بدعوى مساعدة اقتصادية..

قطر تستسلم للضغط الإيراني.. وتدير ظهرها للخليج

الأكثر خطورة هو الاستسلام القطري للضغط الإيراني بعدما فتحت إيران مجالها الجوي وموانئها لقطر

وكالات (لندن)

جاء في تقرير لمراسلي صحيفة "فايننشال تايمز" سيمون كير في دبي واحمد العمران في الرياض، أن قطر عاودت العلاقات الديبلوماسية مع إيران، في خطوة من شأنها تصعيد التوتر مع المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر التي كانت قطعت علاقاتها مع الدوحة في 5 يونيو (حزيران) بتهمة دعم الإرهاب وإقامة علاقات ودية مع إيران المتهمة بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول الخليجية. 

وأضاف التقرير أن قطر كانت سعت إلى التعامل مع المقاطعة التي فرضتها عليها الدول الأربع، بالاعتماد على تركيا الحليف الأقرب إلى الدوحة وعلى جارتها إيران وسلطنة عمان لاستيراد الغذاء ومواد البناء التي تحتاج إليها قطر في سياق استعداداتها لاستضافة مونديال 2022 لكرة القدم.

تنسيق خلف الكواليس
ونسب التقرير إلى محمد السلمي رئيس مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية الذي يتخذ السعودية مقراً له في مقابلة مع قناة سكاي نيوز- عربية، أن عودة السفير القطري إلى إيران تكشف ببساطة التنسيق الذي كان يجري في الكواليس بين الدوحة وطهران. وقال: "إن الأكثر خطورة في رأيي هو الاستسلام القطري للضغط الإيراني بعدما فتحت إيران مجالها الجوي وموانئها لقطر واقتراح ما سمته الدوحة مساعدة اقتصادية". 

 تحالف
ورأى التقرير أن قرار الدوحة استعادة العلاقات مع إيران، وكذلك وجود القوات التركية على التراب القطري، يمكن أن يؤشر إلى قيام تحالف في مواجهة الإنقسام بين دول الخليج. وتحاول السعودية إنشاء إئتلاف من الدول المسلمة السنية لمواجهة التدخل الإيراني في العالم العربي في وقت تخوض القوتان الإقليميتان المسلمتان حرباً بالوكالة في سوريا واليمن. وتشكل المساعدة السعودية للحكومة التي عزلها الحوثيون قبل أكثر من سنتين، الدليل الأوضح على تصميم الرياض على تحدي النفوذ الإيراني المتمادي. ومن شأن عودة قطر إلى إيران توسيع الخلاف الخليجي مع قطر، وسط دلائل على أن جهود الوساطة التي تقودها الكويت والولايات المتحدة لم تحقق أي تقدم. 

الدوحة تدير ظهرها للخليج
ونقل التقرير عن المحلل السياسي الإماراتي عبدالخالق عبدالله إن "استعادة العلاقات مع إيران في وقت مطلوب من قطر الابتعاد عنها، يظهر أن الدوحة تدير الظهر لدول الخليج العربية الأخرى". 

ولفت إلى أن دول المقاطعة صعدت ضغوطها النفسية على قطر المعزولة في الأسابيع الأخيرة في وقت تقترب الأزمة من شهرها الرابع. وأجرى أحد أعضاء الأسرة الحاكمة في قطر الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني مباحثات مع مسؤولين من دول المقاطعة الأربع. وأدت وساطة قام بها إلى سماح السعودية للحجاج القطريين بإداء فريضة الحج لهذا الموسم.