حسين جنشي يكتب:
ماذا لو لم تأت عاصفة الحزم؟
يتضايق البعض من عدم الانجاز في المناطق المحررة وعدم الانجاز هنا يأتي في ضعف بعض الخدمات وفي استشراء فساد اداري ومالي وفي حرية خلقت فوضى في الفعل والقول من قبيل عمليات البلطجة والبسط واعلام منفلت يشتم من يريد وغيرها من الابعاد التي تلي اي حرب كبيرة وان كانت هنا بصورة منضبطة اكثر من اي نموذج تاريخي يمكن ذكره.
لكن لنأخذ سيناريو بديل هو سيناريو عدم حدوث "عاصفة الحزم " وغياب التدخل العربي العسكري والاغاثي والامني والتنموي على الارض وفي الجو وفي الادارة والاكتفاء بدور ضد ايران في اليمن كما هو في سوريا.
كان الامر سيكون كالتالي :
سيطرة كاملة للحوثي في غياب دعم للمقاومة وبقاء جيوب مقاومة في الجنوب تضرب هنا وهناك فقط مع امساك الحوثي بكل شيء وملاحقات للمقاومين وقمع للكل.
سيكون الدعم العربي كما في سوريا للمجموعات الدينية المناهضة للحوثيين مذهبيا وبينها منظمات ارهابية تحت مسميات شتي من قبل النصرة وانصار الشرعية وحتى داعش سيجد مكان وارض وليس عمليات تخفي.
سيكون هناك دعم ايضا لمجموعات قبلية تقاتل واخرى بمسميات وطنية مثل ليبيا ومناطقية وغير منضبط ولا تخدم هدف واحد سيقابل ذلك بقمع حوثي وحشي لكل مقاوم.
في غياب الدعم الفني ستتعطل الخدمات كما في صنعاء من ثلاث سنوات دون كهرباء او مياه مستمرة مع الفارق في الجو حيث الجنوب والحرارة ستجعل الوضع جحيم.
لن تكون هناك فرصة لفتح مدارس او ترميم او عملية تعليمية وسيتكدس الاف الشباب الذين في المدارس الان فوق عشرات الالاف من المقاتلين الشباب الذي احتوهم الان الاجهزة الامنية من حزام ونخب ودعم واسناد وعسكر الشرعية وسيبحث الكل عن مصدر رزق أيا كان في وضع مأساوي.
سياتي الخبراء الايرانيين والى عدن وتحت اشراف الحوثيين لاستخدام موانئ الجنوب ككل واولها عدن في وضع خطر وستنتشر الحسينيات في مناطق بها وجود مذهبي كان خافت في الجنوب لهؤلاء وسيكونون عليه القوم من منطلق ديني.
ستحاول ايران استخدام سواحل الجنوب وممراته المائية في معاركها مع امريكا والغرب ما سيجلب توترات وتدخلات امريكية تمزق كل شيء.
ستغيب القضايا السياسية وحرية الاعلام وسيتم الدفع بمجموعة من حلفاء ايران عبر فصيل جنوبي سيسلم بفلسفة عبدالملك الحوثي حول الجنوب "ان الاستقلال اكثر من العدل في حق الجنوب " كما قال قبيل اجتياح قواته للجنوب وستدفع ايران حلفائها الجنوبيين لقبول لذلك وارغام الشعب على التجاوب الشعب الذي لن تكون له فرصة للتظاهر او الاعتراض او نقد ايران او قول اي شيء.
ستختفي الحرية الحالية في المواقع والصحف الجنوبية الناقدة لكل شيء من القوى الجنوبية المختلفة الى الاشقاء في التحالف وستختفي حيوية وسائل التواصل الاجتماعي الحالية التي اصبحت تحوي نقد صريح حد الانفلات لكل شيء وكل حد ولن يكون هناك لا نقد الدنابيع للفوانيس ولا نقد الفوانيس للدنابيع ولا أيا من تلك الحيوية في الكتابة.
ستختفي معاني الحياة بفعل الفقر وغياب الخدمات والموارد للأسر وانتشار التطرف مقابل تطرف وستغيب القضايا الكبرى الانسانية والسياسية.
لهذا امام هذا السيناريو الاسود انظر لأي تقصير هنا وهناك من التحالف او من السلطات الشرعية او القيادات الجنوبية بانه قصور يمكن قبوله جدا وتصحيحه مقابل كوارث لم يكن للمجتمع تقبلها لقرون في السيناريو البديل وقد يقول البعض ان في صنعاء الان ليس هناك سوداوية مثل ما رسمت فأقول لهم ان وجود 85% من الارضي الاخرى خارج سيطرة الحوثيين لاسيما الجنوب وسواحله جعل ترك صنعاء ومن معها من قبل العرب مقبول ووقتي بينما لو كان كل اليمن تحت الحوثي فالسيناريو السوري كان سيكون مثال قبل ان ترمي روسيا بثقلها وتعدل الامور هناك.
وفي الذكرى الثالثة لعاصفة الحزم نقول وبكل امتنان شكراً سلمان شكرا اشقائنا العرب جميعاً ورحم الله شهدائكم وشهدائنا