«التشاوري النخبوي».. يناقش ملامح مستقبل دولة الجنوب العربي..

تقرير: "الحوار الوطني".. ملخص "رؤية ورسالة مبادئ وأسس وأهداف"

جانب من اللقاء التشاوري النخبوي الجنوبي - أرشيف

بشائر أحمد
محررة صحافية لدى صحيفة اليوم الثامن
احتضنت العاصمة عدن السبت اللقاء التشاوري النخبوي الجنوبي، حول ملامح مستقبل الدولة الجنوبية القادمة، ضمن جهود وطنية تسعى لمناقشة التباينات بين مختلف القوى السياسية الجنوبية، الساعية إلى دعم وتحقيق مشروع الاستقلال الوطني الثاني.
 
وجاء اللقاء التشاوري النخبوي الجنوبي بمبادرة من طيف واسع من ابناء الجنوب العربي في الداخل والخارج، وفي مقدمته (غرفة الجنوب ومتطلبات المرحلة) ومن خلال وسائل التواصل او اللقاءات المباشرة في الداخل.
ودارت حوارات مطولة حول ملامح مستقبل الدولة الجنوبية، وقد شددت جميع المداخلات على القبول بالتنوع السياسي الجنوبي، وإزالة أي تباينات سياسية بين مختلف المكونات السياسية.
وأقرت التوصيات تشكلت لجنة تحضيرية للقاء التشاوري الجنوبي وعقدت عددا من الاجتماعات بحثت خلالها كثيراً من التفاصيل، لهدف نجاح اللقاء وخلصت التوصيات الى اهمية ان ينحصر في الوقوف أمام «التوافق الوطني الجنوبي. - ترشيد الإعلام الجنوبي»..
وتم اثراء النقاش حول أهمية التوافق الوطن، حيث تم تناول هذه المسالة بشفافية بالغة، وتم التطرق الى الآثار الكارثية (للاحتواء او للإقصاء )، اي دمج قوى سياسية جنوبية متنوعة في قالب تنظيمي واحد واقصاء قوى أخرى من الممارسة السياسية خارج هذا التنظيم ، وكلا النهجين ينكر التنوع الطبيعي الذي يعيشه اي مجتمع متعايش مع تنوعه، وكلا النهجين، اما تفجر من داخله او شهد صراعات الاستقواء التي توارثها ابناء الجنوب منذ الاستقلال حتى حينه».
وبشأن ترشيد الاعلام الجنوبي تم عرض ما رأته اللجنة التحضيرية في جانب الاعلام، واهميته في خدمة القضية الجنوبية وأهداف شعب الجنوب وصناعة الوئام الجنوبي وتسويق المشروع الوطني الجنوبي بكافة ابعاده ومأسسة العمل الاعلامي بشكل احترافي وبناء سياسة اعلامية بموجهات وطنية جامعة.
 
وفي ضوء هذه أوصى الحاضرون المكونات الجنوبية الفاعلة والمؤمنة بالقضية الجنوبية بتبني تشكيل فريق توافق جنوبي بواقع ممثل واحد لكل مكون فاعل، ويعمل هذا الفريق بشكل دائم، مع احتفاظ كل مكون باستقلاليته التنظيمية عملا بحق التنوع السياسي والالتزام فقط بكل ما يتم التوافق عليه من برامج في إطار العمل الوطني الجنوبي.
 
ووضع الفريق اللوائح الداخلية المنظمة لعمله ويحدد الآليات المناسبة لتنفيذ البرامج المتفق عليها ووضع ميثاق شرف اعلامي يحدد فيه اهداف وضوابط الخطاب الاعلامي الجنوبي بحيث يعلي البعد الوطني في السياسة الاعلامية على غيرها من الابعاد الأخرى (ما دون الوطن).

ويعرّف "الحوار" بأنّه محادثة بين شخصين أو أكثر تتميز بالانفتاح والصراحة والإنصات، ولفظة  "الحوار" تحمل تأكيداً متساوياً على العلاقة بين الأشخاص المعنيين، وثمة فرق شاسع بين لفظتي الحوار والنقاش، فالنقاش"يتضمن عنصراً تنافسياً للتأكيد على تفوق رأي واحد، في حين أن "الحوار" ينطوي على تفاهم متبادل ويهدف إلى تحديد أرضية مشتركة.

 والحوار يتضمّن حول النزاعات والاختلافات في الرؤى والافكار والاتجاهات وطرق إقامة الحوار تستدعي مهارات جيّدة في التيسير من أجل تمكين المشاركين من الاستفادة من الحوار والوصول إلى النتائج البنّاءة والمرجوّة.

وجوهر الحوار الناجح يتجلى في كونه تفاعلاً يتم وجهاً لوجه بين أعضاء ذوي خلفيات وقناعات وآراء مختلفة يحترمون خلاله بعضهم البعض كبشر، وهم على لاستعداد للاستماع لبعضهم البعض بعمق وبقدر كافٍ  لإلهام تغيير ما في المواقف وللاستفادة من  التجارب المختلفة والذي يساهم في بناء توافق.

وهناك نمط آخر يُعرف بالتوافق على أنه "اتفاق عام، يتميز بعدم وجود معارضة مستمرة لقضايا جوهرية من قبل طرفها من أطراف المعنية ومن خلال عملية تشمل مراعاة الأطراف المعنية والتوفيق بين  الحجج المتضارب.

والمتأمل في عملية الحوار الوطني الجنوبي في تبلور كفكرة ومنطلق للثورة الوطنية الجنوبي ومر بعدد من الطرق الحوارية النقاشات والتوافقات والحوارات الجزئية وقد قوبلت تلك الخطوات قبولا وتفاعلا بين مكونات وأطياف شعب الجنوب في الداخل والخارج ومثلت القاعدة الصلبة التي ستقود لحوار وطني جنوبي شامل لاسيما بعد التحولات السياسية والعسكرية التي شهدتها الجنوب واليمن والاقليم وتعد تلك التطورات عوامل مساعدة للإعداد للحوار الشامل المبني على المبادئ والأسس وفق آليات وطنية تسهم في الانطلاق نحو جبهة وطنية جنوبية تؤسس لعملية نهوض بقضية شعب الجنوب لترسم تقارب للآراء وتعزيز للثقة لأجل النهوض بقضية شعبنا الجنوبي عبر مختلف القوى السياسية والمجتمعية.

مرتكزات ومبادئ الحوار يجب أن تنطلق من وجود ثوابت وطنية مشتركة بين الأطراف المتحاورة وما لم تكن هده الثوابت واضحة فان الحوار سيكون غير مجد، فالمصلحة الوطنية الجنوبية العليا يجب أن نحافظ عليها على الرغم من اختلاف توجهاتنا سواء كنا أحزاب أو منظمات أو شخصيات أو مرجعيات قبلية أو سياسية أو اجتماعية، فكلنا نشترك في هم واحد وهو استعادة الهوية والحفاظ على المصلحة الوطنية الجنوبية لكوننا نعيش تحت مظلة هدا الوطن.

  • الرؤية العامة:  إيجاد توافق وطني جنوبي يفضي إلى جبهة وطنية جنوبية تؤسس لعملية نهوض بقضية شعب الجنوب؛ لترسم تقارب للآراء وتعزيز للثقة لأجل النهوض بقضية شعبنا الجنوبي عبر مختلف القوى السياسية والمجتمعية والعسكرية والدينية ومكونات المجتمع المدني الجنوبي كآفة.
  • المبادئ والأسس العامة:
  • يعد الجنوب وطن وهوية ودولة وسلطة جامعة لكل أبناء الجنوب بمختلف فئاتهم واتجاهاتهم السياسية والاجتماعية والثقافية والفكرية، الخ.
  • إن شعب الجنوب بهويته الوطنية السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية المجسدة لإرثه الثقافي والحضاري الخاص به يعد جزء من الهوية العربية والإسلامية الجامعة.
  • إن جغرافية أراضي دولة شعب الجنوب تعد وحدة متكاملة بحدودها التاريخية والسياسية وهو وحده من يقرر مصيره على أرض وطنه وليس لأحد الحق أن يتنازل عنه بأي صورة كانت خلافا لإرادة شعب الجنوب أو دون الرجوع إليه.
  • شعب في الجنوب هو أساس ومصدر كل سلطة وشرعيتها يمارس بصورة مباشرة عن طريق الانتخابات والاستفتاء وبصورة مباشرة عن طريق مؤسسات دولته المنبثقة عن إرادته الحرة.
  • التوافق على التعدد والتنوع في الرؤى والمشاريع السياسية حق مكفول لكل إنسان وليس لأحد منع أو انتهاك ذلك الحق أو استخدام القوة أو العنف أو الحيلة لفرض رأيه أو مشروعه بل يجب حل الخلافات والتباينات عن طريق الاستفتاء والانتخابات الحرة النزيهة والرجوع لإرادة الشعب الجنوبي.
  • إن الحوار الوطني الجنوبي يتطلب الوضوح والشفافية والصراحة؛ لكون الحوار يتناول قضية وطنية كبرى لا تستعدي المداهنة أو المكابرة .
  • الثوابت الوطنية الجنوبية التي يقرها الشعب ليس فيها حرية رأي أو رأي أخر ولا تخضع للمساومات الشخصية والمزاجية ولا تتحدد بأطر شخصية أو حزبية أو مناطقية أو قبلية.
  • الشمول في المشاركة والموضوعات والشفافية والوضوح والالتزام بالمخرجات وتنفيذه.
  • أهداف الحوار العامة:
  1. الاتفاق حول القاسم المشترك الذي لا يختلف فيه معظم أبناء شعب الجنوب وهو استعادة الدولة الجنوبية المنشودة بحدود ما قبل عام 90م هي الأساس ولا يمكن الحياد عنها.
  2. الاتفاق حول تحقيق ذلك الهدف فمن خلال الوسائل التي قد لا نختلف فيها حقيقة ولكن قد نختلف في أولوياتها وليس معنى ذلك أن هذه الأولويات مهمة أو غير مهمة وإنما نحن نراعي الظرف الذي نعيش فيه، حين النظر إلى هده الأولويات.
  3. الاتفاق والتعاون والتناصر مع الكيانات الجنوبية الوطنية الفاعلة باعتبارها آلية لتحقيق ذلك الهدف ومناقشة أي ملاحظات حوله.
  4. الوصول إلى اتفاق مع المكونات الجنوبية ذات المطالب الحقوقية والاجتماعية وضمان تحقيق مصالحها في أطار الدولة الجنوبية الموحدة.
  5. الوصول إلى مصالح وطنية كبرى من خلال الاتفاق مع الأحزاب والمكونات السياسية الجنوبية لتعزيز مبادئ الشراكة المستقبلية في السلطة عند استعادة الدولة.
  6. الحصول على حشد وتأييد شعبي واسع لخطوات تنفيذ مراحل الحوار الوطني الشامل.
  7. الحد من الهوة والخلاف بين المكونات الجنوبية والخروج بتوصيات مشتركة لما فيه قوة الجبهة الجنوبية وتماسكها في سبيل انتزاع حقوقها واستعادت دولتها.