خدمةً للعدو والمشروع الصهيوني..

التوحش والإرهاب التكفيري يستهدف قلب الأمة مصر

إنَّ الجماعات الإرهابية التي تعتدي على أبناء الشعب المصري العزيز من مُسلمين ومسيحين ، وتستهدف الجيش المصري البطل والأجهزة الأمنية والشرطيةالأبطال في سيناء وغيرها من المحافظات والمدن المصرية ، هي من أكثر االجماعات الإرهابية التكفيرية الإجرامية إثارةً للتساؤلات حول دوافع تأسيسها والجهات المشبوهة التي تقف وراءها ، حيث لا توجد لها أية قاعدة شعبية في سيناء أوبقية المناطق والمحافظات والمدن المصرية ، ولا تجد دعماً أو مباركةً علنيةً من أية جهة مصرية أو عربية أو إقليمية أو دولية ، الأمر الذي يثير شُبُهات وتساؤلات كبيرة وخطيرة للغاية حول هذه الجماعات الإرهابية الإجرامية التكفيرية المُتَوَّحشة في مصر ، ومن المؤكد أنّها أداة تخدم وتنفذ مخططات ومؤامرات العدو والمشروع الصهيوني ، وكذلك تنفذ مؤامرات كل مَنْ يعادي مصر وفلسطين والأمة العربية ، لأنَّ الأمن القومي المصري هو الدرع الواقي والضمان الحقيقي للأمن القومي العربي والفلسطيني ، وفي ظل الفوضى والصراعات الطائفية والمذهبية والعرقية والإثنَّية التي تضرب المنطقة العربية والإسلامية ، فإنَّ مصر الشقيقة الكبرى ، هي عامود الخيمة  والدولة الأكثر تأهيلاً وقدرةً على استنهاض الأمة الإسلامية والعربية وتصويب مسارها ، ومواجهة المؤامرات التي تستهدف فلسطين والأمة الإسلامية والعربية من الكيان الصهيوني والغرب وبعض دول الإقليمية المتآمرة معهما ، وتسعى هذه الجماعات الإرهابية التكفيرية العميلة للعدو الصهيوني وأدواته في المنطقة ، إلى إضعاف الدور المصري المركزي والمؤثر إسلامياً وإقليمياً وعربياً ومحلياً وفلسطينياً ، وعرقلته عن إدارة الملف الفلسطيني والملفات الإقليمية والعربية والدولية الهامة ، من خلال إشغالها ومحاولات استنزافها  للجيش المصري وكافة الأجهزة الأمنية المصرية ، كما أنَّ استمرار الإرهاب التكفيري الإجرامي المُتوحش في سيناء خصوصاً ، ومصر عموماً يضُرُ كثيراً بالقضية الفلسطينية ، وقد يكون من بين أهداف العدو الصهيوني من ورائه تهيئة أراضي سيناء العزيزة لأية تسوية سياسية قادمة لتصفية القضية الفلسطينية، ولذلك فمن المتوقع أن يُكَّثِّف الإرهاب الإجرامي التكفيري في سيناء من ضغوطه على قطاع غزة كي يبقى مُحاصراً ، بناءًا على رغبة وتعليمات ومخططات العدو الصهيوني ، الذي يواصل حصاره للقطاع المظلوم للعام الحادي عشر على التوالي.

ومن المهم هنا أن نتذكر أنَّ ظهور تنظيم داعش الإرهابي التكفيري المتوحش  تم بالتزامن مع دعوة وزيرة الخارجية الأميركية الأسبق كوندليزا رايس في27/5/2005 من لبنان لــ ( شرق أوسط جديد ) ، و( الفوضى الخلاَّقة ) ، أي: التدمير الذاتي لمقدرات الأمة الإسلامية والعربية ، وتفكيكها دون التدخل عسكرياً في هذه الدول ، مع الإقتصار على تدريب أدواتها ودعمهم مالياً وعسكرياً ، وتقديم الخطط لهم ، بدءًا في تنفيذ مشروعهم الشيطاني من غزة لفصلها عن القدس والضفة الغربية وبقية أراضي فلسطين المحتلة ، وما تبعه ذلك من إنقسام فلسطيني مؤسف بدأ صيف العام 2007، لانهاء حلم اقامة دولة فلسطينية على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وتدمير المشروع الوطني الفلسطيني ، ثم السعي إلى تدمير العراق وتونس وليبيا وسوريا واليمن ، وصولاً إلى مصر الشقيقة الكبرى وقلب الأمة ، وهي التي تقع في قلب ومركز أهداف ومخططات العدو الصهيوني وجميع أعداء الأمة ، من أجل تدمير واستنزاف جيشهاالبطل  وأجهزتهاالسيادية والأمنية وكافة مؤسساتها ومقدراتها ، تمهيداً ـــــ لاسمح الله ـــــ لتقسيمها وتفتيتها كما حصل في سوريا والعراق وليبيا واليمن والصومال وغيرهم من البلدان الإسلامية والعربية .

والحمد لله وبفضله فقد فشل هذا المشروع  التخريبي التدميري في بلاد خير أجناد الأرض مصر ، واعترفت بهذا الفشل وزيرة الخارجية الأميركية  السابقة هيلاري كلينتون في كتابها المنشور مؤخراً ، حيث قالت : ( كل شيء انهار فجأة دون مقدمات . فالأموال التي تم صرفها لبعض مؤسسات المجتمع المدني ، والأحزاب ولجماعة الإخوان المسلمين في مصر ، من أجل تقسيم مصر وإنهاء القضية الفلسطينية ، ورسم خارطة لشرق أوسط جديد انهار فجأة دون مقدمات).

وعلى الجانب الفلسطيني وبفضل الجهود المصرية التي بذلتها قيادة المخابرات العامة المصرية ، بتوجيهات وتعليمات فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ، ومتابعة حثيثة معالي الوزير خالد فوزي ، ووكيل جهاز المخابرات العامة ، ومسؤولي ملف فلسطين وقادة وكوادر الجهاز الوطني القومي العريق ، فقد نجحت مصر في الإعلان عن إنهاء الإنقسام الفلسطيني وبدء المصالحة الفلسطينية ، وتوحيد النظام السياسي الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة وعودة حكومة الوفاق الوطني إلى إدارة شؤون القطاع ، وبذلك تكون مصر قد وجهت طعنة في قلب التنظيمات الإرهابية التكفيرية التي جُنَّ جنونها ، وباتت تسعى بكل قوةٍ لتخريب المصالحة الفلسطينية ، وإفشال جهود القيادة والمخابرات العامة المصرية  ، حيث أن هذه التنظيمات التكفيرية كانت مستفيدة للغاية من استمرار الإنقسام الفلسطيني والحصار الصهيوني لقطاع غزة ، وفي المقابل فإنَّ أهل غزة الذين إعتبروا الرئيس عبد الفتاح السيسي والوزير خالد فوزي البطلان القوميان العربيان المصريان / الفلسطينيان ، لديهم الإستعداد بالموت دفاعاً عن مصر وقيادتها وجيشها البطل ، وكافة الفلسطينيين يعتبرون أنَّ الإرهاب التكفيري الإجرامي في سيناءوجميع محافظات مصر يستهدف مصر وفلسطين ، وخصوصاً غزة بنسف القدر والحجم ، وأن مصير فلسطين وقضيتها وشعبها يرتبط بمصير ومستقبل وقدر مصر.

وقد فُجِعتُ وحَزنتُ كما كل المصريين والفلسطينيين والعرب والمسلمين بالجريمة البشعة التي استهدفت مصلين مسلمين أبرياء مظلومين  أثناء صلاتهم يوم الجمعة الماضية 11 تشرين ثاني / نوفمبر 2017 ، في مسجد قرية الروضة قرب مدينة العريش شمال سيناء ، بالتزامن مع استعدادات المسلمين للإحتفال بعيد المولد النبوي الشريف لسيد الخلق والأنبياء أجمعين الرسول الأعظم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وجاءت المجزرة الوحشية البشعة ( مجزرة الجمعة السوداء) التي ارتكبها وحوش لاعلاقة لهم بدينٍ أو إنسانية أوعُرف وقيم وأخلاق ضد المُصلين الرُكَّع السجود في مسجد الروضة أثناء صلاة الجمعة بسيناء / أرض الطُهر والشهادة والبطولات والتضحيات ، لتُذَّكِّرَنا بالمجازرة الصهيونية النازية البشعة التي إرتكبتها عصابات التوحش الصهيونية قبل عام 1948 لزرع الرعب والخوف في قلوب الفلسطينيين ودفعهم لمغادرة بيوتهم وقراهم  ، وفي كلتا الحالتين فإنَّ ذنب الشهداء الأبرياء المظلومين الوحيد أنهم مسلمون ، يدافعون عن أرضهم ووطنهم وحقهم بالحياة ، وقد تجاوز مستوى الإجرام والتوحش بالفاشية التكفيرية والنازية الجديدة كل حدود الوصف والتوقع ولم نشهد لها مثيلاً أو شبيهاً على مدار التاريخ ، سوى الجرائم الصهيونية ، ففي كلتا الحالتين استهدف المجرمون الصهاينة والتكفيريون المساجد وبيوت العبادة ، ففي جريمة ومسجد الروضة بالعريش ( روضة الشهداء والجنة ) استهدف المجرمون القتلة المصلين العابدين الراكعين الساجدين الآمنين ، تماماً مثلما استهدف جنود العدو الصهيوني المصلين العابدين الراكعين الساجدين في الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل المحتلة ، والمسجد الأقصى المبارك في القدس الشريف المحتلة ، وغيرها من المساجد في مدن وقرى فلسطين المحتلة ، إنَّ مجزرة مسجد الروضة ، جريمة صهيونية  كاملة الأركان والمواصفات ، نُفذِت على الطريقة الصهيونية ، وبأدوات صهيونية متوحشة ، وتم تنفيذ هذه الجريمة والمجزرة البشعة التي راح ضحيتها ـــــ حتى الآن ـــــ 305 شهيداً ، من بينهم قرابة 30 طفلاً ، وأدّت إلى استشهاد جميع رجال بعض الأسر والعائلات ، من أبناء هذه القرية المسالمة الآمنة المؤمنة العابدة الطائعة لربها .

ووقعت هذه الجريمة البشعة وارتكب المجرمون الوحوش القَتَلَة هذه المجزرة الفظيعة ، إضافةً إلى سلسلة الجرائم البشعة الوحشية التي ارتكبوها سابقاً ، في الوقت الذي لايختلف فيه أحد على أنّ القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك وجميع مقدسات المسلمين في فلسطين المحتلة ، مُحتَّلَة ومُغتَّصَبة ومُدَّنَّسَة من الكيان الصهيوني الذي يسابق الزمن ليُكمِل تهويد القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك ، وجميع المقدسات الإسلامية في فلسطين المحتلة ، وتحويل قبلة المسلمين الأولى ومسرى الحبيب المصطفى ( صلى الله عليه وآله وسلم) وثاني الحرمين الشريفين ، إلى كنيس يهودي تلمودي صهيوني !!!  

ومن الواضح أنَّ عصابات التوحش والإرهاب الأعمى الذي لادين ولا ملة وجنسية له ، أرادت توجيه ضربة مؤلمة وموجعة لمصر الكنانة والعروبة التي نجحت في تحقيق واحتضان المصالحة الفلسطينية بعد أحد عشر عاماً من الإنقسام الفلسطيني المؤسف ، وتحقيقها انجازات هامة على صعيد العديد من الملفات الإقليمية الشائكة الأخرى ، كالملف السوري والليبي ، وغير ذلك من الملفات العربية والإقليمية والإفريقية والدولية.

حسبنا الله ونعم الوكيل على كل الإرهابيين المجرمين المتوحشين والمتآمرين على مصر الحبيبة وفلسطين وأمتنا وشعوبنا العربية والإسلامية ، هؤلاء الوحوش الذين يبيحون لأنفسهم سفك دماء المُصلِّين من المسلمين والمسيحيين والأبرياء والمستأمنين والآمنين في مصر وبلاد العرب والمسلمين ، ويستهدفون دونما تفريق المساجد والكنائس وبيوت العبادة وأضرحة ومقامات ومقابر المسلمين والمسيحيين ، ويسفكون الدماء البريئة في مصر وسوريا والعراق واليمن والصومال وليبيا ونيجيريا والباكستان وغيرها من البلاد العربية والاسلامية ، ويزعم هؤلاء المتوحشون المجرمون ـــــــ كذباً وزورًا وبهتاناً وافتراءً ــــ أنهم يسفكون هذه الدماء البريئة باسم الله ورسوله وباسم الاسلام !!، بينما الله سبحانه وتعالى ، والرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم ) والإسلام أبرياء منهم ، فالإسلام دين الإنسانية والرحمة والمحبة والشفقة والطيبة، ورسولنا الكريم (صلى الله عليه واله وسلم ) هو نبيّ الرّحمة والعطف والإنسانية والسماحة والوسطية والإعتدال ، وهو ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من عَلَّمَنَا صون وحماية حقوق وأعراض وخصوصيات وممتلكات المسلمين والمسيحين والأهل والجيران والناس أجمعين ، وقد وصفه الله جل وعلا خير وصفٍ ، حينما قال سبحانه وتعالى : ( وما أرسلناكَ إلا رحمةً للعالمين) ، أي المسلمين وغير المسلمين ، والبشر وغير البشر ، وقد أوصى الرسول الكريم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، الإمام على بن أبي طالب ( عليه السلام )  عند تكليفه إياه بفتح حصن خيبر الحصين ، إثر نقض اليهود لعهودهم ومحاربتهم لله ورسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وللإسلام والمسلمين، وتآمرهم مع المشركين وأعداء الإسلام ضد الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وضد المسلمين والدولة الإسلامية في المدينة المنورة وخارجها ، بالقول : ( لا تقتل راهباً ، ولا تقتل النساء ولا الأطفال ، ولا تقتل فلاح يزرع ولا تقطع الشجر … ) .

وهناك من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة ونهج الخلفاء الراشدين والصحابة والتابعين ( رضوان لله عليهم أجمعين ) ، مالايمكن حصره حول حرمة المساس بدماء المسلمين والنصارى وأموالهم وأعراضهم وممتلكاتهم ، وكذلك دماء وأموال وممتلكات وأعراض كل من توطَّنَّ وسكن واستأمن الحياة والعمل والسياحة في ديار المسلمين ، واعتبر الاسلام الحنيف أن : ( أكبر الكبائر هي ، جريمة القتل العمد ) ، والقتل محرم ، وعقوبته رادعة للقاتل في الدنيا والآخرة ، وأكد الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، أنَّ : ( هدم الكعبة أهون عند الله من سفك / أوقتل أمرؤ مسلم).

وكل من سكن وأقام وعمل واستجار في ديار الإسلام ، أوجاء زائراً وسائحاً وحاجّاً مستأمناً ، حتى لو كان غير مسلم الديانة، فهو مُسلم بالمواطنة ، ولم يسمح الإسلام بالمُطلق بالمساس بحقوق الديانة والعبادة والحياة والعمل لغير المسلمين ، ورفض أبداً إكراه غير المسلمين على الدخول في الإسلام ، ومَنَحَهُم حرية الإعتقاد والعبادة ، وحرية اختيار الدين والديانة ، بل وتكفَّلَ بحمايتهم وحماية معابدهم وكنائسهم وقساوستهم ، والإسلام العظيم دين العدل والعدالة والاعتدال والسلم والمسالمة والمحبة والرحمة والشفقة والتقوى ومكارم الأخلاق، والإسلام لم يأمر إلا بقتال المعتدي والمحارب والمجرم والمغتصب لديار المسلمين ومقدساتهم وحقوقهم والمنتهك لحرماتهم وأعراضهم ، مثلما هو الحال في وجوب قتال ومقاومة اليهود الصهاينة المجرمين المغتصبين لفلسطين المحتلة والقدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك .

ولا يزعم أحد من البشر ، وخصوصاً ( أصحاب الفتاوي التكفيرية ) و( أدعياء العلم الشرعي ) أنّه حجةً على الإسلام والمسلمين !! ، إنّما الإسلام الرحيم العطوف هوالحجة على الجميع ، وكل من يزعم أنّه يقتل الأبرياء المظلومين بإسم الإسلام ، فالإسلام منه براء، ولاعلاقة له بالاسلام ، وهؤلاء المجرمون إنّما يتحدثون عن دينٍ آخر لانعرفه ، ولايعرفه علماء وفقهاء الإسلام الحنيف ، والإسلام والمسلمون أبرياء من هذا التوحش التكفيري الإجرامي النازي البشع ، وإنَّ مرتكبي جريمة مجزرة الروضة بالعريش ، وجميع الجرائم وعمليات القتل البشعة الفظيعة والسلوك الهمجي ، يشاركون في مخطط صهيوني إجرامي جهنمي شيطاني عالمي يستهدف بالدرجة الأولى تشويه صورة الإسلام والمسلمين في أعين وأذهان جميع الناس ، ودفع المسلمين أنفسهم لهجر الإسلام وتركه ، ويستهدف الأمة الإسلامية كلها من خلال استهدافهم لكنانة الله في أرضه وقلب الأمة مصر العزيزة ، وكذلك إثارة النَعَرَات والفتن المذهبية والطائفية وتمزيق الأمة ، خدمةً للصهاينة وجميع أعداء الأمة الإسلام ، فلقد جعل الإسلام العظيم للنفس الإنسانية مكانةً مُحترمة، ومَدَحَ القرآن الكريم إحياء النفس وذمَّ قتلها ، فقال تعالى : ( مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) ، [ سورة المائدة ـ الآية 32] .

وإنَّ قتل النفس الإنسانية جريمة كبرى لا يرضاها الله تعالى، ولا يرضاها رسوله الكريم ( صلى الله عليه وآله وسلم) ، وجاء في القرآن الكريم : ( وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبَرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [سورة المائدة ـ الآية 2] .

وقال الله تعالى : ( إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) .

[سورة المائدة ـ الآية 33].

وقال تعالى : ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) .

[سورة النساء ـ الآية 93] .

وقال تعالى : ( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا) ، [ سورة الفرقان ـ الآية 68 ] .

وقال تعالى (وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا) ، [سورة الاسراء ـ الآية 33] .

وقال تعالى (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ، [سورة النحل ـ الآية 90] .

وورد في الحديث النبوي الشريف ، عن أبي سعيد وأبي هريرة ( رضي الله عنهما ) ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال: ( لو أنَّ أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار) رواه الترمذي.

وعن عبدالله بن عمروبن العاص ( رضي الله عنهما ) ، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) قال: (من قتل معاهداً لم يرح رائجة الجنة) رواه البخاري والنسائي، (من قتل رجلاً من أهل الذمة لم يجد ريح الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عاماً) ، (من قتل نفساً معاهدة بغير حلها حرم الله عليه الجنة أن يشم ريحها).

وعن أبي سعيد ( رضي الله عنه ) ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال: (يخرج عنق من النار يتكلم يقول وكلت اليوم بثلاثة بكل جبار وبمن جعل مع الله الهاً اخر وبمن قتل نفساً بغير نفس فينطوي عليهم فيقذفهم في غمرات جهنم) . رواه أحمد والبزار والطبراني.

ولذلك فإنني ــــــ كما كل المسلمين والفلسطينيين والعرب والأحرار في العالم ـــــــ أُدين مخطط وعمليات الإرهاب والاجرام والتوحش التي تستهدف الأبرياء في مصر العزيزة  ، وأُدين قتل إخوتنا المُصلِّين المسلمين في مسجد الروضة ، وكذلك قتل أخوتنا المسيحيين وتفجير كنائسهم التي حدثت قبل ذلك ، وكذلك أُدين استهداف الجيش المصري والشرطة وكل مايمس بمصر العروبة والكنانة ، وأُدين ما تتعرض له الشقيقة سوريا واليمن العزيز والصومال وليبيا والعراق من حروب إبادة منهجية لشعوبها وتمزيق لجغرافيتها وتغيير لبنيتها الديمغرافية ، وكل محاولات تقسيمها وتفتيتها لتنفيذ مخطط التقسيم الإستعماري الجديد ( سايكس بيكو 2) ، وإنَّ كل ما تشهده منطقتنا العربية والإسلامية هو نتاج مؤامرات أعداء الأمة وأعداء فلسطين، الذين خططوا ودفعوا المسلمين لذبح بعضهم البعض ، وأثاروا النعرات المذهبية والطائفية ، وصنعوا لنا الفتن الكبرى المتنقلة من بلدٍ إلى أخرى ، لكي نغيب ونبتعد عن التماس مع الخطر والتحدي الأكبر لفلسطين ومصر وسوريا والعراق واليمن وليبيا وكل الأمة؛ ( التحدي والمشروع الصهيوني ) ، الذي لايسعى فقط إلى استمرار احتلاله لفلسطين المباركة ، إنما أيضاً تدمير كافة مكوِّنَات الأمة الاسلامية والعربية ، ومنع نهضتها ووحدتها وتماسُكَها ، واستنزاف خيراتها ، وتمدده في كيانه السرطاني ، ليحقق حلمه الإستيطاني التلمودي بإقامة ( دولة إسرئيل الكبرى من النيل إلى الفرات !!) ، أي إزالة الدول العربية الكبرى والهامة وقلب الأمة : مصر وشمال السودان وفلسطين وسوريا ولبنان والأردن والعراق والأجزاء الشمالية من المملكة العربية السعودية حتى شواطئ الخليج ، والتي هي ــــ كما أخبرنا القرآن الكريم ، والنبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الأرض المباركة التي وردت في عشرات الآيات لقرآنية الكريمة ، ومئات الأحاديث النبوية الشريفة ، وهي أرض المحشر والمنشر ــــــ ،فهل يدرك الإرهابيون التكفيريون المجرمون المتوحشون أنهم أدوات في يد المشروع الإستعماري الصهيوني التدميري التخريبي ، من أجل إقامة ( دولة إسرائيل الكبرى ) ، وأنّ كل من يمولهم هم عملاء وصبية وسماسرة سلاح المشروع الصهيوني التلموذي ؟؟!…

رحم الله شهداء مسجد الروضة والجمعة السوداء في سيناء العزيزة وجميع الضحايا الأبرياء المظلومين في مصر الحبيبة  ، وفي فلسطين المحتلة وجميع الدول العربية والإسلامية، ولعنَّ الله العملاء المتوحشين الإرهابيين القتلة المجرمين ، وأتقدم من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي والقيادة المصرية ،  والشعب المصري العزيز وذوي الضحايا  والشهداء ، بأسمى آيات العزاء والمواساة ، سائلاً الله تعالى للشهداء الرحمة والمغفرة  والجنة والرضوان ، وللجرحى الشفاء العاجل.

وحسبنا الله ونعم الوكيل .