بين "علي الأحمر وصغير بن عزيز" القصة لم تنتهِ..

تقرير: حريب مأرب.. "الإخوان والحوثيون" أذرع محلية لمطامع إقليمية

الجنرال الإخواني علي محسن الأحمر لا يرغب في هزيمة الحوثيين الموالية لإيران لاعتبارات - أرشيف

مراسلون
مراسلو صحيفة اليوم الثامن

عشر دقائق (فقط) احتاجها الحوثيون الموالون لإيران لإعلان السيطرة على بلدة حريب اليمنية الواقعة على الحدود اليمنية الجنوبية على بعد  2 كيلو متر، من معبر شقير الحدودي التابع لبلدة عين في محافظة شبوة الجنوبية.

في الـ22 من سبتمبر (أيلول) الماضي، كان سقوط حريب في قبضة الحوثيين، كمشهد متكرر حدث في أكثر من مدينة وبلدة سلمها الإخوان للحوثيين دون قتال، غير ان أدلة جديدة حصل عليها مراسل صحيفة اليوم الثامن في مأرب، كشفت ما هو أبعد من تسليم بلدة ريفية لميليشيات الحوثي دون ان تطلق طلقة رصاص واحدة، باستثناء ما اطلقه الحوثيون للتعبير عن سيطرتهم عليها.

وتمكن مراسل صحيفة اليوم الثامن من الاطلاع على تفاصيل محادثة على تطبيقات الجوال بين شيخ قبلي ومسؤول حكومي رفيع في محافظة مأرب، وذلك بالتزامن مع اعلان الحوثيين السيطرة على كامل محافظة البيضاء المجاورة، لكن لم تمض أكثر من يومين حتى وصل الحوثيون الى حريب دون أي قتال.

واحتوت تلك المحادثة على معلومات تؤكد ان رئيس الأركان العامة اللواء صغير بن عزيز وجه بتشكيل فصائل قبلية مسلحة لمواجهة الحوثيين ومنع سيطرته على حريب، الا ان هذه التوجيهات انصدمت أولا برفض سلطة مأرب بعد ان بررت تلك السلطات ان نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، طلب إنشاء تشكيلات عسكرية وارسالها الى مأرب للتدريب في معسكر القوات الخاصة قبل ارسالها الى حريب لمقاومة الحوثيين.

وقالت مصادر لصحيفة اليوم الثامن إن اللواء صغير بن عزيز كان يدرك ان حريب من بلدات مأرب الريفية التي يمكن ان تسقط في أي لحظة ووجه بتجهيز قوات عسكرية وكتائب مقاومة للدفاع عن البلدة، الا ان قائد المنطقة العسكرية الثالثة رفض تلك التوجيهات، ما لم تكن الأوامر من نائب الرئيس الجنرال علي محسن الأحمر".

وأكدت مصادر عسكرية تحدثت الى مراسل صحيفة اليوم الثامن إن الجنرال علي محسن الأحمر، طلب أولاً احضار قوة من المقاومة القبلية في حريب إلى مأرب للتدريب على كيفية استخدام السلاح، وانه وجه ان يتم تدريب مسلحين قبليين في معسكر قوات الأمن الخاصة في مدينة مارب"؛ الأمر الذي أكد على وجود تنسيق مسبق لتسليم البلدات الريفية للحوثيين دون قتال".

وقال مصدر عسكري في مأرب "ان الحاكم العسكري في المحافظ هو رئيس حزب الإصلاح الإخواني مبخوت بن عبود الشريف الذي تردد خلال الشهر الماضي انه اعلن انضمامه للحوثين على اعتبار انه ينتمي سلاليا الى الهاشمية".

وأكد المصدر "أن الجنرال الأحمر كلف الشريف بالأشراف على اعداد المقاومة في حريب، والأخير قام بتكليف العميد محمد بن عبود الشريف وكيل وزارة الداخلية والقيادي في تنظيم الإخوان بإعداد خطة لتشكيل قيادة مقاومة بالشرط ان تكون من قيادة الاخوان وليست من القيادات المؤتمرية المحسوبة على اللواء صغير بن عزيز رئيس الأركان العامة، وفعلا ذهب بن عبود الشريف إلى حريب، على أمل ان يتأخر الحوثيون حتى يصل الدعم العسكري المقدم من التحالف العربي، الا ان الميليشيات كانت الأسرع، لينسحب وكيل وزارة الداخلية من حريب، إلى سيئون بحضرموت بعد دقائق من دخول الحوثيين.

ومحمد سالم بن عبود الشريف وكيل وزارة الداخلية، هو الأخ غير الشقيق لأحمد محسن بن عبود الشريف رئيس حزب الإخوان في شبوة منذ العام 1994م، وعمهما هو مبخوت بن عبود الشريف، رئيس حزب الإخوان في مأرب، ويعتقد البعض من اليمنيين ان "الشريف" يخدمون الحوثي انطلاقا من مبادئ طائفية وسلالية، وهو الأمر الذي نفته مصادر مقربة من الاخوان الذين يعتقدون انهم في مرحلة الاستهداف الممنهج على غرار ما حصل في تونس مؤخراً.

 وقال مقربون من اللواء صغير بن عزيز ان توجيهات رئيس هيئة الأركان دائما ما تنصدم برفض الجنرال الأحمر، وتلك التوجيهات دائما ما تؤكد على قتال الحوثيين وهزيمتهم، وهو على ما يبدو ان الأحمر لا يرغب في هزيمة الحوثيين الذين يعتبرون النواة العسكرية الأولى للزيدية السياسية والقبلية والعسكرية.

وقالت مصادر يمنية في حريب لصحيفة اليوم الثامن ان قيادة التنظيم في مأرب، أعطت قواعد التنظيم في حريب بالانسحاب بالتزامن مع وصول الحوثيين الى معبر شقير، أي قبل عشر دقائق من وصول طلائع الميليشيات الى وسط البلد الريفية.

وأكدت المصادر ان مدير عام حريب ناصر القحاطي قاد محاولة عسكرية لمنع الحوثيين من الوصول الى مركز قيادة السلطة المحلية الا انه لقي حتفه مع بعض معاونيه برصاص الحوثيين.

وقالت المصادر إن قيادة تنظيم الإخوان لم تقاتل ووجهت بسرعة الانسحاب الى سيئون بحضرموت، فيما حاولت قبائل العياشي وآل سلم، منع الحوثيين الا ان تلك المحاولات باءت بالفشل، لعدم امتلاك تلك القبائل ترسانة أسلحة كبيرة يمكن لها ان تجعل القبائل تصمد لأطول وقت ممكن.

وأكد مصدر قبلي جنوبي إن حريب تعد من البلدات الريفية التي ينشط فيها الحوثيون منذ سنوات، والفضل لآل بن عبود الشريف الذين تربطهم بالحوثيين علاقة نسب وصهارة، ناهيك عن ان الاهداف اصبحت واحدة، وباتت الأذرع المحلية، لقطر وتركيا وإيران، تعمل بتنسيق مشترك لتحقيق المطامع الإقليمية الرامية للسيطرة على منابع النفط والغاز في الجنوب ومارب.