الدور الخفي لحزب الإصلاح في اليمن

تنبه الكثيرون لدور حزب التجمع اليمني للإصلاح، بعد تقرير الأمم المتحدة الذي لم ينصف التحالف العربي، باعتماده تقارير صادرة من منظمات تابعة للحوثيين، وصادرة كذلك من منظمات ممولة من حزب الإصلاح (إخوان اليمن)، حالة الانتباه لهذا الدور الخفي لمنظمات حزب الإصلاح المتورطة تماماً في تقديمها التقارير المسيئة للتحالف العربي، تعتبر أيضاً مهمة، حتى وإن تأخر الانتباه إلى ما ينسجه حزب الإصلاح على مدى عاصفة الحزم ومنعطفاتها، ولهذا، لا بد من كشف خبايا هذا الحزب وأفعاله.
دائماً ما يبرز تقرير منظمة سام للحقوق والحريات، وهو الممول قطرياً، والذي أشرفت عليه توكل كرمان ودعمته عبر علاقاتها، حتى وصل إلى دوائر حقوقية وأممية، احتمل التقرير جملة من المغالطات، واستند على شهادات زور من أطراف مختلفة، وتضمن في فحواه مزاعم بأن التحالف العربي يمتلك سجوناً سرية في المحافظات الجنوبية المحررة، وتحديداً عدن والمُكلا، كما زعم التقرير وجود حالات تعذيب واختطاف خارج القانون..
وعندما صدر ذلك التقرير، كان من الملاحظ أن الآلة الإعلامية لجماعة الإخوان، بداية من قناة الجزيرة القطرية والقنوات التابعة لحزب الإصلاح والكثير من المواقع الإخبارية الإلكترونية، قد تعاملت مع التقرير بشكل يظهره بأنه حقائق ثابتة لا يمكن الطعن فيها، ولم تتوقف هذه الآلة الإعلامية، حتى مع تمرير التقرير إلى دوائر أممية عبر الدبلوماسية القطرية.
وبرغم أن الرد كان عبر اللجنة الوطنية التي فندت كافة ما ورد في التقرير، غير أن حزب الإصلاح واصل منهجية الدعم للتقرير المضلل عمداً، كانت الخطة التي ينفذها حزب الإصلاح، عبر كافة دوائره السياسية والإعلامية، تركز على مسألة أولى، وهي تفكيك تحالف الدول العربية الأربع (السعودية والإمارات ومصر والبحرين)، الذي أعلن مقاطعته لدولة قطر في 5 يونيو 2017 م، حاولت كافة الدوائر التابعة لحزب الإصلاح، أن تحقق نجاحاً في هذا التكليف.
لم تُحقق تلك الحملة نجاحاً يذكر، فتقدمت توكل كرمان بشخصها، وعبر ما تمتلكه من وسائل إعلام، على رأسها قناة (بلقيس ويمن شباب)، بخطوة لافتة، وهي الهجوم على السعودية، كان لافتاً لكل المراقبين، هذا التطور في الخطاب العدائي تجاه قيادة التحالف العربي لإعادة الشرعية إلى اليمن، فكيف حدث هذا الانكشاف، ولماذا الآن؟.
أظهرت السعودية والإمارات، تلاحماً وإصراراً أكثر تجاه مكافحة الإرهاب، واتضح أنه من غير الممكن ضرب هذه العلاقة، التي أصبحت تعبر عن مصير مشترك في مواجهة الحملات الإرهابية التي تقودها جماعة الإخوان، وبات من الواضح عزم السعودية والإمارات للذهاب إلى أبعد ما يمكن في مواجهة تمويل قطر للإرهاب، وهذا يعني بالتأكيد، التضييق على الجماعات المرتبطة بقطر، وعلى رأسها إخوان اليمن.
مع تواصل المعارك في اليمن، باتت كل المؤشرات تؤكد أن الأجندة الحزبية هي الممانعة لذلك، فالعمليات ما زالت مستمرة على جبهات نهم وميدي والجوف، وحالة الجمود العسكرية تبقى هي السائدة، كما أن ما فعله حزب الإصلاح في تعز، كان ابتزاز للتحالف العربي، ظهرت حقيقته في أكتوبر 2017 م، بحشد الحوثيين لأبناء تعز في احتفالات جماهيرية، كشفت وجهاً خائباً لتَكسُب حزب الإصلاح من معاناة السكان والمتاجرة الرخيصة بأرواح المدنيين، الذين لا حول لهم ولا قوة، في ظل تسلط جماعتي الحوثي والإصلاح.
لم يتوقف خذلان حزب الإصلاح للتحالف العربي عند هذا الحد، فيكفي إعادة الذاكرة إلى الأسبوع الأول من انطلاق عاصفة الحزم، عندما سلم حزب الإصلاح مدينة المُكلا لتنظيم القاعدة الإرهابي من دون مقاومة تذكر آنذاك، كما أن ما ثبت خلال السنوات الثلاث الماضية من انتماء عدد من الانتحاريين إلى جامعة الإيمان في صنعاء، تؤكد أن هذا الحزب يجند الأفراد للقيام بالعمليات الإرهابية، كما أن ما تم كشفه من مخازن للذخيرة في الجامعة 2014 م، تؤكد المخططات الإجرامية الواسعة.
لا يمكن بعد كل هذا المسار المتواطئ من حزب الإصلاح، التنبؤ بأن يكون عنصراً فاعلاً في دعم انتصار الشرعية، بل على العكس تماماً، فالتوجيهات القادمة لكوادر الإصلاح في اليمن، هي التمسك بمكتسباتهم الحالية، والانتظار حتى اقتناص اللحظة المواتية للانقضاض على السلطة السياسية، هذا ما يسعى إليه الحزب الذي لا يعرف انتماءً لوطن أو اعترافاً بتضحيات دول التحالف في سبيل إعادة الشرعية وحماية الأمن القومي العربي، كل هذه الاعتبارات لا تعني شيئاً عن جماعة لطالما باعت أوطانها وخذلت الشعوب عبر تاريخ طويل من الغدر والخيانة.