حسين حنشي يكتب:
لماذا لا أثق بهادي ولا أتوقع نجاح زيارته للإمارات !
بالنسبة لي لم ولن اثق بهادي في يوم من الأيام، شخصية هذا الرجل عسكرية، اي منفذ دائما لمن يقوده، ويعيش في الظل منذ أيامه الاولى، في ظل رجل أقوى منه، لهذا بالنسبة لي هو رجل يفتقد للإمكانات الشخصية، ولا أمل في قرار مستقل له.
استخدم في حرب ٩٤م وزيرا للدفاع كواجهة فقط من قبل علي محسن لاجتياح الجنوب عن طريق جنوبي، ثم فرض محسن على علي عبدالله صالح ان يكون له رجل في الرئاسة، فكان هادي، وقبل صالح لانه كان يراه منصبا لرجل بامتيازات مالية ومنزوع الأنياب، ويكون للجنوب تمثيل شكلي لتزوير الارادة.
وقد قال صالح ذات يوم ان هادي ليس نائبه بل (نائب علي محسن)، حسب وصف حرفي لصالح، اراد منه القول ان هادي رجل محسن، وهذا صحيح.
وعندما اندلعت ثورة الشباب، التي ركبها الاخوان في اليمن كغيرها من دول فوضى الربيع، دفع محسن بهادي ليكون خليفة لصالح، وقبل صالح لعلمه بضعف شخصية الرجل، وقدرتهم على ارباك فترته الانتقالية.
وانفجرت الحرب الاخيرة وقام محسن بإدارة هادي، وعندما كان هناك شاب تكنوقراطي على راس حكومة توافقية أتت بناء على مبادرة الخليج وصاحب شخصية وغير منقاد، امر محسن هادي بأن يقيل بحاح ويعينه بدلا عنه نائبا للرئيس، في وضع يذكر بوضع العراق حينما كان صدام حسين نائبا للرئيس وصاحب القوة وكان السفراء والوزراء يزورون الرئيس الضعيف احمد حسن البكر، وعندما يسألونه عن شيء يقول لهم الامر عند نائب الرئيس، وهو هرم مقلوب يتجسد حاليا في علاقة هادي ومحسن.
لهذا ليس لدي ثقة في امتلاك هادي لقراره، وهو ما يعني ان اَي اتفاق مع الجانب الإماراتي، ان لم يكن له محرك سعودي لخدمة محسن، فلن يعمل هادي على إنجاحه.
وعليه فإن هادي في الامارات يفاوض والمرجعية محسن، والإمارات لم تقبل اتفاقات مع اليدومي يظلم حلفاءها، ولن تقبل اتفاقات مع محسن عن طريق هادي تظلم احدا كذلك.
الحقيقة ان السعوديين والامريكيين يسعون لنزع الخلاف الاخواني الإماراتي حول عدة ملفات، بينها دعم الجنوب، من اجل توحيد الجهد ضد الحوثي، لان الاخوان يعطلون المعركة المركزية من اجل الجنوب، ويشتتون جهد الامارات، وزيارة هادي ليست الا زيارة لرجل يدار من قبل الاخوان الى الامارات، وفِي إطار الجهد السعودي الامريكي، لكن الامارات لديها مبادئ راسخة وقيادة هي الأكثر شجاعة وصلابة، ستقوم باستقبال بروتوكولي وحفاوة وكرم، لكنها لن تساوم على المبادئ، ونعرف هادي، سيطرح باسم محسن ان تترك الامارات دعم الحق الجنوبي، وهذا ما لن تقبله الامارات ابدا.
أمنية حياتنا ان يكون هادي مستقلا، ومحسن بعيدا عنه، والله لن أكون الا في صفه، لكن للأسف هذه هي الحقيقة !.