سمير عطا الله يكتب:
البطالة بالعربي
تستخدم في العالم العربي المصطلحات الشائعة من دون أن ندرك أنها لا تنطبق علينا. مثلاً، نعطي إحصاءات (غير دقيقة إطلاقاً) عن البطالة، لكنها عندنا ليست التوقف عن العمل، بل الفقر. فالعاطل عن العمل لا يتمتع بأي ضمانة على الإطلاق: لا الراتب المخفض، ولا الضمان الصحي، ولا الضمان الاجتماعي. لا شيء.
لذلك، يلجأ العاطلون فوراً إلى العقوبة القصوى في حق الدولة: الإضراب والعصيان. وهذا بدوره غير عادل، حيث مُنعت دولة مثل الأردن، من تنفيذ مطالب البنك الدولي، التي لا بد منها، إذا أرادت المساعدة: أيهما أولا، عقاب الناس أم عقاب الدولة؟
جربت مصر هذا الحل. الآن يدفع المصري إيجار النقل الحكومي ما يدفعه الإسباني. ولكن المصري يحتمل ذلك بصعوبة شديدة. وهو إذا لم يفعل، سوف يظل الاقتصاد مريضاً لا يمكن أن يتعافى.
لا أريد أن أبدو مضحكاً وفظاً. لكن لا حل في الاقتصادات الفولكلورية. لا يستطيع العربي أن يتمتع بكل ضمانات الأرض مثل السويدي، وهو يعيش في نظام اقتصادي مرقّع. ولكن أين نبدأ؟ بالقليل من التضحية أم بالكثير من الفكر والانضباط، وإلغاء عقلية الكسل والرشوة، وصدأ العربة الاقتصادية القديمة. هل يمكن أن يسيرا معاً؟ التجربة في مصر تبدو مشجعة، لكن الطريق طويل جداً. وليس هناك حل، بل تسوية بين الدولة والناس. أما البقاء في ظل الاقتصاد الذي يوزعه كتّاب المقالات والشعراء الشعبيون المكتوون بالفقر، فيظل الأمر إعجاباً بالشعراء وفقراً بين الناس.
يحتفل العالم بمرور قرنين على ولادة كارل ماركس. وتعمل مؤسسة تحمل اسمه منذ قرن، على جمع مؤلفاته ومؤلفات رفيقه فريدريك إنغلز في 60 مجلداً! طباعة من أجل الذكرى، لكن لا شيء آخر من ماركس في بلده ألمانيا، أو في مربع تجربته، روسيا. أما حيث كتب معظم أعماله في لندن، فيباع العقار الرأسمالي «المزبلة» بأغلى سعر في العالم.
صنعت السويد اقتصادها العظيم أولا، من النزاهة. وثانياً، من التوجه إلى المستهلك البسيط، كما فعلت الشركة الجبارة «أيكيا». والفارق بين الذين يملكون والذين لا يملكون فيها، لا يُرى دوماً. كيف يمكن أن نصنع اقتصاداً عربياً والعراق في الحرب وفي فسادها منذ عقود؟ وسوريا في الحرب وخرابها منذ مدة؟ والأردن ينوء بأحمال اللاجئين؟ ومصر تستقبل عشرة ملايين مولود سوف يحتاجون لسرير ومدرسة ورغيف وعمل؟
البنك الدولي فظ؟ طبعاً فظ، لأنه بنك يعرف لغة واحدة، خلاصتها أن الوصول إلى مجموع أربعة لا يكون دائماً بإضافة اثنين إلى اثنين. أحياناً 3 زائد واحد. أحياناً واحد زائد واحد زائد نصف وواحد ونصف.
لذلك، يلجأ العاطلون فوراً إلى العقوبة القصوى في حق الدولة: الإضراب والعصيان. وهذا بدوره غير عادل، حيث مُنعت دولة مثل الأردن، من تنفيذ مطالب البنك الدولي، التي لا بد منها، إذا أرادت المساعدة: أيهما أولا، عقاب الناس أم عقاب الدولة؟
جربت مصر هذا الحل. الآن يدفع المصري إيجار النقل الحكومي ما يدفعه الإسباني. ولكن المصري يحتمل ذلك بصعوبة شديدة. وهو إذا لم يفعل، سوف يظل الاقتصاد مريضاً لا يمكن أن يتعافى.
لا أريد أن أبدو مضحكاً وفظاً. لكن لا حل في الاقتصادات الفولكلورية. لا يستطيع العربي أن يتمتع بكل ضمانات الأرض مثل السويدي، وهو يعيش في نظام اقتصادي مرقّع. ولكن أين نبدأ؟ بالقليل من التضحية أم بالكثير من الفكر والانضباط، وإلغاء عقلية الكسل والرشوة، وصدأ العربة الاقتصادية القديمة. هل يمكن أن يسيرا معاً؟ التجربة في مصر تبدو مشجعة، لكن الطريق طويل جداً. وليس هناك حل، بل تسوية بين الدولة والناس. أما البقاء في ظل الاقتصاد الذي يوزعه كتّاب المقالات والشعراء الشعبيون المكتوون بالفقر، فيظل الأمر إعجاباً بالشعراء وفقراً بين الناس.
يحتفل العالم بمرور قرنين على ولادة كارل ماركس. وتعمل مؤسسة تحمل اسمه منذ قرن، على جمع مؤلفاته ومؤلفات رفيقه فريدريك إنغلز في 60 مجلداً! طباعة من أجل الذكرى، لكن لا شيء آخر من ماركس في بلده ألمانيا، أو في مربع تجربته، روسيا. أما حيث كتب معظم أعماله في لندن، فيباع العقار الرأسمالي «المزبلة» بأغلى سعر في العالم.
صنعت السويد اقتصادها العظيم أولا، من النزاهة. وثانياً، من التوجه إلى المستهلك البسيط، كما فعلت الشركة الجبارة «أيكيا». والفارق بين الذين يملكون والذين لا يملكون فيها، لا يُرى دوماً. كيف يمكن أن نصنع اقتصاداً عربياً والعراق في الحرب وفي فسادها منذ عقود؟ وسوريا في الحرب وخرابها منذ مدة؟ والأردن ينوء بأحمال اللاجئين؟ ومصر تستقبل عشرة ملايين مولود سوف يحتاجون لسرير ومدرسة ورغيف وعمل؟
البنك الدولي فظ؟ طبعاً فظ، لأنه بنك يعرف لغة واحدة، خلاصتها أن الوصول إلى مجموع أربعة لا يكون دائماً بإضافة اثنين إلى اثنين. أحياناً 3 زائد واحد. أحياناً واحد زائد واحد زائد نصف وواحد ونصف.
*الشرق