"نجاة قائد عسكري بارز من تفجير إرهابي بعدن"..

الهجمات الإرهابية.. ورقة أخيرة لإضعاف المجلس الانتقالي الجنوبي

تشكيل من القوات المسلحة الجنوبية - أرشيف

نصر محسن
كاتب صحافي متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

هجوم إرهابي جديد يضرب العاصمة الجنوبية عدن، ظهيرة الأحد الـ15 من مايو/ أيار، المستهدف هذه المرة العميد صالح حسين الذرحاني، رئيس العمليات المشتركة في القوات المسلحة الجنوبية، والذي نجأ من تفجير مركبة ملغومة ركنها إرهابيون على قارعة الطريق امام مركز شرطة المعلا في شارع الشهيد مدرم، فجرت عن طريق جهاز تحكم عن بعد، وفق ما أفادت مصادر أمنية صحيفة اليوم الثامن.

وهذا هو الهجوم الأحدث من سلسلة هجمات إرهابية ضربت العاصمة عدن والضالع وأبين وحضرموت، تشير أصابع الاتهام إلى جماعتي الحوثيين والإخوان، حيث تقول تحقيقات لوحدة مكافحة الإرهاب في عدن، "إن تعاونا مشتركا بين الحوثيين والإخوان"، لاستهداف القيادات العسكرية والسياسية والأمنية في المجلس الانتقالي الجنوبي، بهدف اضعافه بعد ان فشلت تلك القوى في هزيمته عسكرياً خلال السنوات الثلاث الماضية.

المجلس الانتقالي الجنوبي، هو تكتل سياسي يضم كل القوى السياسية والأمنية والحزبية الجنوبية، وهو جاء نتيجة لتوحيد فصائل الحركة الوطنية الجنوبية "الحراك الجنوبي"، التي دشنت تظاهراتها في العام 2007م، في ذكرى الاحتلال العسكري لمدن الجنوب في الـ7 من يوليو/ تموز العام 1994م، عقب اقل من ثلاث سنوات على توقيع وحدة هشة، لم يستفت عليها الشعب الجنوبي.

وقالت مصادر أمنية جنوبية لصحيفة اليوم الثامن "ان مركبة ملغومة بمواد متفجرة، فجرت عن بعد لحظة مرور موكب العميد الذرحاني، لكن دون سقوط أي ضحايا، لكن هناك خسائر مادية خاصة في الممتلكات الخاصة للمواطنيين.

ووقع الهجوم امام حديقة للأطفال، لكن توقيت التفجير صادف قبل ذهابهم إلى الحديقة، التي تحضن أطفال الحي مساء كل يوم، وهو كذلك امام مركز شرطة المعلا المحلي، دون ان تكشف الأجهزة الأمنية عن التسجيلات المرئية التي يفترض انها وثقت عملية ركن المركبة والتوقيت الذي تم ركنها فيه.

وقالت مصادر أمنية لصحيفة اليوم الثامن "إن عملية التفخيخ ربما تمت في حي المعلا، لأن هناك صعوبة بنقل مركبة ملغومة والمرور بها في الحواجز الأمنية، وهي تحمل متفجرات".

ونشرت وسائل إعلام يمنية معلومات تفيد أن ضابطا رفيعا في ميليشيات الحشد الشعبي التابعة لإخوان اليمن في مدينة تعز، تعرض للاعتقال في العاصمة عدن، أكدت معلومات أخرى انه متورط بالتخطيط لعملية اغتيال رئيس العمليات المشتركة، لكن لم يتم التأكد من مصادر محايدة.

وتسعى قوى يمينة مدعومة من اطراف إقليمية الى اضعاف المجلس الانتقالي الجنوبي، لكي تحاول إعادة السيطرة على الجنوب مرة أخرى، على غرار حرب العام 1994م، وحرب 2015 وحرب 2019م، حيث ذهب القيادي في حزب المؤتمر فهد طالب الشرفي الى التلويح بانه مع قضية الجنوب لكنهم كقوى سياسية يمنية ليسوا مسؤولين في حال وشنت القوى اليمنية الشمالية حربا ثالثة على الجنوب، متجاهلا الحرب التي شنها الإخوان في العام 2019م.

وأوضح نائب رئيس شعبة التوجيه المعنوي بمحور تعز العسكري، العقيد عبد الباسط البحر، أن قوات من اللواء الخامس “حزام أمني” اختطفت العميد عبده قاسم البحيري، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية بتعز مع مرافقيه واقتياده إلى جهة مجهولة.

وزعم البيان أن عملية الاختطاف تمت أثناء ما كان العميد البحيري في طريقه لحضور الاجتماع الدوري الرسمي لقيادة الشعب المنعقد في مقر دائرة هيئة الاستخبارات العسكرية والاستطلاع بالعاصمة عدن.

وقالت معلومات أمنية متداولة ان رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، متهم بالتورط في التخطيط لاغتيال رئيس العمليات المشتركة في العاصمة عدن.

وأكد القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي منصور صالح، أن الإرهاب الذي يضرب عدن وعدد من محافظات الجنوب حاليا، هو إرهاب سياسي مرتبط بنتائج مشاورات الرياض، التي دعا إليها مجلس دول التعاون لدول الخليج العربي، وانعقدت في الفترة من 29 مارس /آذار إلى 7 أبريل /نيسان.

وأضاف في تصريح لوكالة "سبوتنيك" الروسية أن المنظومة السابقة ترتبط بشكل واضح بعلاقة تخادم مع التنظيمات الارهابية، ومنذ الدعوة لمشاورات الرياض، أدركت أن الهدف من هذه المشاورات هو طي صفحتها وإصلاح الخلل الذي يعتري هيكل الدولة، ومن ذلك سيطرة جماعة الإخوان على قرار الشرعية.

وتابع القيادي في الانتقالي الجنوبي" عملت قيادات سياسية سابقة وعسكرية حالية مناوئة للوضع الجديد على تحريك الأوضاع وإطلاق سراح عناصر إرهابية، واعتمدت لها مخصصات مالية هائلة لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف قيادات جنوبية.

وأوضح صالح "بكل أسف تقوم علاقة القوى اليمنية مع الجنوب على هذا الأساس منذ احتلاله في السابع من يوليو/ تموز 1994، بدءا من تجنيد العناصر الارهابية في الحرب الظالمة التي شنت ضده، ثم بتنفيذ عمليات اغتيالات لعدد كبير من الكوادر الجنوبية، وانتهاء بتسليم مدن للقاعدة ومحاولة تصوير الجنوب كبيئة حاضنة للإرهاب.

وبين القيادي بالانتقالي، أن مايجري اليوم هو محاولة متوقعة لتعطيل عملية الانتقال السياسي للسلطة، وإيقاف عملية الإصلاح في المؤسسات الرسمية، وتخليصها من نفوذ وعبث المنظومة السابقة، ومن ذلك تعطيل استكمال تنفيذ اتفاق الرياض، وخاصة ما يتعلق بخروج القوات العسكرية اليمنية الشمالية من الجنوب وتوجهها لقتال الحوثي وفقا لمقتضيات اتفاق ومشاورات الرياض.

ونوه صالح إلى أن مايحدث من تنشيط وتحريك للإرهاب أمر متوقع وهو حرب قديمة جديدة ضد الجنوب، وستستمر، لكن القوات الجنوبية ستتصدى لها ولديها القدرة على إفشالها كما افشلتها سابقا، رغم أن الخسائر كبيرة ومؤلمة.

وقال "نحن نخوض حربا مع منظومة وقوى يمنية مرتبطة مع تنظيمات إرهابية متمرسة في الإرهاب ولديها مخاوف حقيقية من أن الجنوب يسير باتجاه الخلاص منها نحو بناء دولته، وأن بقائه في ظل هيمنة هذه القوى لن يكون سوى بإرباك مشهد التحولات السياسية الأخيرة، وإغراق محافظات الجنوب في الإرهاب.

واستدرك صالح، انه لا يمكن بحال من الأحوال تبرئة جماعة الحوثي مما يحدث سيما في ظل بقاء سيطرتها على قطاع الاتصالات وتمكنها من رصد ومتابعة القيادات المطلوب تصفيتها، موضحا أن لدى الجماعة الحوثية "أنصار الله" عناصرها وخلاياها التي تدخل الجنوب وخاصة عدن تحت مسمى النزوح، أو بادعائها أن عناصر موالية للشرعية اليمنية.

يذكر أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي كان قد أعلن في 7 أبريل/ نيسان الجاري، نقل صلاحياته إلى مجلس قيادة رئاسي لاستكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية في اليمن.

ومنذ بداية شهر رمضان الماضي، يشهد اليمن هدنة لمدة شهرين دعا إليها المبعوث الأممي هانس غرونبرغ ووافقت عليها كل الأطراف، رغم تبادل الاتهامات الإعلامية بين أطراف الحرب بخرق الهدنة.

ويشهد اليمن منذ 7 أعوام معارك عنيفة بين جماعة "أنصار الله" وقوى متحالفة معها من جهة، والجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دوليا مدعوما بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية من جهة أخرى لاستعادة مناطق شاسعة سيطرت عليها الجماعة، بينها العاصمة صنعاء.