علي الزامكي يكتب:
هل حان الوقت لإيقاف الحرب؟!
الكل يدرك مخاطر الحرب التي شنتها مليشيات الحوثي وعفاش على الجنوب وعلى اليمن بشكل كامل ، والتي قامت فيها بحرب عدوانية على مقدرات الدولة وعلى كل مؤسسات الدولة المختلفة ، والتي هي أصلا كانت تعاني من عدد من الاختلالات وبعض الإشكاليات والنواقص المختلفة ، لكن هذه الحرب قضت على كل شيء في البلاد ، وأيضا خلفت أضراراً جسيمة في الأرواح وأيضا أضراراً مادية كبيرة في أرجاء اليمن شمالا وجنوبا .
وعلينا أن ندرك ونتمعن أن هذه الحرب جعلتنا في حالة طوارئ دائمة من الأزمات الاقتصادية الناتجة عن هذه الحرب المدمرة ، من هذه الأزمات أزمة تأخير الرواتب للموظفين العسكريين والأمنيين و المدنيين والمتقاعدين ومختلف شرائح المجتمع الأخرى ، حيث وصل صرف الدولار فيها ما بين 490 – 500 ريال للدولار ، وهذا بالنسبة لنا ولكل فئات مجتمعنا كارثة كبيرة جداً ، وأيضا في ظل هذه الحرب تفشت ظاهرة الفساد بصورة كبيرة جداً وتفشي الأمراض المختلفة في أوساط شعبنا الجنوبي وفي اليمن بشكل عام ، وأيضا الخدمات الأخرى تعطلت وانتشرت الأسلحة المختلفة بين الجماعات والعصابات وتقطع الطرقات وأيضا الاختلالات الأمنية والإرهاب والقتل في بعض المحافظات ..
لذا كلنا يدرك مخاطر الحرب ، وهذا لولا تدخل التحالف العربي – بعد الله تعال - لوصل الأمر إلى أكثر من ذلك ، ولكن إخواننا في التحالف العربي عملوا بكل ما يستطيعون عمله لتحرير المحافظات الجنوبية والجنوب. أيضاً كانت المقاومة الجنوبية لها الدور الأكبر وإدراكنا بمخاطر الحرب المدمرة التي فرضت علينا من قبل هذه المليشيات الحوثية العفاشية والتي أكلت الأخضر واليابس ويجب أن نفكر قليلا ونعرف خطورة هذه الحرب المدمرة والتي ستكون آثارها أكثر بكثير من ذلك .
حقيقة وبعد كل هذا نقول للكل : إن هذه الحرب ستكون مدمرة أكثر ما لم تتوقف ويتم استدعاء كل الأطراف الفاعلة فيها إلى حوار حقيقي نديّ بين الشمال والجنوب ، والوصول إلى مخرجات ترضي الجميع وتعمل على حقن الدماء التي سالت في كل مكان ، والبدء في حوار حقيقي وجاد نتوصل فيه إلى نتائج مقنعة للعالم والإقليم ككل ، ونرى أن الأمور قد نضجت أكثر من ذي قبل ، ولهذا نقول : حان الوقت لإيقاف هذه الحرب والعمل على إعادة الإعمار لكل البلاد شمالا وجنوبا والاستفادة مما حصل وأخذ العبرة والدخول في عهد جديد يسوده العدل والإخاء والاعتراف بنتائج الحرب.. مالم فإننا سندخل جميعنا في حرب لا نهاية لها أبدا وعلينا أخذ الفرصة الحقيقية للاعتراف بكل الأطراف والوقف الفوري لهذه الحرب ، والسلام ختام..