مسؤولون يعلنون من الرياض تأييد "الانقلاب الناعم"..

تقرير: بن دغر وجباري.. كيف تشرعن "الشرعية" الأذرع الإيرانية باليمن

مسلحو ميليشيات الحوثي الموالية لإيران على تخوم مدينة مأرب المعقل الأخير لحكومة هادي - أرشيف

نصر محسن
كاتب صحافي متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

كشف سياسيان يمنيان عن مؤشر بداية انقلاب ناعم على حكومة الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، المقيم في المملكة العربية السعودية، والمدعوم من تحالف عربي تقوده الرياض وابوظبي، الأمر الذي أدى الى انقسام المواقف بين الرافض والمؤيد لهذه الخطوات.

وقالت مصادر مقربة من الرئاسة اليمنية لصحيفة اليوم الثامن ان هادي عبر عن رفضه لهذه التصريحات التي زعمت المصادر إن الهدف منها إطالة امد الحرب والقتال على الرغم من التوجه السعودي لوضع حد ونهاية للحرب المدمرة.

ودعا أحمد بن دغر وعبدالعزيز جباري، الى تشكيل تحالف سياسي هدفه إزاحة هادي من الحكم واستبداله بمجلس رئاسي طالما طرحته اطراف اقليمية مناهضة للتحالف الذي تقوده الرياض.

وكشفت الصحافة السعودية عن رفض الرياض لهذه المواقف التي تشجع الحوثيين على المضي في تحقيق المزيد من المكاسب الميدانية خاصة في مأرب المحاصرة، فيما دعمت وسائل إعلام يمنية ممولة من اللجنة الخاصة موقف "بن دغر والجباري"، وشجعت على انهاء الحرب بما يساعد في انهاء الازمة الاقتصادية التي تضرب الجنوب المحرر.

ودعا السياسيان إلى تحالف يمني يسعى إلى وقف فوري للحرب، وحوار وطني شامل لا يستثنى منه أحدًا"؛ في إشارة الى استعدادهما اشراك الحوثيين في هذا التحالف الذي قالا انه سيكون برعاية أممية ودعم قومي، يكون هدفه الوصول إلى سلام عادل ودائم وشامل، يستند إلى المرجعيات التي شكلت يومًا ما محلاً للأجماع اليمني، وبما يحافظ على الوحدة اليمنية".

وأعلنت تكتلات سياسية موالية لهادي، رفضها لبيان بن دغر والجباري، فيما رحب مسؤولون يمنيون في الرياض، بالبيان ودعوا الى أهمية تطبيقه بما ينهي الحرب، في إشارة الى قبولهم بسلطة الأمر الواقع التي يفرضها الحوثيون على جغرافيا اليمن الشمالي باستثناء مركز محافظة مأرب.

وقالت المسؤولة في وزارة الإعلام ابتسام أحمد العسيري ان نهم يرغبون في نهاية الحرب لا توقيفها، مشيرة الى انها تحصل على مرتب خمسة الف ريال سعودي، لكنها لا تأتي شهريا باستمرار، وانهم يرغبون في وضع نهاية للحرب وليس توقيفها.

وكانت العسيري تدون على موقع فيس بوك "ان الشعب اليمني يطالب بإنهاء الحرب، لا ايقافها".

وأعلن السياسي اليمني علي البخيتي البيان الصادر عن بن دغر بانه يعبر عن حالة من الانهزامية امام الحوثيين الموالين لإيران.

وكتب البخيتي على منصة تويتر "بيان بن دغر وجباري جميل من ناحية رص العبارات، لكن عندما أرى حسين العزي يغرد ردًا عليهم واصفًا لهم بـ المرتزقة أتيقن أن دعوة السلام من المهزوم ما هي إلا دعوة للإستسلام. ولم أسمع قط عن تشكيل تيار وطني يكون مشروعه الاستسلام لجماعة أيدلوجية وليس تصحيح الأخطاء لتصويب مسار الصراع معها".

 واعتبرت مصادر سياسية يمنية إن بيان بن دغر والجباري المشترك لا ينفصل عن الزيارة التي قام بها الجنرال علي محسن الأحمر إلى قطر، والتي اشارت مصادر سابقة لصحيفة اليوم الثامن الى ان الزيارة هدفها شرعنة تدخل قطري في الجنوب لدعم الاخوان.

واعلن البرلمان اليمني (المنتهية ولايته)، رفض لتصريحات نائب رئيس البرلمان عبدالعزيز الجباري، معتبرا ان هذه التصريحات تعبر عن آراء أصحابها.

وتعاني الرئاسة اليمنية من ازمة مستفحلة جراء الانقسام الحاد الذي حدث بفعل الانقسام بين مشاريع الدول الإقليمية المتصارعة فيما بينها، حيث ذهب جزء كبير من اعضاء الشرعية اليمنية صوب معسكر إيران وقطر وسلطنة عمان، فيما بقي القليل في العاصمة السعودية، لكن لا يخفون تأييدهم المطلق للفصيل المحسوب على المعسكري القطري الايراني العماني.