نادر الضحاك يكتب لـ(اليوم الثامن):

زفة عمرو جمال !!

يقول المثل الصيني بأن ( الصورة الواحدة تعادل عشرة آلاف كلمة) .
ونحن هنا لا نتحدث عن صورة واحدة، نحن نتحدث عن الآلاف والآلاف من (الفريمات)، نحن هنا بصدد الحديث والاحتفاء بأول فيلم محلي (10 أيام #قبل_الزفة). 
كانت مفاجأة في الحقيقة، مفاجأة سارة ومن العيار الثقيل - على الأقل بالنسبة لي- واملك ما يبرر ذلك التفاجئ والحماس وهذا السرور ، وخاصة بعدما شاهدت تعليق المخرج الرائع عمرو جمال لإحدى وسائل الإعلام المحلية، أثناء المؤتمر الصحافي الذي أقيم في العاصمة عدن في صباح الاثنين الـ 6 من أغسطس الجاري لإسدال الستار عن الفيلم والذي تحدث قائلاً : بأن عملهم في الفيلم كان تحدياً حقيقياً سيما وقد انتوت إدارة الفيلم والقائمين عليه عرضه محلياً وهنا يكمن التحدي، بالإضافة إلى أنه أول فيلم محلي في البلد، فالتجربة نفسها تستحق الإشادة وتسليط الضوء عليها. كانت بداية معرفتي وسماعي عن الفيلم من خلال مقال رائع للزميل صالح ابو عوذل والذي نُشر في صحيفة العرب اللندنية في الـ 8 من أغسطس الجاري ، واظنه أول مقال يُنشر في جريدة غير محلية يتناول فيه موضوع أول فيلم عدني، بدأت الحماسة في وقتها تسيطر علي وبدأت الأفكار في رأسي عن هذا الفيلم، عن قصته وابطاله، عن مخرجه وعن مكان ووقت تصويره وحتى التحديات والصعاب التي واجهت فريق عمل الفيلم ، أتت بعض الإجابات سريعة عن أغلب التساؤلات التي جالت في رأسي، من خلال قراءة ما صُرح به في مؤتمر الإعلان عن الفيلم ، بالإضافة إلى قراءة مقال الزميل ابو عوذل بل وبسؤاله شخصياً لأنني كنت في مكتبه في تلك الساعة ، كل حماسي هذا لم يكن مبالغاً فيه لأسباب كثيرة لا مجال لذكرها هنا. ومع أنني لست متخصصا بهذا المجال ولا أفقه فيه شيء، وإنما كل الموضوع هو الشغف ومتابعتي وحبي لإنتاجات هذه الصناعة (صناعة السينما) سواء العربية والعالمية، ومعرفتي بمدى تأثيرها وأهميتها، وبما انني قد قلت ذلك، فالسينما ذات أهمية بالغة وتلعب دوراً مهماً وكبيرا في توجية سلوك الناس وتقويم قيمهم الإجتماعية والأخلاقية.
والسينما أداة من أدوات الثقافة والمعرفة، ووسيلة من الوسائل التعليمية الفعَّالة التي تهدف إلى الارتقاء بالمجتمع، كما تلعب دوراً بارزاً في تشكيل قيم المجتمع واخلاقياته ، والحفاظ على تراثه وفنونه ، وتوثيق عادته ومعالمه وقصصه ، علاوة على استخدامها كوسيلة للتوجيه والإرشاد والتنوير الثقافي والمعرفي ، وإثارة الرغبة في تحسين المستوى الاجتماعي ، والنمو والتقدم المادي لدى المشاهد، وتحفيز القدرات الكامنة لدى المواطن، فالسينما والفيلم السينمائي يعطي المشاهد الكثير من العناصر دفعة واحدة كالامتاع والتشويق والتفكير والتحليل والمقارنة والحكم المطلق أحياناً في ما يخص توقع النهايات (نهاية الأفلام)، الأمر الذي يجعل المشاهد يقرر ماهو الأصح بعد أن رأى بأم عينه كل المعطيات ،هنا فقط تتوفر القدرة على الاستنتاج عن طريق ما يشاهده ومقارنته بما هو عليه، الأمر الذي يثير فيه الرغبة في تحسين مستواه من كافة النواحي ، حيث يقرّب الفيلم من المشاهد طرق حياة أخرى مختلفة ، لذلك لا عجب أن أصبحت السينما في الوقت الحاضر قوة تأثيرية لا يستهان بها، سيما وهي مصاحبة للتقدم التقني في المجتمعات الإنسانية فساعدت هذه التقنية في إخراج أفلام خالدة لا تنسى، تُذهب الألباب وتسبي العقول، وكم من فيلم من شدة تأثرنا به بقي عالقاً في الذاكرة، نشاهده مرات تلو مرات وكأننا نشاهده للمرة الأولى .
وفي الوقت الحاضر يعتبر الفيلم السينمائي من أهم وسائل الإعلام، والإعلان، والتوجيه العام، والدعاية حتى ، هذا إلى جانب دورها الهام في النواحي الترفيهية، والتربوية، والثقافية، وأهدافها التي لا يمكن حصرها في المجالات الاجتماعية، والدينية، والسياسية، وغيرها. 
وفي الأخير تبقى السينما والفيلم السينمائي من أشد وأبلغ الوسائل الإعلامية تأثيرا على العقول والنفوس من الكلمة المسموعة أو المكتوبة، فالصورة المتحركة لها تأثير كبير على الإنسان مهما كانت ثقافته، أو نشأته، أو حتى مستوى تعليمه.  
 وفي النهاية ( كم فيلماً شاهدت وخرجت منه وفي نفسك ما في نفسك من أفكار ومشاعر وحماسة وعنفوان). 
شكراً عمرو جمال، سوا نطقتها بالإنجليزية أو العربية. 
(تصوير = أكشن - حركة). 
شكراً لأننا قضينا قرابة ساعتان أمام الشاشة الكبيرة، شكراً لأننا ذهبنا خلال ساعتان إلى زمن آخر وعالم آخر واحسسنا بشعور مختلف حتى لو لساعتان فقط.