عادل المدوري يكتب لـ(اليوم الثامن):
الجنوب العربي .. مع المشروع العربي
ارتباط الجنوب العربي باشقائه العرب ليس فقط علاقة دبلوماسية نشأت منذ انطلاق عاصفة الحزم وتفاعلت فيها المصالح المشتركة ضمن الظروف الطارئة والمنافع العارضة، وانما روابط الدم والاخوة المتجذرة في اعماق التاريخ وامتدت جسورها الى الحاضر والمستقبل، فالروابط اساسية ولدت نتيجة لوحدة لغتنا العربية وتاريخنا وديننا وقبلهما الاصل والنسل وزادت في تقويته وشائج القربى والتواصل الاجتماعي والجغرافي بين الشعوب العربية.
جاء التحالف العربي بقيادة السعودية والامارات وبمشاركة الدول العربية كتتويج لهذه الشراكة وكتابة عهد جديد لشراكة استراتيجية عربية وفق طرق مدروسة اتبعتها قيادات التحالف العربي - الامارات تحديداً - والجنوبيين من عدن، تمت صياغة الاهداف العسكرية والتنموية التي فرضتها المتغييرات القادمة من الشرق من امبراطورية ايران الوحش النائم خلف الخليج العربي.
رغم العاصفة بقى الجنوب عربياً، ودمائنا عربية، والجغرافيا عربية، في مواجهة اعداء مشروع الامة العربية ، وسعى الجنوبيين لتحقيق فعالية دائمة في ديناميكية العلاقات مع الاشقاء العرب على مختلف انشطته ولن تنتهي العلاقات بانتهاء الحرب والقتال، فخيار الجنوبيين عربي يدعم المشروع العربي ضد المشاريع الاخرى ولن يخرج عن حاضنته العربية لانه لا تنمية بالجنوب الا بوجود دعم الاشقاء العرب، ويتطلع الشعب بالجنوب الى مزيد من التعاون العسكري والاقتصادي وفتح مجال التعاون والمضي بهذه الجهود نحو افق اوسع وارحب.
قد تكون لدى الاشقاء العرب اولويات منها حماية ظهورهم من طعنات الغدر التي يخطط لها اعداء الامة العربية، وحماية شعوب الدول العربية من سيناريوهات الدمار والإرهاب والنأي بالوطن العربي بعيدا عن الفوضى والقلاقل وقد تكون هذه ضرورة قصوى لدى القادة العرب خصوصاً في هذه المرحلة، ومن هذا المنطلق انشأت المملكة العربية السعودية التحالفات العربية في محاولة منها لإعادة الروح العربي الى الجسد العربي الذي قتلته طائفية الامبراطورية الفارسية ، من لبنان الى العراق وسوريا واليمن وجعلت جميع تلك الشعوب أشتاتًا مفرقة وكلما تدخلت ايران في بلد عربي حلت الفوضى والدمار والانهيار الكامل لاركان الدولة.
وفي المقابل لدى الجنوبيين اولويات من اشقائهم العرب منها الاعتراف بحقهم في تقرير مصيرهم اما البقاء في الوحدة اليمنية واختيار شكل الحكم ونوع النظام السياسي. واما فك الارتباط واستعادة دولتهم وفق استفتاء شعبي حر باشراف عربي ودولي، وبذلك تكون شراكتنا استراتيجية ناجحة اتضحت فيها اولويات كلا الطرفين. لئلا تضيع جهودنا وجهودهم وتتكرس التدخلات بشكل اكثر حدة ، ويصبح الجنوب بؤرة صراع قابلة للاستقطاب من الاخرين.