أديب السيد يكتب:
رسائل.. استوعبوهم قبل ان يرحلوا وتندموا
(رسالة 1) شرفاء هذه الارض يموتون كمدا، كما يموت الحمام في غابات الوحوش.
يموت الشرفاء الاوفياء، القيادات البيضاء، واحدا تلو الاخر، ويستثمر الجبناء نضالاتهم ويحتلون اماكنهم ظلما وبمعادلة تاريخية شاذة ومرفوضة لا تتسم مع المنطق وما يستوعبه العقل وتشاهده العيون.
كيف لكم يا هؤلاء، ان تستوعبوا النطيحة والمتردية وما أكل السبع، وتتركوا القيادات المناضلة وصاحبة المبادئ والثبات، يموتون قهرا وكمدا بعد ألامهم الطويلة دونمت ان يقولوا لكم شيئا..
عندي يقين بات، انهم ظلوا ينتظرون ايادي الانتقالي كي تمتد اليهم، وتتشابك معهم، ولكن هناك من شللية اللحقة من رفض واتهم وصنّف وخوّن، بينما لم ينظر لنفسه ماذا كان.. ؟ وما دوره ؟ وماذا صار اليوم؟ وعلى حساب تضحيات ونضالات الشرفاء…
(رسالة 2)
قيادي اخر من قيادات الثورة الجنوبية يترجل بصمت، مثلما ترجل قبله فارسين قياديين، بل فرسان اخرين.
رحلوا، عندما لم نستطيع ان نقبلهم في مشروع طالما حلموا به، وهم ينسجون خيوط الثورة، ويرتدونها لحافا يقيهم من زمهرير السلطة الغاشمة وحر نيران جيشها المتوحش.
اعلن المهندس جمال مطلق، رحيله المفاجئ، وكأنه يخبرنا بأن لا مكان له في مشروعنا الوطني الجنوبي ( المجلس الانتقالي).. لماذا لا مكان له وهو ومن سبقه من قيادات الحراك، صنعوا الثورة بايديهم ودمائهم وافكارهم ؟
كأني به، يقول لرفقاء دربه من القيادات: كنا معا منذ البداية، مضينا معا، سهرنا معا في الساحات، وهتفنا معا في المسيرات، وخطبنا وعلمّنا وكتبنا ووعيّنا جيلنا الشاب معا. على امل ان نكون معا ونستكمل درب الثورة معا، لبلوغ المرام والهدف المنشود… ولكنكم تركتمونا وذهبتم بانانية تنسجون كيانا ابعدتموه عنا بغير حجة ولا منطق ولا برهان..
وبعد هذا كيف تريدون منا ان نبقى هنا، على ظهر هذه الارض الجنوبية، التي رويناها بالدماء والعرق والنضال، وحولتموها مع رفقاء جدد الى مزرعة للاستئثار بها، حتى وهي لم تنل مرامها وتواجه التحديات… فماذا اذا عساكم ان تفعلوا بعدما تحقيق الهدف المنشود.. ؟
أحسبني.. وكأني بالمهندس مطلق، وقبله د. صالح يحيى، والمهندس الضالعي، وغيرهم كثيرون، وهم يقولون: اننا نفضل اليوم ان نرحل بصمت وبدون مقدمات، بعد ان رأينا وانتظرنا طويلا، لعل وعسى ان هناك من سيبادر لنلتحم معا في مشروع الجنوب التحرري..
(رسالة 3)
استوعبوا الجميع، قبل فوات الاوان…
ها نحن ننظر بأسى الى قياداتنا الأوائل وممن رافقوا درب حراكنا الجنوبي الثورة التحرري، يرحلون واحدا تلو الاخر… دونما جدية من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي باستيعابهم…
هاهم الاوفياء الاحرار الذي قدموا كل غالي ونفيس، وبنوا ثورة الجنوب طوبة طوبة، يغادروننا وهم خارج اطار الكيان الوطني الجنوبي… ليس لشيء سوى لانهم احرار وهناك من يرفض الحرية ويريد ان يشكل قيادات على هواه.
هاهم يترجلون، معلنين انتهاء مرحلة نضالهم الدؤوب، وتضحياتهم الجسيمة، التي رأوا بأم اعينهم، كيف ان الجبناء استثمروها وصاروا ينشدون الوطنية الجنوبية بقناع زائف، لغرض في نفس يعقوب.
اوقفوا.. اذا... حماقات الاستفراد والتبعية والتفكير الضيق، وتوقفوا لحظة امام لوحة وطنية خطتها ايادي قيادات جعلوا جل وقتهم وايامهم لتثبيت دعائم الثورة، ولولاهم ما وجد انتقالي اليوم، ولا انتصر الجنوب ولا التحالف، فالوعي الجنوبي الذي غرسوه كانت ثمرته الانتصار في عاصفة الحزم.
خاتمة..
ادركوا من تبقى من الشرفاء، واحتضنوهم، فإنكم ان تتركوهم لن تجدوهم حينما تفيقوا من غفلة المرحلة، وسكرة التخدير…
لا تعزوهم.. لا تنعوهم، وتكتبوا كلمات منمقة، واوصاف حزينة، فهم بعد رحيلهم لا يشعرون بكم وبما تقولون… فلن يفيد ذلك شيئا، ولكن افعلوا ما يجب عليكم وطنيا وثوريا واخلاقيا، امسكوا ايادي بعض وهم احياء، وادركوا الاحياء ايضا وهناك فرصة لاستيعاب الكثير من القيادات الشرفاء قبل فوات الاوان….
ان الشرفاء، يموتون قهرا، اذا رأوا ما يضيرهم مما لا يقبله منطق ولا عقل…
ومن القهر ما قتل؟
فادركوا رفقاء دربكم، فاني لا ارى غيرهم لكم سندا، يوم ان يتخلى المتذبذبين عنكم، ويتركوكم في موقف لا تحسدون عليه.
تحياتي
#اديب_السيد