذي اعلن عنه خلال تظاهرة مليونية بعاصمة الجنوب غضب الإخوان وحلفاء ايران في اليمن، الامر الذي اكد وجود نقطة التقاء بين الطرفين حتى وان اظهر احدهما عداءه للآخر.

وهاجم الانقلابيون في صنعاء واطراف جنوبية لديها ارتباطات بإيران، الاعلان الجنوبي، كما فعلت جماعة الإخوان هي الأخرى، في مواقف تؤكد التحالف الخفي بين الإخوان وحلفاء ايران في اليمن، وان اتفاقات مران 2014م لا تزال سارية المفعول.

الإخوان الذين عجزت قواتهم عن احراز اي تقدم في جبهات الشمال، دأبوا على مواجهة المنتصرين الوحيدين على تحالف ايران في اليمن.

يؤكد سياسيون ان الكثير من الجبهات الإخوانية لا تزال عالقة دون اي انتصار، على عكس الجبهات التي يقاتل فيها الجنوبيون، شهدت انتصارات قوية، ما يؤكد على وجود التحالف الخفي بين الحوثيين والاخوان.

 وكشفت مصادر عسكرية يمنية، أن جماعة إخوان اليمن، سلمت أسلحة قدمها التحالف العربي للقوات العسكرية التابعة لهم في مأرب، ليتم ضبطها بحوزة ميليشيات الحوثي في بلدة البقع بصعدة، معقل المتمردين الحوثيين.

وقالت المصادر إن "قيادات إخوانية باعت أسلحة ضخمة للانقلابين بينها صواريخ متوسطة المدى، استهدف فيها الحوثيون المدن السعودية، قبل أن تقوم قوات المقاومة بضبط بعضها إثر عملية عسكرية في البقع".

وشنت وسائل إعلام موالية للإخوان هجوما حادا على الجنوبيين وإعلانهم التاريخي، فيما تؤكد مصادر سياسية يمنية أن جماعة الإخوان استغلت وجود الأحمر كنائب للرئيس اليمني، للدفع به نحو مواجهة ضد دولة الإمارات العربية المتحدة الشريك القوي في التحالف العربي الذي تقوده الرياض.

 وترى الجماعة ان دولة الإمارات حجر عثرة في طريق عودة تحالف حرب 7 يوليو على الجنوب، فلم تجد غير الدفع بحكومة الرئيس هادي التي يسيطر عليها الإخوان نحو مواجهة بدأت إعلامية ثم انتهت بقرار إقالة اللواء عيدروس الزبيدي محافظ عدن ووزير الدولة هاني بن بريك، ليتضح للجنوبيين ان الهدف من كل هذه القرارات هو عودة تحالف الحرب على الجنوب مرة أخرى مستغلين شرعية الرئيس هادي ونائبه الجنرال علي الاحمر الذي قاد حرب العدوان الأولى في صيف 1994م، الأمر الذي دفع الجنوبيين للخروج في تظاهرة مليونية رفضا لسياسة تمكين الإخوان من بلادهم.

 ويعد الجنوبيون الإخوان أعداء، مثلهم مثل جماعة الحوثي واتباع المخلوع صالح، فالإخوان شاركوا المخلوع صالح في الحرب الأولى، بل انهم من اصدر فتوى التكفير للجنوبيين قبل حرب 1994م.

 

إيران وإعلان عدن التاريخي

لم يقل الغضب الإيراني من إعلان عدن عن غضب الإخوان، فإيران وعبر الماكنة الإعلامية ذهبت الى استهداف الجنوب والتحالف العربي بدعوى ان هذه التظاهرة تؤكد تقسيم اليمن، غير مدركة ان الحرب العدوانية التي شنها حلفاؤها في صنعاء هي من قسمت اليمن على اساس عرقي وطائفي.

مارست ايران ضغطا على شخوص جنوبية لديها علاقة وثيقة مع طهران، فعلى الرغم من تأييد تلك الاطراف للتظاهرة، الا انه سرعان ما هاجمتها لأنها أتت بمخرجات لا تتقف وطموحات ايران في المنطقة.

فقد اكد الإعلان على تجديد الولاء للتحالف العربي بقيادة السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة حتى استكمال انهاء الانقلاب وانهاء طموحات ايران في المنطقة، وهي رسالة كانت قوية لم تستوعبها طهران، وذهبت الى الضغط باتجاه ايجاد معارضة للبيان والاعلان الجنوبي.

وأكدت مصادر سياسية مطلعة لـ(اليوم الثامن) تلقي شخصية جنوبية مقيمة في عمان دعما ماليا وتوجيها عبر سفير طهران هناك بضرورة رفض اعلان عدن، لتتحرك هذه الشخصية عبر بيانات بأسماء محافظات جنوبية، تعلن رفضها لإعلان عدن التاريخي، وهو ما يؤكد أن الجنوب بات نقطة التقاء لدى الإخوان وإيران.

يذكر ان ايران حافظت على ممتلكات الإخوان في صنعاء عقب الانقلاب على شرعية الرئيس هادي وابرزها شركة سبأ فون التي يمتلك الحرس الثوري الايراني 40% منها.

ولا تزال الكثير من القيادات الإخوانية تقيم في صنعاء ومحافظات يمنية لا تزال خاضعة للحوثيين.

وسبق لزعيم الحوثيين صالح الصماد أن اشاد بالإخوان ودورهم في التصدي للتحالف العربي.